كانت بداية الاسبوع يوم أمس، حافلة بالعناوين والموضوعات اللافتة، الموزعة بين الأمن، والمحكمة الدولية والحوارات بين «المستقبل» و«حزب الله» كما بين الافرقاء المسيحيين، وجلسة مجلس الوزراء للموازنة اليوم، والتي طغت على الاستحقاق الأبرز، في رئاسة الجمهورية، حيث دخل لبنان يومه السادس والاربعين بعد الثلاثماية من دون رئيس للبلاد، ما أدى الى «صحوة مسيحية» لافتة توزعت على خط الحوارات والاصطفافات خلف مواقف سيد بكركي البطريرك بشارة بطرس الراعي، الذي دعا الى انتخاب الرئيس «اليوم قبل الغد».

 

 


 

 


جنبلاط أمام المحكمة الدولية

 

 


وإذ بقيت المتابعات الأمنية حاضرة وبقوة ترقب ما يجري في منطقة القلمون، على الحدود اللبنانية - السورية، وسط غموض لافت يحيط بحركة «حزب الله» هناك، وما يحكى عن عمليات عسكرية لم تتضح كفاية بعد... فإن أنظار اللبنانيين ومتابعاتهم تركزت يوم أمس لمتابعة شهادة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي... والتي قدم فيها عرضاً تاريخياً لتطور العلاقات بين لبنان والقيادات السورية، لافتاً الى «ان علاقة الرئيس رفيق الحريري بحافظ الاسد كانت وطيدة جداً، لكنها تغيّرت جذرياً بعد وصول بشار الاسد... وان بداية توتر العلاقة بين الرئيس الحريري والنظام السوري كانت مع تعيين اميل لحود رئيساً للجمهورية...».

 

 


وقال جنبلاط في سياق شهادته «ان بشار الاسد قال للحريري أنا من يحكم لبنان وليس غيري...». ومن المتوقع ان تستأنف الجلسة اليوم...

 

 


 

 


«تشريع» الضرورة وحوار «المستقبل» - «حزب الله»

 

 


إلى ذلك، وإذ بقي «تشريع الضرورة» غامض الاتجاه مع تأكيد رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع التفاهم مع «التيار الحر» على عدم المشاركة في أي جلسة تشريعية إلا اذا كان قانون الانتخابات وقانون استعادة الجنسية مدرجين على جدول أعمالها...» وذلك على رغم المساعي والاتصالات التي يجريها الرئيس نبيه بري، ومع تزايد الضغوطات الناتجة عن التطورات الاقليمية، وتداعياتها في الواقع اللبناني، يطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في الثامنة والنصف مساء اليوم، حيث ستكون له كلمة موزعة بين الخارج وقضايا الداخل... هذا في وقت كانت عين التينة تشهد مساء أمس الجولة الحوارية الحادية عشرة بين «المستقبل» و«حزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري والتي لم تخرج عن سياق الجلسات السابقة، فأكد البيان الصادر عنها ان المجتمعين استكملوا النقاش في الملفات المفتوحة وجرى تقييم للوضع الامني في البلاد، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على انتظام واستمرار عمل المؤسسات الدستورية».

 

 


 

 


الحريري الى موسكو

 

 


وسط هذه التطورات يستعد الرئيس سعد الحريري، وفي سياق جولاته الخارجية، لزيارة موسكو بين 12 و14 الشهر الجاري حيث يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، الى عدد من المسؤولين في الادارة الروسية... وهي زيارة كانت مقررة في كانون الاول الماضي، وارجئت بسبب «الظروف الدولية والمناخات الاقليمية...».

 

 


وأكدت مصادر متابعة ان زيارة الحريري الى موسكو تأتي في سياق جولاته الهادفة الى تحصين الاستقرار على الساحة اللبنانية وتسهيل ظروف انتخاب رئيس جمهورية ودعم الجيش اللبناني في مواجهة الارهاب واستتباعاته من ضمن الهبة السعودية...».

 

 


 

 


لا اتفاق على التعيينات الأمنية

 

 


وبالتواصل، وفي ما يتعلق بالتعيينات الأمنية، وإذ نفى عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت المعلومات التي تحدثت عن «تسوية» تقضي بأن يتولى العميد شامل روكز قيادة الجيش اللبناني، والعميد عماد عثمان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، فإن مصادر متابعة توقعت «ان يكون المخرج باعتماد آلية التراتبية في المواقع الأمنية، اذا ما تعذر تعيين بدائل...

 

 


 

 


تقدم على خط حوار جعجع - عون

 

 


وعلى خط «الحوار المسيحي - المسيحي»، فمن المتوقع ان تشهد الأيام المقبلة نقلة نوعية على خط الحوار بين «التيار الحر» و«القوات اللبنانية»، وذلك بعد مرور أكثر من ستة أشهر على بدء اللقاءات بين أمين سر تكتل «التغيير والاصلاح»، النائب ابراهيم كنعان (ممثلا الجنرال عون) ورئيس «جهاز الاعلام والتواصل» في «القوات ملحم رياشي» (ممثلاً الدكتور جعجع)…

 

 


وبحسب المعلومات فإن الفريقين انجزا بيان «اعلان النوايا»، وهما في طور البحث عن المرحلة التالية من الحوار تمهيداً للقاء عون - جعجع الذي «بات قريباً...» وعلم ان من أبرز بنود «اعلان النوايا» ما يلي:

 

 


- طي صفحة الماضي بين الطرفين وعدم العودة اليه مهما كان الثمن...

