تعوم في الأجواء اللبنانية الإشارات الإيجابية التي لم يتعوّد عليها اللبنانيون من قبل، فأقلقتهم تلك الإيجابية الحميمية التي لم يعتادو عليها من أفرقاء الصراع العقيم.
فبدأت "حكومة التركيبة العجائبة" اليوم خطواتها الأولى في مسيرة التعسّر التي طالت 11 شهراً، وعقدت جلساتها البكر قبل ظهر اليوم في بعبدا، على أن تبدأ اللجنة اجتماعاتها غداً في السراي الحكومي.
وقامت بتشكيل اللجنة المكلفة صوغ البيان الوزاري من 7 وزراء هم محمد فنيش، علي حسن خليل، بطرس حرب، وائل ابو فاعور، جبران باسيل، سجعان قزي ونهاد المشنوق.
وأكد كل من الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام على وجوب الإسراع في إنجاز البيان الوزاري ونيل الثقة خلال أسبوع.
وأشارت مصادر صحفية إلى أن البيان الوزاري سيكون مقتضب ينسجم مع العمر القصير للحكومة 96 يوماً، وسيعكس الأولويات المحدودة للحكومة بتأمين مناخ دستوري سليم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي والعمل ما أمكن على فصل لبنان عن الأزمة السورية والحد من انعكاساتها عليه والتصدي للتحديات الأمنية وحماية الاستقرار.
وأكدت مصادر 14 آذار أن وزراءهم قرّروا العمل ضمن إطار تنسيقيّ كفريق عمل واحد على طاولة مجلس الوزراء، وإنّ هذا التوجّه سيُترجم باعتماد استراتيجية عمل في مناقشة البيان الوزاري. وأن النقاش في النقاط الحسّاسة للبيان سيجري بعيداً من الإعلام، وسيُترك لعمل اللجنة الوزارية بهدف التوصّل إلى نتائج، وسط تأكيد على التزام وزراء 14 آذار بكلّ الثوابت والسقوف التي طرحوها بالنسبة إلى السلاح خارج الدولة ومفهوم الحياد وإعلان بعبدا.
ويبدو بأن 8 آذار قد حسمت قرارها فيما يخص قرارها في البيان الوزاري، بلسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما قال في خطابه يوم الأحد الماضي "إنّنا في لبنان والمنطقة ذاهبون إلى مرحلة جديدة، تقتضي منّا تدوير الزوايا وإبرام التفاهمات، ووفق هذه القاعدة، تألّفت حكومة جديدة لا تحرجنا"
فلا شكّ بأن تدوير الزوايا سيشمل ما كان مصيره الرفض القاطع في الماضي، فمن تنازل عن ال9-9-6 وقبل بأشرف ريفي على رأس وزارة العدل ونهاد المشنوق على رأس وزارة الداخلية لن يقف عند ثلاثية شعب وجيش ومقاومة...