ايران ،، الام غير الحنونة: عماد قميحة
ايران ،، الام غير الحنونة: عماد...عماد قميحة
NewLebanon
واحدة من اخطر الافرازات السلبية لنظامنا الطائفي في لبنان تلك التي تجعل من كل طائفة على حدا كيانا شبه مستقل ، تحدد هي وعلى ضوء رؤيتها الخاصة وبما يخدم مصالحها الذاتية ولو على حساب باقي مثيلاتها في الوطن ارتباطاتها بالقوى الإقليمية والدولية ، هذا الواقع المرضي الذي لم يجلب على لبنان منذ نشأته والى الان الا الويلات ، وحال دون استقراره خاصة عندما تلجأ أي طائفة منه الى الاستقواء على باقي مكونات المجتمع اللبناني من الطوائف الأخرى ، مما حول هذا النظام الى رحم دائم لتوليد الازمات والحروب الاهلية ، الا ان ما نعيشه في هذه المرحلة من تاريخنا هو الأخطر على الاطلاق ، فاذا كان الموارنة قد استقووا في مرحلة ما استنادا على فرنسا " الام الحنون " من اجل فرض امتيازات طائفية فهذا انما حصل من ضمن الاطار العام لبنية الدولة ومؤسساتها ومن دون المساس باصل تكوين الكيان اللبناني هذا ان ام نقل ان تلك الامتيازات قد رسخت بالوعي المسيحي أهمية الحفاظ على بنية الدولة التي من خلالها فقط يمكنهم الاستحصال عليها ، مما يعني ان فرنسا قد ساهمت بطريقة او باخرى ولو بأسلوب اعرج على احتضان الأسس الارتكازية لبناء مشروع الدولة اللبنانية ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد حرصت فرنسا ان في مرحلة انتدابها للبنان او بعد تشكله ككيان مستقل بالسعي أولا على تتطوير المجتمع المسيحي وتقدّمه من خلال المدارس والجامعات التي ارتبطت تاريخيا بالارساليات وكانت مطعمة بمعلمين واكاديميين درسوا في أوروبا ، هذه الصروح العلمية التي كانت ممنوعة في باقي المناطق اللبنانية وبقرار متخلف من رجال الدين المسلمين حينها مما جعل استئثار حاملي الشهادات العليا هم من المجتمع المسيحي بشكل عام مما أهلهم لتبوء اعلا المراكز بالدولة واودى التخلف والجهل عند السواد الأعظم من باقي الطوائف لتحويلهم بمحض ارادتهم الى مجرد ايادي عاملة ، وبذلك استحقت فرنسا بجدارة من أبنائها المسيحيين لقب " الام الحنون "
وبمقارنة سريعة الى ما تفعله ايران الان " بأبنائها " وبالخصوص الشيعة منهم ، ولشكل ممارستها لأمومتها عليهم نكاد نجزم وبشكل كبير انها حولتهم الى مجرد ذراع عسكري وامني لها , يستقون على شركائهم بالوطن من خلال سلاحهم وخروجهم عن القانون ، وليس من خلال تفوقهم وتحصيلهم العلمي , واستطاعت ان تنشر بين "أبنائها " ثقافة الشهادة لا ثقافة حملة الشهادات ، وصرنا نسمع بالكثير من أبناء الشيعة قاصدي ايران لا للعلم والتعلم الاكاديمي انما فقط للتدريب والتدرب العسكري ، وحولت الشاب الشيعي المتسرب من مدرسته وجامعته الى مجرد مقاتل يكاد لا يبدع الا بفن القتال ، فلا عجب بعد ذلك من كل هذا التصحّر في المناطق الشيعية من الجامعات او المعاهد التعليمية المدعومة من ايران او غيرها حتى ، ولا عجب ان يتحول المجتمع الشيعي بمعظمه الى مجتمع ريعي غير انتاجي يعتمد بشكل كبير على الإعانات المباشرة ورواتب المقاتلين المجندين لخدمة المشروع الإيراني وبالتالي فلا عجب من العمل الجاد والدؤب لنشر ثقافة قاتلة عنوانها ان قوة الشيعة انما هي حصرا من خلال سلاحهم الإيراني خارج نطاق الدولة ومؤسساتها ، وان بقاءه هو الضمانة لهم والمستند بشكل أساسي على استمرار وهن قوة الدولة وضعفها ، في الختام ان امّا لا تمنح أولادها ولا تمدهم الا بادوات القتل ولا تؤهلهم الا لخوض الحروب نيابة عنها هي حتما ام غير حنونة
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
1606
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
تعليقات الزوار
لعل الاستاذ قميحة نسي ان الارساليات عملت على تعليم المسيحيين وحتى ولو يكونوا متفوقين واعطائهم شهادات وايصالهم الى مراكز الدولة المفصلية لا لانهم اهل لهذه المراكز بل لان الحكم المفترض بالدولة اللبنانية هو لهم وان الدولة بنيت للمسيحيين ولا تنسى بان من بين 10 الاوائل في الدولة اللبنانية على الاقل 7 او اكثر هم من الطائفة الشيعية وان اكثر علماء لبنان على الصعيد العلمي هم من الشيعة اما من ناحية التصحر من الناحية العلمية بالمعاهد والجامعات فان الدولة سببه لا الشيعة لانها لا تعطي تراخيص لاي معهد في المناطق الشيعية ولو كان الامر بالكفأت لكان اليوم الشيعة يملكون اكثر من 90 بالمئة من الوظائف والمناصب الرفيعة في الدولة وما حجة السلاح بيد الشسعة الا ابعادا لهم عن المناصب في الدولة فلوا اهمتت الدولة الكريمة بهم وهم الذين فدوها بكل ما يملكون من الدماء والانفس والمال لكانوا اليوم هم الحكام لهم ولكنهم اناس طيبون لا يريدون الا ان الستر مع اناس تعودوا على الكذب وحتى الستر لم يترك لهم مع وجود امثالك من الماجورين او الاغبياء عن عمد او عن جهل ولا عذر لك في كلا الحالتين والسلام على من اتبع الهدى
الإسم: Mohamed
12 شباط 2014
يا من استعار كلماته من مدرسة عليّ (ع) للتهكّم على شيعته اقرأ التاريخ جيدا....ثم مت بغيظك .....ولكن قبيل أن تموت اعلم أنه هو من علّمك أن تعبّر ............................ حيث قال في نهج البلاغة ص 184 [color=red]ومن كلام له (عليه السلام) وفيه يبين بعض أحكام الدين ويكشف للخوارج الشبهة
( فان أبيتم إلا أن تزعموا أني أخطأت وضللت فلم تضلّلون عامة أمة محمد (صلى الله عليه وآله) وتأخذونهم وتكفرونهم بذنوبي ... والزموا السواد الأعظم فان الله مع الجماعة, وإياكم والفرقة فان الشاذ من الناس للشيطان كما أن الشاذ من الغنم للذئب )....... حتى أنك لا تفقه ما تقول.....فاعرف معنى كلمة السواد الأعظم قبل أن تنطق بها...... فلسان العاقل في قلبه ولسان الأحمق في فيه...... ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين
الإسم: محمد علّوه
16 شباط 2014
دين الشيعة مبني على سب الصحابة وهم أقرب الى اليهود من المسلمين والحمدلله أن فلسطين نظيفة من شيعة اليهود
الإسم: حسن دكاش
22 شباط 2014
إن موقع لبنان الجديد لا يتحمل مسؤولية التعليقات وغير مسؤول عنها.
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro