على بُعد أربع وعشرين ساعة من الذكرى السنوية الحادية عشرة ليوم 14 شباط 2005 المشؤوم حين أفرغ القتلة في ذلك الاثنين الأسود ما بجعابهم من أطنان حقد وجبن ودموية لاغتيال الحلم اللبناني بالسيادة والعدالة والاستقلال، تنكبّ السواعد وتتواصل الاستعدادات تحضيراً لإحياء ذكرى شهيد الوطن الرئيس رفيق الحريري غداً في مجمّع البيال في وسط بيروت تحت شعار «الحق معك.. واليوم أكثر». وعشية الذكرى خصّ رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط «المستقبل» بتصريح امتزجت فيه عبارات الحنين إلى «مسيرة النضال السلمي»، بعبارات القلق والحذر من تداعيات «الزلزال» الإقليمي وانعكاساته على الساحة الوطنية. فهو إذ وصف 14 شباط بذكرى «النضال من أجل العدالة والسيادة والاستقلال»، لم يُخفِ في المقابل هواجسه الصريحة من أن يتغيّر «وجه لبنان» الديموقراطي الحضاري تحت وطأة «المعادلة» التي ترتسم معالمها حالياً في المنطقة.

وقال جنبلاط لـ«المستقبل»: «ذكرى 14 شباط تُذكّرني بمسيرة طويلة من النضال السلمي والعناد والمواجهة من أجل العدالة ومن أجل السيادة والاستقلال»، وأضاف: «في مجال العدالة بدأنا نحصد القليل القليل عبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي انتزعناها بالدم، واليوم ها نحن نحصد بعض النتائج في الطريق الطويل الطويل نحو الوصول إلى الحقيقة».

أما في معركة السيادة والاستقلال، فشدد جنبلاط على أنّ الصراع من أجلها بات يأخذ أبعاداً مختلفة اليوم في ضوء ما هو حاصل من تطورات دموية دراماتيكية على المستويين الإقليمي والدولي، معرباً في هذا السياق عن قلقه من تبعات وترددات «الزلزال الذي يضرب المنطقة» على الأرضية الوطنية، وأردف مشدداً على كونه يخشى «وأكثر من أي وقت مضى» من تداعيات تلك «المعادلة الجديدة التي قد تُغيّر وجه لبنان».