اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسابيان أنّ التدخل الأميركي لإبعاد ايران عن مفاوضات "جنيف 2" نسف "الفرصة النادرة والقصيرة" لتشكيل الحكومة اللبنانية، لافتا الى ان قوى 8 آذار انقلبت مباشرة بعد ذلك على التوافق الذي تم لجهة صيغة 8-8-8 ومبدأ المداورة وهي تضع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ووزارة الطاقة حجة للتعطيل.
ولفت أوغاسابيان، في حديث لـ"النشرة"، الى أن ابعاد ايران عن جنيف 2 انعكس أيضا ارتفاعا في وتيرة الأحداث الأمنية في العراق وتحرك الحوثيين في اليمن، ورأى أنّ "مسألة العرقلة بتشكيل الحكومة ليست لبنانية، بل هي امتدادٌ لقرار إيراني بابقاء الأمور على ما هي عليه حتى انجلاء الصورة على مستوى المنطقة وبالتحديد على الميدان السوري".
ولفت إلى أنّ "حزب الله" يتلطى اليوم خلف حجّة وزارة الطاقة، متسائلا: "ألم يكونوا يعون أن الطاقة ستخضع أيضًا لمبدأ المداورة حين حصل التوافق على صيغة 8-8-8 والمداورة معًا؟"
"حزب الله" سيفرض جمودًا كاملاً وشللاً
وتحدث اوغاسبيان عن انقلاب نفذته قوى "8 آذار" على الاتفاق الذي سارت به قوى "14 آذار"، لافتا الى ان "حزب الله" سيفرض جمودا كاملا وشللا في كل مؤسسات الدولة حتى اتضاح مسار الامور في المنطقة وفي سوريا.
وأشار إلى أنّه كان هناك أمام لبنان واللبنانيين فرصة نادرة وقصيرة قبيل رفض مشاركة ايران بجنيف 2، لتشكيل الحكومة وقد تم هدر هذه الفرصة. وقال: "نحن اليوم لسنا في سلم أولويات الغرب بالرغم من وجود تمنيات خارجية بوجوب حماية الاستقرار الداخلي وعدم انزلاق لبنان الى الفوضى العارمة والمواجهات المسلحة".
وتوقع أوغاسابيان أن يدخل الاستحقاق الرئاسي في نفس دوامة الاستحقاق الحكومي، "إلا في حال حصل تفاهم اقليمي – دولي على اسم محدد لرئاسة الجمهورية، علما أنّ هذا حاليًا بغاية الصعوبة، اما ترك امر الانتخابات الرئاسية لقرار لبناني فداخلي فذلك حتما لن يحصل".
البلد صغير والأمور مكشوفة
وعمّا يُحكى عن تقارب ما بين تيار "المستقبل" والتيار "الوطني الحر"، لفت أوغاسابيان إلى أنّ اللقاء الذي حصل هو اللقاء النيابي بين التيارين، نافيًا علمه بالمعلومات المسرّبة عن لقاء بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والعماد عون في باريس أو دبي أو غيرهما.
واعتبر ان كل حديث في هذا الاطار قد يسعى "التيار الوطني الحر" لبيعه لـ"حزب الله" للقول أنّه يستطيع ان يفتح على فرقاء آخرين، "لكن البلد صغير والأمور مكشوفة، وكل فريق مرتبط بأجندة خارجية معروفة تماما".
واعتبر أوغاسابيان أنّ الوضعين الأمني والسياسي مفتوحان على كل الاحتمالات، مشيرا الى اننا بصدد ثغرات أمنية على أنواعها بالتزامن مع الحرائق المحيطة بنا في سوريا.