إنطلقت أمس جلسات المحاكمة الاولى في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وكانت الجلسات الأولى للمحاكمة غنية بالادلة والمعلومات وأضافت إلى الرأي العام المحلي والدولي كمية هائلة من المعلومات الجديدة في هذه القضية حيث استغرق عرض المعلومات من قبل الإدعاء ساعات عديدة كانت كفيلة بإعادة الحدث الإغتيال إلى يومه الأول .
قدم الإدعاء معلومات كثيرة ورد البعض منها مع صدور القرار الظني منذ سنتين ولكن المعلومات الأهم هي التي قدمت يوم أمس وتؤكد تورط قياديين وعناصر من حزب الله بجريمة إغتيال الرئيس الحريري و21 شخصا آخرين ووصف متابعون أن الطريقة التي جرى فيها عرض المعلومات تشكل مضبطة اتهامية نادرة في حجمها ونوعيتها .
وقد جرى خلال الجلسة الأولى استحضار وقائع التفجير والتخطيط والتحضير بأدق التفاصيل وتميز العرض الدقيق للمعلومات بالحرفية والمنهجية منذ التحضيرات الاولى لعملية الاغتيال ومنذ استقالة حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري .
 واتهم الإدعاء شخصين أساسيين هما مصطفى بدر الدين القيادي في حزب الله وجميل عياش وأسند إليهما تهمة الإعداد والإشراف لتنفيذ عملية الاغتيال .
وجاء ملخص الإتهام أن أربعة أشخاص تآمروا مع آخرين لارتكاب عمل إرهابي وان بدر الدين وعياش أعدا التفجير وحسين عنيسي وأسد صبرا تدخلا .
ومن خلال جلسة المحاكمة الأولى هذه باتت كل الادلة والبراهين تؤكد تورط عناصر وقياديين من حزب الله بهذه الجريمة الأمر الذي يضع حزب الله مجددا واكثر من أي وقت مضى أمام مسؤولية توضيح جميع جوانب هذه القضية وتوضيح ما حصل يوم 14 شباط 2005  وهل أن الحزب متورط فعلا ؟ أم أنّ عددا من القياديين والعناصر قاموا بالتنفيذ دون الرجوع الى القيادة ,وبالتأكيد سيقول الدفاع كلمته خلال المحاكمات وسيدافع عن المتهمين من حزب الله ,ولكن الحزب مدعوّ للتوضيح على الأقل من الناحية السياسة وإن التكتم على المتهمين والإمتناع عن تسليمهم يأتي في سياق الإصرار على الجريمة واعتبار الحزب كله مسؤولا عنها .