اذا ما اعتبرنا ان الاسلام هو دين الرحمة كما يوصف في القران الكريم ، " وما ارسلناك الا رحمة للعالمين " ، فهذا يعني ان ذاك الاسلام الرحيم هو حتما قد تعرض للخطف ولم يعد له بيننا اي وجود وهذا الامر غير خاف على اي انسان عاقل ، فيكفي نظرة سريعة على الدول التي تحلل فيها القانون وضعفت فيها السلطة وسطوة النظام (لاسباب لا تعنينا في هذه العجالة ) كما حصل في افغانستان و العراق او الان في سوريا ، لان في مثل هذه الظروف تتكشف الصورة الحقيقية للمسلمين وما حل في تلك الاصقاع من ابشع انواع الجرائم والقتل والذبح والتشرد والاغتصاب والتعدي ، والملفت المخزي ان هذه الموبقات تتم ممارستها باسم الدين وباسم الاسلام ، فصار واضحا بان من يسمّون انفسهم زورا " رجال دين " او فقهاء قد نجحوا الى حد كبير بخطف الاسلام الحقيقي ، واحلال مكانه " اسلام " اخر "اسلام" جديد ، عماده الاساسي " فقه الكراهية " او " فقه الجريمة " ، فصار المسلم المتدين ليس الا عبارة عن مجرم متنقل يفتقد للحد الادنى من المعايير الانسانية ولا يحمل الا قلبا اسودا لا وجود فيه للرحمة او المحبة ويمارس طقوسه الاجرامية وعباداته الشيطانية باسم الاسلام ، فتحولت المجتمعات " الاسلامية " الى مجتمعات من الوحوش البشرية تفتقد للحد الادنى من المعاني القيمية ، ولم ينتج لنا هذا الاسلام المزور الا انسان فاقد لاي من الاحاسيس الانسانية يحتاجها الاجتماع البشري من اجل استقرار الحياة ،
وفي مثل هذه الاجواء الوحشية التي نعيشها هذه الايام تأتي زيارة انجيلينا جولي لتبدو بمثابة الصفعة على وجوهنا ، او كأنها قطرات ندى على قلوب متصحرة ، وعظمة هذه الزيارة الى مخيمات اللاجئين السوريين انها لا يشوبها شائبة فهي تأتي من شخص لا ينقصها شهرة ولا هي بحاجة الى اضواء ولا هي تبحث عن مال او ثروة ، وبالتالي فان ما هو عصي على افهامنا ان تكون زيارة هذه المرأة العظيمة انما كانت بحافز من حسها الانساني المرهف فتقطع بسببه البحار وكل تلك المسافات ، فيحط بها الرحال الى مقصدها داخل خيمة فقيرة لتزور عائلات " مسلمة " في خيم البؤس والتشرد ، لتمسح دمعة ساخنة من على وجه طفل فقد عائلته باسم الاسلام ، او تُطعم مسكينا ويتيما ولا تريد بذلك جزاءا او شكورا ، بعد ان جوعتهم ودمرت بيوتهم حروب تخاض تحت صرخات " الله اكبر " ،
جالت انجيلينا جولي على مخيمات اللاجئين السوريين بكل ما تحمل في قلبها من حب انساني يعمل " فقهاء " الحقد ، " وعلماء " الكراهية جاهدين من اجل محوه من بين ظهرانينا ،
فاذا ما كان الامام محمد عبده رحمه الله قد قال عند سؤاله عن انطباعه حول زيارة قام بها الى احدى دول الغرب : " وجدت اسلام بلا مسلمين ، واما في بلادنا فيوجد مسلمين بلا اسلام " ،
فانا اقول ان بين اسلام الحقد والجريمة عندنا او اسلام الرحمة عند جولي ، فانا على اسلام انجيلينا جولي .