هل يجب ان يمر علينا كلبنانيين مرور الكرام ، مسألة ان اسرائيل تقدم وفي هذا الوقت بالذات ، على قصف مواقع لحزب الله على الحدود اللبنانية السورية ؟؟ ، وهل يفترض ان يمر مرور الكرام أيضاً ، مسألة ان حزب الله بقي صامتا ونام على ظيمه اكثر من اربع وعشرين ساعة ، ليقرر اليوم رفع الصوت وببيان مقتضب ، ان المقاومة ستختار الزمان والمكان المناسبين ، وكذلك الوسيلة المناسبة للرد على العدوان ؟؟ وماذا يريد حزب الله من قوله في البيان : ان العدوان هو اعتداء صارخ على لبنان وسيادته وارضه وليس على المقاومة فقط ، وهذا يتطلب موقفا صريحا وواضحا من الجميع !! .. هل يريد إيصال رسالته الى لجنة صوغ البيان الوزاري التي ستجتمع عند الخامسة من بعد ظهر اليوم ، بانه سيذهب الى المزيد من التشدد حيال عبارة " جيش شعب ومقاومة " ، وهي التي علِقَ عندها نقاش اللجنة يوم امس .. فحزب الله وفريق الثامن من آذار عموما الذي يصر على وضع ثلاثيته المقدسة بموازاة اعلان بعبدا في مسار النقاش ( يصر عليه فريق الرابع عشر من آذار ورئيس الجمهورية ميشال سليمان بالذات ) ، يبدو ان الضربة الإسرائيلية اتت في التوقيت الممتاز بالنسبة له ، لتعطيه مبرر المحاججة والعناد امام خصومه في اللجنة الوزارية والقول لهم : أترون ، هذه اسرائيل تقصفنا وانتم تريدون شطب المقاومة .. معاذ الله .. لا نريد ان نكون او نبدو سيّئي النية .. ولكن يبدو - ولو ظاهراً - ان اسرائيل تعمل على شد عصب حزب الله ودفعه الى تعزيز شروطه في مشهد يوحي وكأن هناك تقاطع مصالح موضوعي بين الجانبين لا لبس فيه .. واذا أدرجنا في هذا السياق كلام رئيس الوزراء العدو بنيامين نتانياهو بانه مطمئن بان الحزب لن يرد على الغارة الاسرائيلية ، عندها تكتمل الصورة .. في كل الأحوال ، لجنة صوغ البيان الوزاري ستعود الى الاجتماع عصر اليوم وليس في جعبتها الا العقد ذاتها : اعلان بعبدا وبند المقاومة ، مع اضافة شحنات التصلب التي سيحملها ممثلا حزب الله وحركة امل الوزيران محمد فنيش وعلي حسن خليل ، الا اذا كان ما قد سرّبه زوار الرئيس نبيه بري امس عنه من صيغة معدلة وملطّفة تأخذ من روحية هاتين النقطتين ، لا زال يصلح وذا مفعول ، بعد بيان حزب الله اليوم .. !!