بيانٌ أقلّ ما يُقال فيه أنه قاتلٌ لما تبقى من عيشٍ مشترك يلفظ أنفاسه الأخيرة في منطقة بعلبك الهرمل، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وما لبث أن تبنته بعض وسائل الإعلام التي باتت منابراً لإشعال نار الفتنة وإذكائها في لبنان.
فتناقلت بعض وسائل الإعلام البيان التالي: "أصدرت عشائر منطقة الهرمل بياناً توجهت فيه الى أهالي عرسال بالقول : من لا ينتمي منكم إلى التكفيريين، لديه مهلة 48 ساعة لكي يخرج من منطقة عرسال، حرصا على دمائه، ونحن بلغنا ورفعنا المسؤولية عنا، وذلك بعد سلسلة العمليات الارهابية التي استهدفت الهرمل والضاحية، وبعد ان نفذ صبر الاهالي. وأضافت عشائر الهرمل في البيان "بعد الذي رأيناه من أعداء الله والتكفيريين وهذا الحقد علينا والمساعدة من قبل السوريين في الهرمل وعدم اتخاذ اجراءات من قبل الدولة لحمايتنا قررنا حماية انفسنا والرد على طريقتنا، وسنقوم باعطاء السوريين مهلة 24 ساعة للخروج من الهرمل، لأن بعد هذا الوقت بدقيقة سنهدر دمهم."
وفي إطار التأكّد من صحة هذا البيان كان للبنان الجديد اتصالاً بعدد من فعاليات الهرمل وعرسال، فأكد رئيس بلدية الهرمل الحاج "صبحي صقر" لموقع لبنان الجديد بأنّ هذا البيان عارٍ عن الصحّة وليس بياناً رسمياً، ولكن يمكن أن يكون "حكي شباب" على حدّ قوله. محذّراً وسائل الإعلام من الإنجرار خلف هذه الحركات الفتنوية، موضحاً: "إن البيان الرسمي يحتاج لاجتماع فعاليات الهرمل الرسمية والأحزاب السياسية والعشائر، وهذا لم يتم ولو أنه تم لكنّا دعينا وسائل الإعلام إليه، فليس من عاداتنا أن نخاف من مواقفنا."
وأكد رئيس عشيرة ناصر الدين في الهرمل "الشيخ نواف ناصر الدين" باسم عشيرته واسم عشائر المنطقة بأنه: "لم يصدر هكذا بيان من عشائر الهرمل إطلاقاً ومن سابع المستحيلات أن يصدر هكذا كلام منّا، فنحن أبناء منطقة واحدة وأكثر من أهل وعلينا التعايش مع بعض رغم الفتن التي تُثار."
وعندما توجهنا بالسؤال نفسه إلى رئيس بلدية عرسال السابق "الأستاذ باسل الحجيري" أكد لنا وقبل أن يعرف بأن أهالي الهرمل نفوا ذلك، بأن البيان "كلام ليس مسؤول ولا يهدف إلا للفتنة" مستهجناً ما ورد بالبيان قائلاً: "جرْح أهل الهرمل هو جرحنا ومهما وصلت الأمور من خنْق ومعاناة وشحن طائفي يُستحيل أن تصل لدرجة أن يصدر من أهالي الهرمل هكذا كلام."
مشدّداً على أنه: "إذا كان هناك أشخاص من عرسال يؤيدون الثورة السورية هذا لا يعني أنهم تكفيريين أو مع التكفيريين". ووجّه الحجيري عبر لبنان الجديد رسالة لكل من جبهة النصرة وحزب الله وهي أن يحصروا المواجهة بينهم في دائرة واحدة، ويحدّدوا ساحة معينة لصراعهم حتى لا يدفع الأبرياء الثمن. مناشداً الدولة اللبنانية أن تتحمّل مسؤولياتها في عرسال وتقوم بتفتيش السيارات الداخلة والخارجة من الحدود حتى لا يتم وضع عرسال في قفص الإتهام بعد كل انفجار يحصل في لبنان. وختم الحجيري قائلاً: "نحن أبناء منطقة واحدة والذي يجمع أهل بعلبك الهرمل تاريخ من العيش المشترك أكبر من أن تستطيع أيادي الفتنة الآثمة أن تقضي عليه".