فيما استكمل الرئيس سعد الحريري لقاءاته الرئاسية ونسج خيوط التسوية المرتقبة في باريس، وصلت اشارة دولية قوية الى السراي الحكومي، امس، قد تشكل دفعا اضافيا للتسوية الرئاسية مع دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية، معتبرا ان الآن هو الوقت المناسب. وأكد اوباما في رسالة وجهها الى رئيس الحكومة تمام سلام في ذكرى الاستقلال "أننا ملتزمون استقرار لبنان، كما يظهر من خلال مساعداتنا ودعمنا الذي لا يتزعزع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، بالإضافة الى مساعداتنا الإنسانية والإنمائية المستمرة"، آسفا أن "يكون يوم الاستقلال الوطني هو الثاني على التوالي من دون رئيس منتخب للجمهورية اللبنانية".

في هذه الاثناء، عقد الرئيس الحريري في منزله في باريس، اجتماعاً مع رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، عرض لمستجدات الأوضاع في لبنان، والسبل الآيلة الى مواجهة التحديات المحيطة. وتم التوافق على أهمية تعزيز مناخات الحوار الوطني، وتركيز كل جهد ممكن لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة الأولى وانتظام العمل في المؤسسات الدستورية. وبعد اللقاء غادر الرئيس الحريري باريس متوجها الى الرياض.
وفيما غابت التسوية الرئاسية والمباحثات الباريسية عن الاجتماع الاسبوعي لتكتل التغيير والاصلاح، دعت كتلة "المستقبل" في اجتماعها الدوري الى "اتخاذ خطوات انقاذية، من اجل التوصل إلى تسوية وطنية جامعة تحفظ الميثاق الوطني وتحترم الدستور وتكرس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج بداية أزمة الشغور الرئاسي بانتخاب رئيس جديد، يحمي الدستور ويكون رمز وحدة الوطن".

وبمعزل عن آراء الاطراف السياسيين في ضفتي 8 و14 آذار من مشروع التسوية، تؤكد مصادر سياسية مسيحية معنية لـ "المركزية" ان اللقاءات اللبنانية في فرنسا فاجأت بعض الجهات الاقليمية المؤثرة في الواقع اللبناني وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، اذ لم تكن على علم بامكان انعقادها، وهي لا تباركها، لا بل ترفضها في المطلق وليست في وارد السير فيها.

كما ان اوساطا سياسية متابعة اشارت عبر "المركزية" الى ان إبصار هذه التسوية النور يتطلب أولا، فك "حزب الله" "قرانه الرئاسي" برئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، وإعلانه صراحة تأييده فرنجية مرشحا. وأضافت لـ"المركزية"، ان "معالم التسوية التي ينادي بها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا تزال غامضة حتى الساعة".