بينما يطغى على المستوى الوطني ارتفاع ملحوظ لمنسوب النزعات الحوارية بين الأفرقاء السياسيين مدفوعاً برياح الانفتاح والتحاور التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في فضاء الوطن تحت وطأة الحاجة الملحّة لتحصينه وتعزيز مناعته في مواجهة عواصف المنطقة، يحضّر تيار «المستقبل» ويستعد لعقد حوار «أفعال لا أقوال» مع «حزب الله»، وفق ما شدد مصدر رفيع في التيار قائلاً لـ«المستقبل»: «نحن ذاهبون بمواقفنا وثوابتنا الواضحة التي أعلنها الرئيس الحريري خلال إطلالته المتلفزة الأخيرة». وأضاف موضحاً: «مبادئنا ثابتة ولن تتغيّر من الحرب في سوريا ومن السلاح غير الشرعي في لبنان، لكن ما هو مطروح للحوار قضايا أخرى لا بدّ من معالجتها وأبرزها احتواء التوتر السني الشيعي الذي يحتاج إلى أفعال وليس إلى أقوال فقط، بمعنى أنّ التوتر المذهبي في البلد لا تتم معالجته بمجرد عقد اللقاء والتقاط الصور له».

أما قضية الانتخابات الرئاسية، فشدد المصدر على كونها «بنداً رئيساً يفرض نفسه على الحوار باعتبارها قضية تتربع على رأس الأولويات الوطنية بالنسبة لتيار «المستقبل» الساعي بكل طاقاته وإمكاناته إلى إيجاد ثغرة في جدار الأزمة الرئاسية تتيح إنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى».

ورداً على سؤال، أكد المصدر أنّ موعد أول جلسة للحوار لم يتحدد نهائياً بعد، إلا أنه لم يستبعد في الوقت عينه احتمال انعقادها قبل عيد الميلاد.

«الخلية البعثية»

في الغضون، وغداة العملية النوعية التي شنّتها شعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي وأفضت بحسب ما كشفت «المستقبل» في عددها الصادر أمس إلى تفكيك «خلية بعثية» كانت تتولى خطف مواطنين سوريين معارضين من لبنان وتعمل على تهريبهم وتسليمهم إلى نظام بشار الأسد في دمشق، لاقت هذه العملية ارتياحاً عارماً في منطقة البقاع الغربي حيث توالت الإشادات السياسية والروحية والأهلية بأهمية الإنجاز الذي حققته «المعلومات»، فيما علمت «المستقبل» أن عدد الموقوفين من هذه الخلية ارتفع أمس الى عشرة. 

وأجمعت فاعليات المنطقة، وفق ما نقل مراسل «المستقبل» (ص 3)، على وضع عملية تفكيك هذه الخلية في إطار «الصفعة القوية لاستخبارات نظام الأسد ولكل من لا يزال يراهن في لبنان على هذا النظام»، وسط تأكيد التمسك بسرايا الدولة في مواجهة «سرايات المقاومة والأسد» وفق ما عبّر النائب زياد القادري لـ«المستقبل»، وقال: «يجب أن تفهم القوى السياسية الحليفة للنظام الأسدي المتهاوي أنها لن تستطيع العبث بأمن واستقرار منطقة البقاع الغربي وراشيا التي لها حرمتها وكرامتها، لا سيما وأنّ أهلها هم عصب أساس في البناء السيادي للبلد».