تعقيباً على الضربة الإسرائيلية الجويّة لحزب الله في جرود البقاع، تأخّر الحزب في إصدار بيانه وكأن ما ذُكر في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي استفذّ ممانعته النائمة على أكتاف يبرود السورية فأصدر بيانه التالي: "مساء يوم الاثنين الواقع في الرابع والعشرين من شهر شباط الحالي ، قامت طائرات العدو الاسرائيلي بقصف موقع لحزب الله عند الحدود اللبنانية السورية على مقربة من منطقة جنتا في البقاع. هذا العدوان لم يؤد بحمد الله تعالى وعنايته الى سقوط أي شهيد أو جريح، وقد لحقت بالموقع بعض الأضرار المادية فقط . إننا في حزب الله يهمنا أن نؤكد على الامور التالية:
أولاً: إن كل ما قيل في بعض وسائل الإعلام عن استهداف لمواقع مدفعية أو صاروخية أو إستشهاد مقاومين وغير ذلك لا أساس له من الصحة على الاطلاق.
ثانياً: إن هذا العدوان الجديد هو اعتداء صارخ على لبنان وسيادته وأرضه وليس على المقاومة فقط، وهو يؤكد أيضاً الطبيعة العدوانية للصهاينة، ويتطلب موقفاً صريحاً وواضحاً من الجميع.
ثالثاً: إن هذا العدوان الإسرائيلي لن يبقى بلا رد من المقاومة، وإن المقاومة ستختار الزمان والمكان المناسبين وكذلك الوسيلة المناسبة للرد عليه."
ويتوقع المسؤولون في إسرائيل أن يحاول "حزب الله " اغتيال مسؤولين إسرائيليين كبار رداً على العملية العسكرية المنسوبة إلى إسرائيل في لبنان. لقد جرى هذه المرة أيضاً المحافظة على قواعد اللعبة غير الرسمية القائمة منذ السنة الأخيرة بين الطرفين على الجبهة الشمالية. وحتى الآن لم تعرف طبيعة محتويات قافلة السلاح التي هوجمت وهي في طريقها من سورية إلى قواعد "حزب الله" في لبنان.
ولكن المنطق يقول عكس ذلك فحزب الله مشغول بالدفاع عن النظام السوري، وهو ليس بصدد أن يفتح جبهة أخرى عليه، بعد أن تكبّد الكثير من الخسائر في الحرب السورية، خسائر يحتاج إلى عشرات السنين كي يعوّضها. والأهم أنه باع الأقصى في القصير فمن أضاع بوصلة الطريق إلى فلسطين لن يجدها مجدداً في الوحول السورية التي غرق وأغرق لبنان فيها. فالرد سيأتي ولكن ليس على العدو الإسرائيلي بل على الشعب السوري، وستكون حجتهم البيّنة في ذلك ما تناقلته بعض وسائل الإعلام يوم أمس عن أن اسرائيل أعلنت دخولها في خط الدفاع عن المعارضة السورية.