فجأة توقف الخطاب الالغائي والتصعيدي وانسحبت لغة التحدَي من التداول ولم تعد الرعدوية الحزبية مستحضرة لقطع الايدي والأرجل من خلاف كما أنَ الشرَ المستظير طار الى المجهول وأصبح فريق 14آذار شريك وطني في حكومة جامعة ومانعة للثلث الضامن أو المعطل . على مدى شهور وخطباء منابر 8آذار يؤكدون قيام حكومة ضامنة لأكثريتهم والاَ فالفوضة تنتظر المسَ بالتوازنات الطائفية والسياسية . عبيد السلطة في قوى 14 آذار أعلنوا التزامهم بحيار حكومة تكنوقراطية غير حزبية ومن ثمَ مالوا ميلة الرجل الواحد نحو حكومة أمر واقع وحفَزوا الرئيسين على المبادرة التاريخيية احتراماً للدستور والتزاماً بالمهل القانونية . جاءت زيارة المسؤول الفارسي تحريكاً للجمود اللبناني وفسحاً بالمجال لحلحلة  شكلية أنشدَ كلَ فريق من فريقي آذار أناشيدها الوطنية فأمسى تيَار العمالة شريك كامل غير منقوص الحقوق وبات تيَار المقاومة في نطر الرئيس السنيورة طرح حكومي مُفيد وجيد . حدد الوزير الايراني صفة العدو الحقيقي والفعلي واعتبر الخطر التكفيري مُداهم للجميع ويطال دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية . اذاً العدو هم التكفيريين والمملكة غير داعمة لهم وفي الموقف الايراني احراج للحلفاء الذين نسبوا للسعودية الدور الداعم للأرهبة التكفيرية . كما أن الوزير الدبلوماسي دعا  من لبنان الى ملاقة المملكة للتعاون ضدَ العدو الجديد ولفتح تسوية على الرقاع المتناوع عليها . هذا المشهد اللبناني استعراض سياسي لحظوي يعبَر عن حاجة أصحابه الى هدؤ نسبي في ظلَ النار المفتوحة في سورية والعراق والتماساً لفرص جنيف2 وما في جعبة الأفرقاء المتخاصمين من أوراق قوَة ترضي الراعي الأمريكي خاصة وأن المدعوين والمتوسطين لحضور المؤتمر يتدافعون بمناكبهم لارضاء الولايات المتحدة الأمريكية وتحسين شروطهم الايجابية لديَها ولا يهتمون كثيراً للأزمة السورية لأنها مستعصية على الحلَ في ظلَ أسباب غير مشجعة على التسوية . بالعودة للوزير الايراني ثمَة التفاتة مهمَة في السياسة الحارجية للدبلوماسية الايرانية تقاطغت فيها مع الولايات المتحدة وهي اعتبار الارهاب العدو المشترك والذي يجب محاربته وتناسى المسؤول ذكر الدولة الارهابية التي شكلت الفضاء العربي للدولة الايرانية . أيَ أن بُعد ايران العربي توفَر لها نتيجة التصاقها بالمسألة الفلسطينية ودعم المقاومة لاسترداد الحقوق والمقدَسات ,وبهذا تكون ايران قدَ استبدلت حضورها في البيئة العربية بالاعتماد على الخطاب الغربي المُدين والمحارب للارهاب بعد ما اعتمدت على الخطاب العربي الثوري الفلسطيني . لذا بات التكفيريَون أولى بالقتال باعتبارهم خطر لا مثيل له بحيث غطَى فعله الارهابي على أيَ ادانة مثواضعة للدولة الارهابية . لا شك بأن الارهاب  التكفيري وهم مصطنع وحاجة ابتكرتها الأنظمة لتحقيق مصالح في اتجاهات محتلفة . فلا أدري كيف لا يستطيع جيش عراقي مُدجج بالسلاح الأمريكي القصاء على جماعة من الدشاديش والشراويل الأفغانية والباكستانية المسرعة الى الموت المجاني ؟ ولا أعرف السبب الذي حال بين الجيش السوري الجرَار وبين الانتصار على مرتزقة وافدة تقاتل بوسائل بدائية ؟ كما لا أعرف كيف تثبُت  هذه الجماعات التكفيرية أمام صلابة وقوَة ايمان الايرانيين والعراقيين واللبنانيين ؟ ومن هم هؤلاء التكفيريين الذين ولدوا من المجهول السوري والمعلوم العراقي ؟ولا أحد يعرف عنهم شيئًا فالايرانيون يعتبرونهم مضدر سعودي والسعوديون يعتبرونهم ماركة ايرانية  والسوريون الرسميَون يصفونهم بالمعارضة السورية التخريبية الموكل اليها أمر تدمير سورية حضارة وتاريخ والمعارضة السورية تعتبرهم أدوات النظام المُقنعة لنعت المعارضة السورية بالارهاب ,ويلتحق اللبنانيون بالآخرين في تعليق التكفيرين على شمَعة طائفة أو مذهب أو جهة سياسية . أعتقدَ أن الارهاب المصطنع صناعة مشتركة لمصالح دول ترغب في مقاتلة عدو من وهم الخيال السلطوي .