اذا كان وقت السوريين من دماء ، كما قال احمد الجربا بكلمته الافتتاحية في جينيف ، فهذا أيضا ينطبق على وقت الشعب اللبناني بعد ان دخلت او أُدخلت او يعمل كل يوم على إدخال النيران السورية الى العمق اللبناني ويساهم بشكل كبير على ذلك الفراغ السياسي الحاصل مما يسمح بتسهيل هذه المهمة ، وبكل اسف فان هذا الخطر الداهم لم يشكل لدى الطبقة السياسية المتحكمة برقاب البلاد والعباد أي وازع ليجعل من الهم الأمني المتفلت ومن الدماء التي تسيل ان في الضاحية او على امتداد الحدود الشرقية كضرورة ملحة تفرض عليهم الإسراع بتشكيل حكومة بغض النظر عن التسمية التي سوف تطلق عليها ، لان التشكيل كان ليحصل بسهولة لو ان اللعبة السياسية في البلد تدار وفق المصالح الوطنية العليا التي يجب ان يتربع على رأس أولويات هذه المصالح الوطنية امن الوطن والمواطن ، الا وان واقع الحال يقول بما لا مجال للشك فيه أن الأطراف السياسية انما تتحرك إن إقداما او تراجعا على ضوء مقتضيات الراعي الإقليمي لكل طرف ، وبالخصوص هنا فان المتحكم الأول بتشكيل أي حكومة منتظرة هو العلاقات الإيرانية السعودية بحيث لا يشكل الوضع اللبناني الا مجرد انعكاس لهذا الضوء ليس اكثر ، ومن هنا نستطيع ان نفهم ببساطة حجم التعقيدات والعقبات التي تحول دون عملية التشكيل وبدون الحاجة بتاتا الى استقراء المواقف الداخلية ولا الاستماع الى المؤتمرات الصحفية للأطراف كافة , ولأنها ما هي الا عبارة عن اضاليل سخيفة ما عادت تنطلي على احد حتى وان جاءت مكتوبة بنصوص بلاغية او حاولت ان تضرب على أوتار مشاعر طائفية او مذهبية , فبات معلوم لدى الجميع سذاجة هذه المواقف وبانها ما هي الا اضاليل يختبيء خلفها التصارع الإقليمي ، ولهذا فانا لم اتفاجأ ابدا بما ظهر من تبدلات على المناخ السياسي ، وانتهاء فترة التكاذب التي اوحت من فراغ بأجواء تفاؤلية كانت انطلت على البعض في الأيام السابقة ، والعودة من جديد الى المربع الأول ، وهذا ما كنت انا قد اشرت اليه في مقالة سابقة حيث استبعدت ونحن في " عز دين " مرحلة التكاذب ، وبقيت مصرا ولا زلت على استبعاد أي امكانية بالتوصل الى ما سمي حينها حكومة شراكة في ظل كباش واضح المعالم للقوى المقررة وانعدام أي مؤشر خلاف ذلك ، والان وقد تعززت عندي هذه القناعة خاصة بعد الذي جرى من استبعاد لإيران عن مؤتمر جينيف وبالطريقة المهينة التي جرت فيها ، مما يعني اننا حتما امام مرحلة انكشاف لا تحتمل الكثير من هذا التستر ،مما يعني خسارة حتمية لصديقي ، وفوزي بالشرط المنصوص والموقع تحته من كلينا , وبانني سوف اكسب على حسابه طبق من السوشي ، وعلى لرغم من انها ستكون المرة الأولى التي اتناول فيها هذا النوع من الطعام الا انني على يقين انه وبكل اسف لن يكون شهيا .
بلا شهية سأتناول طبق السوشي: عماد قميحة
بلا شهية سأتناول طبق السوشي: عماد...عماد قميحة
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
1618
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro