أهل البيت والصراع على السلطة
لقد كانت سيرة أهل البيت عليهم السلام حافلة بالتعاليم والمفاهيم السمحة والحقة وكانت حياتهم عليهم السلام قائمة على مبدأ السماحة والسلام وأكدوا على الأبعاد الروحية والثقافية في المجتمع الاسلامي .
العلامة المرجع السيد علي الأمين يتحدث عن الصورة التي يبثها بعض الشيعة اليوم عن الأئمة عليهم السلام ومدى علاقتها بسيرتهم وتعاليمهم فقال ردا على سؤال :
س ـ ما هي ملاحظاتك على النهج الذي تسلكه اليوم الأحزاب الشيعية النافذة ؟
الاحزاب الشيعيّة الدينيّة أعطت صورة مغايرة عن الشيعة والتشيّع وأبعدوا عنهما البعد الروحي والبعد الثقافي ليُتاح لتلك الاحزاب والقيادات التي وصلت إلى الحكم والسلطة في بعض البلدان الاستمرار في الهيمنة مستخدمين منطق القوّة بعيدا عن قوّة المنطق". فلست أدري ما هي العلاقة بين دعاء أبي حمزة الثمالي ودعاء كميل وما نسمعه من أدعية ومواعظ على بعض الاذاعات وبين ما جرى من قتل وترهيب وتدميرفي شوارع بيروت والجبل وما يجري في العراق" فهل كان يريد الامام زين العابدين من الصحيفة السجّادية وأدعيتها سلطةً ووزارةً ؟ وهل كان الامام أبو جعفر الصادق يريد الملك والحكم عندما قال لشيعته كونوا دعاة لنا بأعمالكم وقال شيعتنا بركة على من جاوروا وسلم لمن خالطوا وإذا غضبوا لم يظلموا ؟. فإذا بهذه الاحزاب اليوم تقول نحن دعاة لكم بأسلحتنا وإذا غضبنا نحتلّ الساحات ونغلق الشوارع ونظلم ذوي القربى، ونرفض الرأي الآخر مع أنّ المذهب الشيعي قام على تعدّد الآراء واختلاف الاجتهادات في الدين"، فكيف لا يجوز اختلاف الرأي في السياسة؟!.
وحول تأكيد الائمة عليهم السلام على البعد الروحي و الثقافي في حركتهم وتعاليمهم قال سماحة السيد الأمين إن أئمة أهل البيت عليهم السلام ابتعدوا عن الصراع واعطوا البعد الروحي و الثقافي لحركة التشيع وقال سماحته ردا على سؤال :
س ـ يُقال أن حزب الله يعتمد على ثوابت دينية في الدور الذي يقوم به فما هو رأيكم بذلك ؟
ج ـ أئمة أهل البيت عليهم السلام ابتعدوا بشيعتهم عن الصراع على السلطة وأعطوا البعد الروحي والثقافي لحركة التشيّع التي قادها الامام زين العابدين بعد استشهاد أبيه الحسين عليه السلام، والتي حفظت وحدة الامّة من الانقسامات المذهبيّة الحادة وقلّلت من آثارها السلبيّة واستمرّ الأئمة على هذا النهج من بعده يحملون لواء العلم والمعرفة بعيدا عن صراعات السلطة والتنازع عليها. وقدّموا النماذج الرفيعة والصالحة في مشروع المشاركة في السلطة والتعامل معها كعلي ابن يقطين وصفوان الجمّال وغيرهما من أصحاب الائمّة عليهم السلام دون بحث عن نفوذ وهيمنة".
كاظم عكر