خسر تيَار المستقل دوره النوعي في السلطة كقبطان للمركب الحكومي بعد أن انقلب عليه كلَ من حليفيه الأساسيين وليد جنبلاط ونجيب ميقاتي والذين اندفعا نحو علاقة وسطية في الشكل مع حزب الله و متطرفة ضمنياً معه لجهة الاقرار بسلطة جبهة 8آذار على الواقع وضرورة التعاطي مع التوازنات الداخلية بطريقة احتمى بها كل من الزعيم الجنبلاطي والرمز الطرابلسي تحقيقاً لمصالح ومنافع تضمن دورهما في مرحلة مائلة بالكامل لصالح أطراف حلفاء سورية في لبنان . بعد ان خُلع سعد الحريري من الحكومة وخرج خائفاَ من لبنان الى المملكة تحوَل تيَارالمستقبل ومعه جماعة 14آذار الى موظف بلا عمل باستثناء الاستقواء بتصريحات عن بُعد ومن خلال نوافذ البيوت التي جعلها سجناً له احتماءًا من رصاصة طائشة أو من عبوة في طريق او من اغتيال واضح ووسط النهار . وهذا الاقصاء القسري والطوعي -وهو قسري نتيجة الانقلاب عليه من قبل الحلفاء والطوعي نتيجة افتقار لمقومات المعارضة لأنه تيَارتأسَس على سقف سلطوي لا داخل أطر وهياكل المعارضة -. أدى الى تظهير معارضات طائفية مشيخية متسلحة بشعارات الطائفة المغلوبة على أمرها وبضرورة استرجاع عزَها بواسطة القوَة المستندة الى فريضة الجهاد . فكان الخطَ السلفي والتكفيري عنوانا الحالة الطائفية السنية المنتفخة غيظاً من طائفة محتكرة للقوَة الملزمة بطاعة الطوائف لها . لهذا ومنذ الحكومة الميقاتية والمستقبل ومستلحقوه خارج التغطية الفعلية الى أن جاءت الحرب السورية فاعادت دور اً ما للمستقبل . من خلال توفير ه لدعم ما للمعارضة السورية . وبات للمستقبل بُعداً متجاوزاً لدوره الوطني ودوراً متصلاً بالنزاعات الاقليمية . ونتيجة لاخفاق قوى الثامن من آذار في ادارتهم الحكومية ومبادرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الانسحاب من مرحلىة اقليمية حسَاسة وانكشاف الأمن في لبنان للقاصي والداني بحيث لم تنفع معه التدابير المتخذة , ودخول العنصر الانتحاري على دائرة الفعل الأمني قدَ عزَز من فرص عودة تيَارالمستقبل الى واجهة السلطة ,وغردت بلابل 8آذار لسعد الحريري بعد أن نعتته بالولدنة والعمالة والفساد, بعد أن استفاق الضمير السعدي على أبواب المحكمة الدولية وفكربعقلانية ميكيافيلية دفعته الى ضرورة مشاركة حزب الله في الحكومةالتمامية الجامعة لشروط المستقل والمقاومة . بالتأكيد المقايسة هنا مقبولة من منطق الصحوة السياسية للسعدية الحريرية في التقاط اللحظة الراهنة لاسترداد الدور المفقود, وبتشجيع من الأطراف التي نفته من الحكومة ومن بيت الوسط . ويكون الحريري قدَ حقق في ذلك اهداف مشتتة أهمها اعادة الدور المتآكل للتيَار ولحلفائه ,والمحافظة على الطائف المُهدد بفسخ عقده الاجتماعي اذا ما شكلت حكومة غير مرضية لحزب الله لآن ذلك سيؤدي الى فوضى منظمة تتبعها أزمة تحمل في أحشائها طائفاً آخر يتيح مستويات جديدة من التوازنات الطائفية داخل المحاصصة السلطاوية .