عيد العشاق غداً، او هو عيد الحب. كلمة الحب اخف على المسمع الشرقي من العشق، كأن في الأخير شيئاً من الحرام والفحش. علماً ان العشق في بعض مفاهيمه يتجاوز الحب بأشواط. وفي لبنان يبدو عيد العشاق مسيحياً بامتياز، اذ ارتبط اسمه بعيد القديس فالنتان، او فالنتينوس، إذاً هو قديس في الكنيسة الكاثوليكية، وشفيع للعشاق.
من هنا البداية. منشأ العيد مسيحي وغربي. وهذا في ذاته يدفع الى إضعاف الاتصال بالمناسبة. ثم ان مظاهر الحب والعشق محرمة في مجتمعات عدة، بما فيها المسيحية التقليدية، وخصوصاً المشرقية. عندها يصير هذا العيد كأنه عيب او حرام.
وهذا العيد المستورد لا يقتصر الاحتفال به اليوم على المسيحيين، بل على معظم اللبنانيين، لكن الاحتفالات تقتصر على المناطق ذات الحضور المسيحي الاوسع.
فالمدن الكبرى (ما عدا العاصمة) اي طرابلس وصيدا وصور وبعلبك وزحلة، تختلف عن بعضها البعض. طرابلس وصيدا بعد موجة الاصولية والتشدد، وخصوصاً التكفير، صارتا مدينتين بلا حياة. لا احتفالات فيها. ولا رقص. ولا مشروبات كحولية، ولا سياح. تقوم حركتها الاقتصادية على المقيمين، حتى المتذوقين حلويات المدينتين صاروا يفضلون شراءها من امكنة اخرى. هناك سقطت مظاهر الاحتفال بعيد العشاق. بالكاد نجت شجرة الميلاد.
اما المدن ذات الغالبية الشيعية من مثل الضاحية الجنوبية وبعلبك وصور مثلاً، فلها طابع مختلف عن التكفيريين، لكن الاحتفال بالسان فالنتان يبقى حراماً لدى شريحة واسعة من هؤلاء.
تمتد احتفالات عيد العشاق من بيروت الى البترون، مع زحلة، وربما في منطقة زغرتا. هنا الواجهات تتزين بالأحمر، وتزداد عروض السهر والعشاء المميز الذي يرافقه عرض للنوم بسعر مخفض في فنادق في العاصمة وجونية وجبيل.
يقول محمد وهو يقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت: لا اعتبر عيد العشاق ملزماً لي فأنا متزوج منذ 8 سنوات وهو للعاشقين المراهقين. ثم ان المجتمع المحيط بي لا يحتفل بالعيد، وخصوصاً في هذه المرحلة الصعبة.
وتصر ديانا على إحياء العيد وتخرج من بيروت برفقة حبيبها لتمضية وقت ممتع في جبيل، لكنها تقول لأهلها انها في السينما. "امي تعرف اين اذهب لكنها تفضل ان تقول لجاراتها ولعمتي انني في السينما، فنحن مجتمع محافظ".
ويضحك طوني لسؤاله عن السان فالنتان ويجيب "يا أخي، العيد مكلف، كل يوم عندي فالنتان مع حبيبتي. ولا اعلم لماذا حصر العشق في يوم واحد. انه عمل تجاري فقط".
سوزان تصر على الاحتفال وترى انه ضروري "لإعادة إحياء العشق الذي قد يدخل في روتين ويصبح مملاً. فالحياة الزوجية التي لم اختبرها حتى اليوم، روتينية خصوصاً مع الاولاد وكثرة الهموم، ويجب خلق مناسبات خاصة بالزوجين".
اكثر الذين سألناهم عبروا بطريقة فلسفية من دون ان يجيبوا عن طريقتهم لإحياء عيد الحب، وكثيرون فضلوا عدم الاجابة في الاساس على السؤال وبعضهم قال انه أمر شخصي وحميم وبعضهم الآخر ابتسم للسؤال، ولعل الأطرف جاء من سائق تاكسي اذ قال "شو خصنا فيه هذا عيد المسيحيين".
فالنتان الكاهن القديس...
