أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي عن موافقة الكتلة على طرح "8-8-8" لتشكيل حكومة جديدة، لافتًا إلى أنّهم ينتظرون موافقة "حزب الله" على شرطهم استبدال ثلاثية الشعب الجيش والمقاومة باعلان بعبدا للمضي بحكومة وحدة وطنية.
وأكّد عراجي، في حديث لـ"النشرة"، أن لا شيء نهائيًا بعد بالملف الحكومي، بالرغم من كل الايجابيات، حتى الحصول على ردّ إيجابي من "حزب الله" على هذا الطرح. وأوضح أنّ "بيت القصيد ليس الأرقام اليوم، بل المبدأ الذي يقول بتحييد لبنان عن الأزمة السورية وانتشالنا من المستنقع الذي جرنا اليه حزب الله بمشاركته في القتال هناك الى جانب النظام السوري".



ظريف لم يأتِ لاحتساء القهوة
واعتبر عراجي أنّ دخول "حزب الله" الى سوريا زاد الطين بلة وفاقم من الشرخ بين اللبنانيين وبالتحديد بين السنة والشيعة "وبالتالي حفاظا على ما تبقى من استقرار وكي لا يموت المريض الذي كان يعاني من علّة واحدة وبات يعاني من اشتراكات بعد قتال الحزب في الميدان السوري، بات من الواجب اعادة الالتزام بالنأي بالنفس والعودة الى الداخل اللبناني".
وقال عراجي أنّه من السذاجة انتظار خروج الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله للاعلان عن سحب عناصره من سوريا، مشددا على ان الحزب ذهب الى سوريا بقرار ايراني ولن يعود الا بقرار مماثل. وأضاف: "قد تكون زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى بيروت، الذي لا شك لم يأت لاحتساء القهوة، محاولة لايجاد مخرَجٍ لحفظ ماء وجه الحزب ومقدمة لعودته الى لبنان".
واشار الى أن الدور الايراني لم يكن مؤخرا دورًا مساعدًا على حلّ أزمات المنطقة والأزمة اللبنانية بل عنصرًا فاقم هذه الأزمات، متوقعا أن يكون للاتفاق الايراني الغربي آثارا ايجابية على صعيد المنطقة قد تكون ايران بدأت بترجمتها.

 

البلد على كفّ عفريت!

وشدّد عراجي على أنّ فشل مساعي التلاقي حاليًا قد تقود البلد إلى حربٍ أهلية نظرًا للوضع السني الشيعي الداخلي الذي بلغ أسوأ مراحله على الاطلاق. ونبّه إلى أنّ "البلد على كف عفريت بعد  تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وأزمة اللاجئين السوريين ما بات يحتم على جميع اللبنانيين تقديم التنازلات"، وقال: "هذا ما قمنا به من خلال تخلينا عن مطلب الحكومة الحيادية، لذلك على "حزب الله" أن يتنازل من جهته للوصول لحكومة وحدة وطنية".  وأضاف: "ما كان ينفع في الأعوام الماضية لجهة ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة لم يعد ينفع اليوم".
واستبعد عراجي تداخل مساري المحكمة الدولية والمفاوضات الحكومية الحاصلة اليوم، مشدّدًا على أنّ المحكمة تسير بمسارها الطبيعي لتطبيق العدالة وقد أنشئت بقرار دولي ولا تراجع عنها، وقال: "من اغتال سيُحاسَب بغضّ النظر عن كل المشاورات السياسية المفتوحة مع مختلف الفرقاء".