ترفض مصادر قيادية في "حزب الله" التعليق على الغارات الإسرائيلية التي قيل إنها استهدفت مواقع للحزب عند الحدود اللبنانية السورية، وسط تضارب في المعلومات حول ما إذا كانت هذه المواقع داخل الأراضي السورية أم لجهة لبنان من الحدود. وتكتّمت المصادر على المعلومات عمّا أسفرت عنه من خسائر وعن المكان الفعلي لحصولها.
إلا أن المصادر نفسها توقّعت استمرار الصراع الأمني والعسكري ضد حزب الله في المرحلة المقبلة، إنْ في سوريا، أو حتى في الساحة اللبنانية، وذلك رغم تفاؤلها بالنتائج الإيجابية لتشكيل الحكومة اللبنانية، وما يعكسه ذلك على العلاقة مع تيار المستقبل وبعض الأطراف المحلية.
وتؤكد مصادر حزب الله أنه، وعلى الرغم من التغييرات التي حصلت في القيادة السعودية، فإن الخيار التصعيدي الأمني والعسكري في لبنان وسوريا وامتداده إلى مناطق أخرى كالعراق والبحرين واليمن، سيظل قائماً، طالما هناك رغبة سعودية بإفشال المشروع الذي تدعمه ايران، ويمتد إلى أكثر من دولة.
وتعترف المصادر القيادية في الحزب بصعوبة المعركة وامتدادتها ومخاطرها، لكنها ترى أن الخطر الأكبر قد زال. وتتحدث عن مؤشرات إيجابية عديدة. وبرأيها فإن المرحلة المقبلة ستحمل المزيد من هذه الإيجابيات منها "اعتماد النفس الطويل في إدارة المعركة وعدم الخضوع للضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية".
وتعتبر المصادر القيادية في حزب الله، أن التيارات الإسلامية التكفيرية أو السلفية الجهادية، تتحمل مسؤولية كبرى في تصعيد الصراع وخدمة المشروع التصعيدي؛ وفي الابتعاد عن المعركة الأساسية في مواجهة العدو الصهيوني.
لذلك تقول المصادر "ليس هناك خيار سوى الاستمرار في هذه المعركة، بانتظار اقتناع الأطراف الأساسية فيها بأن التصعيد الميداني لن ينفع، او حتى حصول متغيرات كبرى في المنطقة".