كان فالتنان أو فالنتينوس كاهناً في روما، عاش في القرن الثالث للميلاد في عهد الامبراطور كلاوديوس الوثني الذي اضطهد المسيحيين لأنهم لا يعبدون أوثان روما في عهده. وحدث أن بدأت الاضطرابات في عهد هذا الامبراطور فما كان منه الا أن قرر ارسال جيش عظيم إلى الأماكن المضطربة. وهكذا أعلن كلاوديوس حال الاستنفار وبدأ يجمع الشباب الأقوياء لينضموا إلى جيشه محاولا أن يحفزهم بالمال، ولكن لم تلق دعوته إقبالا لأن المتزوجين لم يرغبوا في ترك عائلاتهم والذهاب إلى الحرب وكذلك العازبون رفضوا أن يتركوا أحباءهم لأنهم علموا أن الحرب ستطول وقد لا يعودون. لهذا أصدر هذا الامبراطور أمراً يمنع الزواج في الامبراطورية وأمر بأن تفسخ جميع الخطوبات القائمة.
وهنا علم الكاهن فالنتان بقرار الامبراطور فأخذ يدعو الجميع سراً إلى كنيسته ويزوجهم فما كان من الامبراطور إلا أن سجن الكاهن، إلا أن فالنتان لم يتوقف عن نشر الإيمان بالله الواحد حتى في السجن، فما كان من الامبراطور إلا أن أصدر أمراً باعدامه. وهكذا قطع رأس فالنتان بحسب التقليد في الرابع من شباط وفي العام 476 ميلادي أعلنته الكنيسة قديساً.
اللون الأحمر في عيد القديس فالنتان يرمز الى الشهادة وليس إلى الحب، فالكنيسة تشير إلى شهدائها باللون الأحمر.
وتحتفل الكنيسة الشرقية بعيد القديس فالنتينوس في السادس من شهر تموز. لا يرتبط القديس فالنتينوس بالحب والمحبين فقط بقدر ما يرتبط بمرضى الصراع الذي كان يعتبر في تلك الأيام وحتى زمن قصير جنوناً أو مساً شيطانياً، فهو شفيع المصابين بالصراع وخصوصاً الأطفال منهم، لهذا نراه في الفن الكنسي مصوراً إلى جانب المرضى الذين يعانون هذا المرض وتظهر تماثيله في بعض الكنائس كما في الصورة المنشورة وتحت رجليه طفل ملقى على الأرض يعاني الصرع.
يوم الحب... عيد الحب... عيد العشاق... مليار بطاقة
موسوعة ويكيبيديا
يوم الحب أو عيد الحب أو عيد العشاق أو يوم القديس فالنتان مناسبة يحتفل بها كثير من الناس في بعض أنحاء العالم في الرابع عشر من شباط من كل عام، وخصوصاً في البلدان الناطقة باللغة الانكليزية. في هذا اليوم يعبر المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات الحب أو إهداء الزهور.
ويحمل العيد اسم اثنين من القديسين المتعددين للمسيحية في بداية ظهورها، واللذين كانا يحملان اسم فالنتان. بعد ذلك، أصبح هذا اليوم مرتبطاً بمفهوم الحب الرومانسي الذي أبدع في التعبير عنه الأديب الانكليزي جيفري تشوسر في أوج العصور الوسطى التي ازدهر فيها الحب الغزلي. رموز الاحتفال بعيد الحب في العصر الحديث رسوم على شكل قلب وطيور الحمام وكيوبيد ملاك الحب ذي الجناحين. ومنذ القرن التاسع عشر، تراجعت الرسائل المكتوبة بخط اليد لتحل محلها بطاقات المعايدة التي يتم طرحها بأعداد كبيرة. وقد كان تبادل بطاقات لعيد الحب مستوحاة من نماذج انكليزية. كان انتشار بطاقات عيد الحب في القرن التاسع عشر في أميركا – التي أصبحت فيها الآن بطاقات عيد الحب مجرد بطاقات للمعايدة وليست تصريحا بالحب – مؤشراً لما حدث في الولايات المتحدة الأميركية بعد ذلك عندما بدأ تحويل مثل هذه المناسبة الى نشاط تجاري يمكن التربح من ورائه. وتشير الاحصاءات التي قامت بها الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأميركية الى أن عدد بطاقات عيد الحب التي يتم تداولها في كل انحاء العالم في كل عام يبلغ ملياراً تقريبا، وهو ما يجعل يوم عيد الحب يأتي في المرتبة الثانية من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التي يتم إرسالها فيه بعد عيد الميلاد. كما توضح الاحصاءات التي صدرت عن هذه الرابطة ان الرجال ينفقون في المتوسط ضعفي ما تنفقه النساء على هذه البطاقات في الولايات المتحدة الاميركية.