مجدّداً وليس بجديد تعود مشكلة النفايات إلى الواجهة بعد إقفال الطريق أمام شاحنات "سوكلين" من أجل تفريغ حمولتها في مطمر الناعمة. وما زال أهالي الناعمة يدفعون صحتهم ثمناً باهظاً على كرسي العجز الذي طال جلوس الدولة اللبنانية عليه.
فعادت مستوعبات النفايات وامتلأت وفاضت على الطرقات، بينما فشلت كل المفاوضات والمشاورات لإيجاد حل لهذه الأزمة. وكانت شركة "سوكلين" أعلنت السبت الماضي أنها توقفت عن جمع النفايات من محافظتي بيروت وجبل لبنان بعد إقفال الطريق أمام المطمر. إلا أن حملة إقفال المطمر فتحت الطريق فجر الأحد بعد اجتماع مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام.
واتفق سلام حينها مع وفد من اللجنة واتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار وعدد من البلديات المتضررة من مطمر الناعمة والحركة البيئية اللبنانية وناشطين بيئيين "على افساح المجال أمام سلام لإيجاد حل جذري لإقفال مطمر الناعمة من خلال المسؤولين والوزارات المعنية، وفتح الطريق لمدة 48 ساعة أمام شاحنات سوكلين".
إلا أن المدة انقضت وتدفقت الوعود السياسية بإغلاق المطمر و لم تثمر بأيّ حلّ. ما دفع أهالي الناعمة إلى إعادة إقفال الطريق أمام الشاحنات، لأسباب بيئية وصحية. وشكّل أهالي الناعمة حاجزاً بشرياً أمام شاحنات السوكلين. مع العلم بأن لجنة البيئة النيابية اعترفت بأن ملف مطمر الناعمة هو من الأولويات الملحّة، وتم التوافق على ضرورة إقفاله حفاظاً على صحة أهالي المنطقة.
هذا وأفادت معلومات بأن حملة إقفال مطمر الناعمة قامت بفك اعتصامها منذ دقائق وفتحت الطريق أمام شاحنات سوكلين بعد وعود بإقفال المطمر نهائياً في بداية عام 2015.
فهل ستكون هذه النفايات التي زارت عتبات بيوت اللبنانيين مؤخّراً آخر هدايا حكومة تصريف "الإهمال" أم أن على اللبنانيين أن يحضروا أنفسهم لمزيدٍ من المفاجآات...؟؟!!