هلعٌ وخوفٌ وتسكير طرقات، سيارة مفخخة هنا وإنسانٌ مفخخٌ هناك، وضعٌ اعتاد عليه اللبنانيون مؤخراً. وعلى ما يبدو عليهم أن يعتادوا على ما هو أصعب بعد أن تحول الإرهاب إلى مرضٍ خبيث يعيش بينهم متخذاً من الوضع اللبناني العائم على الفوضى جسراً للتفشي أكثر وأكثر.
فعثر اليوم على سيارة مفخخة من نوع "بي أم" نبيذية اللون في منطقة الكفاءات على أتوستراد السيد هادي نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وضربت القوى الأمنية طوقاً في المكان وجرى قطع الطريق لفترة من الوقت، وتم منع المارة من الاقتراب بنداءات أطلقت عبر مكبرات الصوت.
في الوقت الذي يواصل الجيش اللبناني انتشاره في المنطقة حفاظاً على أمنها وعلى سلامة الأهالي وإبعاد شبح السيارات المفخّخة.
وأشارت مصادر صحفية إلى أن أكثر من ألف عنصر أمنيّ موجودين حاليّاً في الضاحية، وهناك حواجز ثابتة عند مداخلها الرئيسية، فضلاً عن تفتيش السيارات والتدقيق في الهويات. بهدف التضييق أكثر على حركة الانتحاريين.
هذا وأعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل في حديث صحفي إلى أن البلد يعيش انفلاتاً أمنياً، وشدد على أن تحقيق الوفاق السياسي الداخلي يساعد كثيراً في مواجهة العمليات الانتحارية والحد منها قدر المستطاع. لافتاً إلى أن الحلّ النهائي لهذه العمليات بات شبه مستحيل بعد أن أصبحنا مرتبطين ارتباطاً مباشراً بالقضية السورية. رافضاً فكرة العودة إلى الأمن الذاتي لأن سلبياته كثيرة. مؤكداً على وجود مؤيدين لـ”النصرة” و”تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في لبنان”، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة تحصل على ثقة مجلس النواب لكي يشعر المواطن بالأمان والطمأنينة، في ظل التداعيات الخطيرة للأزمة السورية على لبنان.
فهل ستشهد الأيام القليلة القادمة حكومة جامعة تجمع ما تبقى من أمن وطنٍ مشتّت على أطراف الصراعات الإقليمية، أم أن مكبّرات الآلام الصارخة لم تصلْ بعد إلى أسماع أشباه ساسةٍ سيخلّد التاريخ مواقفهم العارية من حب الوطن...؟؟!!