المماطلة في تشكيل الحكومة من يضحك على من ؟ كاظم عكر

دخل الشهر العاشر على تكليف الرئيس تمام سلام بتشكيل الحكومة بتوافق جميع الاطراف والافرقاء السياسيين وخلال عشرة أشهر لم يستطع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة لأسباب تعود إلى تعنت فريقي 8 و14 اذار واصرار كل فريق على مواقفه وشروطه في التشكيل , وفي فترة هي الأطول في تاريخ تشكيل الحكومات اللبنانية لم تتضح بعد صورة التشكيلة الحكومية رغم المواقف الايجابية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري مؤخرا ومقابلتها بأجواء إيجابية أخرى لدى فريق الثامن من أذار ورغم المبادرات الايجابية العديدة التي أبداها الطرفان لا تزال العقد في تأليف الحكومة مستمرة  ولا تزال المماطلة في التأليف سيدة الموقف فمن هو الذي يضحك على الآخر ومن هم الذين يضحكون على هذا الشعب وقد أخذت المشاورات مداها الاوسع ولم يتم الوصول بعد إلى أي نتيجة ورغم ذلك تضج تصريحات السياسيين بالأجواء الايجابية والتصريحات التي تؤكد على أن مسار التأليف يسلك طريقه الصحيح وفي المقابل نجد سيلا من المماطلة والتسويف والتأجيل وتحديد المواعيد حينا والخروج عنها أحيانا أخرى حتى بات المواطن اللبناني يكفر بهذه الطبقة السياسية التي لا تزال تتصارع على وزارة هنا وحقيبة هناك وقد أعمت قلوبهم حصص الوزارات ومغانمها وبات المواطن اللبناني ضحية مهاتراتهم ومغامراتهم بالبلد وأمنه واقتصاده .
وفي الوقائع لا تزال عملية التأليف ضحية تعنت التيار الوطني الحر وإصراره على الاحتفاظ بوزارة الطاقة ورفضه مبدأ المداورة وفي المقابل اصرار الرئيس المكلف على مبدأ المداورة في ظل ما يسمى بوساطة يقوم بها حزب الله مع حليفه العماد عون حتى باتت هذه الوساطة أقرب الى مسرحية لمضيعة الوقت والضحك على الذقون في حين لم يعد السؤال المطروح عن العقد وتوزيع الحقائب الوزارية ولا عن الاختلاف او الاتفاق على مبدأ المداورة او عدمه بل السؤال الذي يطرح ويفرض نفسه هو من المسؤول عن هذه المماطلة ؟ومن يضحك على من في مسار التأليف والمناقشات والمداولات في الشأن الحكومي ؟ وما هو الهدف المبطن لهذه المماطلة التي يقودها كما هو واضح حزب الله والتيار الوطني الحر ولمصلحة من ؟ وباتت الاسئلة كثير هل ينتظر حزب الله نتائج جنيف 2 ؟ وهل لإيران دور في التعطيل بعد سحب دعوتها الى جنيف 2 ؟ .
إن مهزلة وزارة الطاقة أو المداورة لم تعد تنطلي على اي مواطن لبناني وبات واضحا ان المشكلة تكمن في مكان آخر وأن المماطلة وتقطيع الوقت عملية مستمرة في المدى المنظور رغم كل ما يحكى أو يشاع عن مبادرات ومشاورات جديدة يقوم بها النائب جنبلاط وغيره .