 

 


- انتخاب رئيس قوي للجمهورية

 

 


- السعي الى قانون انتخاب على أساس المناصفة الفعلية

 

 


- سيادة سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية

 

 


- اقرار قانون استعادة الجنسية للمغتربين من أصل لبناني

 

 


- اقرار اللامركزية الادارية الموسعة.

 

 


وفي هذا، فقد أكد عضو كتلة «القوات» النائب انطوان زهرا «الانتهاء من تعديلات ورقة اعلان النوايا...» مشيراً الى ان «وقت اعلانها قد يكون مرتبطاً بالتفاهم بشأن التشريع ليبقى الاعلان المشترك عنه».

 

 


من جانبه رأى عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب سيمون أبي رميا «ان الوضع المسيحي يتطلب من جميع الافرقاء قراءة واستراتيجية عميقة للمحافظة على هذا الوجود ودوره في لبنان والمشرق... وهذا ما نحاول تحقيقه في حوارنا مع «القوات اللبنانية»، ولن نقبل بعد اليوم بخديعة «المناصفة المخادعة». ولن نكون دمية لدى قوى سياسية داخلية او دول خارجية...».

 

 


 

 


صرخة البطريرك الراعي

 

 


بدوره، دعا رئيس «المجلس العام الماروني» (الوزير السابق) وديع الخازن الى «الوقوف خلف صرخة البطريرك الراعي، في انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد... لا لأن هذا الاستحقاق حق ماروني في ميثاقية المؤسسات ورئاساتها الثلاث، بل لأنه يخص جميع الفئات اللبنانية، ويسد الفراغ الذي تتخبط فيه المؤسسات والدوائر...» لافتاً الى أنه «لم يعد جائزاً التذرع بالعوائق الاقليمية والدولية...».

 

 


 

 


اللقاء المسيحي: اما وطن مساواة او صيغة جديدة

 

 


وفي السياق، فقد عقد اللقاء المسيحي، بيت عنيا اجتماعاً في مقر «اللقاء الارثوذكسي» - الاشرفية خصصه للبحث «في عمق القضية اللبنانية وفي الازمة البنيوية للنظام اللبناني، وفي أفضل السبل لمعالجتها...».

 

 


وأكد اللقاء ان «كل قراءة لانتخاب رئيس للجمهورية لا تنطلق من محاولة البحث الجدي في أزمة النظام السياسي، وفي الاستنسابية في ترجمة اتفاق الطائف، وفي رفض بعض الاطراف الاعتراف بخلل القانون الانتخابي وبعدم صحة التمثيل الحقيقي والمناصفة المنصوص عنها في الدستور (…) هي قراءة سطحية يراد منها الاستمرار في الخطأ والخطيئة...».

 

 


وإذ دعا اللقاء الى «المصارحة الوطنية وعدم الاختباء وراء شعارات»، فقد خلص الى القول: «إما وطن مساواة وعدالة ومناصفة وميثاق ودستور او فلتكن صيغة جديدة...». مكرراً الدعوة الى «عدم انتظار حلول لمشاكل لبنان من الخارج».

 

 


 

 


فضل الله وحماية لبنان

 

 


من جهته تساءل العلامة علي فضل الله «كيف لنا ان نبقى نجتر كل هذه التصريحات وان نعيش كل هذا التراشق الاعلامي والسياسي ولا نستطيع انتخاب رئيس للجمهورية... والحبل على الجرار، فالمجلس النيابي يعيش خطر التعطيل، والحكومة مهددة بالتوقف ونحن ننظر الى النيران تقترب من بلدنا...» واعتبر ان «لا المظلة الدولية، ولا الخطوط الحمر الاقليمية ولا التعهدات الخارجية تستطيع ان تحمي بلدنا...».

 

 


 

 


أزمة البث التلفزيوني الى القضاء

 

 


أدى تفاقم أزمة ايقاف بث القنوات التلفزيونية، بعد خلاف حصل بين أصحاب المحطات وموزعي خدمات الـ«كايبل» الى ضرر طاول مختلف المحطات التلفزيونية حيث بدأ البحث عن بدائل وحلول لاخراج القنوات من أزمتها...

 

 


وقد باشر وزير الاعلام رمزي جريج سلسلة اتصالات من أجل تقريب وجهات النظر للتوصل الى حل...».

 

 


وكات لجنة الاعلام والاتصالات وبعد جلسة عقدتها قبل ظهر أمس، برئاسة النائب حسن فضل الله، وحضرها الوزير جريج، رفضت و«باجماع أعضائها، وفي شكل كامل خطوة وقف بث القنوات التلفزيونية» واعتبرت هذا التصرف «غير قانوني». وطلبت من وزير الاعلام «القيام بالخطوات اللازمة في هذا الشأن لاننا لا نريد لهذا الاعلام ان يتعرض لأي أذى، ويكفيه ما يعانيه على المستوى المالي والاقتصادي والمعيشي من صعوبات...».

 

 


ولفت فضل الله ان اللجنة «ستتابع هذا الموضوع في ضوء ما سيتوصل اليه وزير الاعلام ونحن على المستوى القانوني...».

 

 


ولاحقاً أحال القاضي سمير حمود على قسم المباحث الجنائية المركزية الملف وسيتم استدعاء المدعى عليهم الى مركز المباحث الجنائية...