علمت «الديار» ان السيناريو المضاد الذي تم وضعه لوقف تهديد العماد ميشال عون بشل المؤسسات هو الموافقة على التصويت داخل مجلس الوزراء عند تعيين موظف في الفئة الاولى فيجري اللجوء الى التصويت كما يريد العماد عون، وبعد اجراء عمليات التصويت لعدة مرات وعدم حصول احد الضباط المختارين لمنصب قائد عام قوى الامن الداخلي او قيادة الجيش او أي منصب آخر، على ثلثي اصوات مجلس الوزراء، عندها يكون التمديد هو الامر الواقع. هذا الامر يرضي العماد عون ويكون قد تم بناء لطلبه في التصويت ولم يحصل الموظف على ثلثي عدد اعضاء مجلس الوزراء فعندها يكون خيار التمديد هو أمر واقع والتصويت طرحه العماد ميشال عون وأكد رفضه له، بل يجب اللجوء الى التصويت داخل مجلس الوزراء. واذا لجأ مجلس الوزراء الى التصويت لعدة مرات ولم يحصل أحد على ثلثي الوزراء، عندها يتم التمديد للضباط من فئة الدرجة الاولى وهذا ابرز ما تم الاتفاق عليه في الكتل الثلاث كتلة الرئيس نبيه بري وكتلة المستقبل وكتلة النائب وليد جنبلاط ويكون حزب الله قد منح التصويت الى جانب الموظف المطروح من العماد ميشال عون كما سيقوم الرئيس بري بالتصويت للموظف نفسه وكذلك وزراء المردة والطاشناق، لكن مجلس الوزراء مؤلف من 24 وزيراً هم ثمانية وزراء لـ 8 آذار وحصة 14 آذار 8 وزراء وهناك 8 وزراء مستقلون وبالتالي سيحصل الموظف المطروح من قِبل العماد عون على ثمانية وزراء وبالتالي سيصبح التمديد لمدير عام قوى الامن الداخلي وقائد الجيش أمراً واقعاً، ولا يمكن للعماد عون الاعتراض على هذا التدبير.
هذا السيناريو تم الاتفاق عليه لمجاراة العماد ميشال عون بالتصويت داخل مجلس الوزراء إنما للوصول للنتيجة ذاتها بالتمديد كما حصل في السابق ولن يكون باستطاعة تكتل التغيير والاصلاح الاعتراض على الامر لان طلبه بالتصويت قد تمت تلبيته.

ـ معركة القلمون تشتعل والتكفيريون يهاجمون ـ

هذا، واشتعلت القلمون في معركة استباقية قام بها التكفيريون باستخدام صواريخ ارض - ارض والتي تم المجيء بها من السعودية الى تركيا وكذلك من قطر الى تركيا ثم إدخالها الى الاراضي السورية وتزويد المقاتلين التكفيريين بهذه الصواريخ في المناطق التي يستطيعون الوصول اليها لاستخدامها ضد الجيش العربي السوري. وقد تم خلال الهجوم الذي نفذه التكفيريون امس تدمير عدة آليات لهم، كما وقعت خسائر في صفوفهم. وهذا لا يعني ان المعركة انتهت هنا ولكن معركة القلمون بدأت وستستمر والتوقيت لا احد يعرفه ولا احد يستطيع تحديد ساعة الصفر.

ـ الاستعدادات للمعركة ـ

شن المسلحون التكفيريون من «جبهة النصرة» هجوماً على محور جرود الجبة وعسال الورد في القلمون السوري على السفح الغربي للسلسلة الشرقية محاولين الانتقال من الدفاع الى الهجوم ما أدى إلى تدمير آليتين محملتين برشاشات صغيرة وعربة من نوع ب ام ب بالصواريخ الموجهة والمدفعية ما ادى الى سقوط 20 مسلحا وجرح العشرات وسادت حالة من التخبط والارباك لدى المسلحين عقب فشل الهجوم، فيما استكمل حزب الله انتشاره العسكري مع حلفائه على السلسلة الشرقية في القلمون السوري خلال الفترة الماضية وقد بلغت الاستعدادات ذروتها في الساعات الـ24 الماضية، حيث تم الإنتشار بالتنسيق مع الجيش السوري في المنطقة الغربية للسلسلة الشرقية في القلمون. اما من الجهة اللبنانية فقد عزز الجيش اللبناني انتشاره في مناطق وجرود تمتد من القاع شمالا الى رأس بعلبك عرسال، الفاكهة الجديده باتجاه الجنوب، فيما تولى حزب الله تعزيز انتشاره مستكملا جهوزيته من الفاكهة فجرود نحلة بريتال وصولا حتى الزبداني وقد حقق حزب الله بعض التقدم باتجاه المواقع التي فر منها عناصر جبهة النصرة باتجاه تلة مسعود وجرود عرسال ما يشير الى بدء المعركة وعلى مراحل في عملية تهدف إلى تضييق الخناق على المسلحين في تلة موسى اعلى التلال الاستراتيجية التي تتحصن بها جبهة النصرة. وتفيد المعلومات ان معركة تحرير تلة موسى التي يتمركز فيها المسلحون منذ 4 سنوات على منطقة جغرافية واسعة وصولا الى تلة مسعود ستكون معركة قاسية ستستخدم فيها جميع انواع الاسلحة وستتم بالتنسيق بين حزب الله والجيش السوري بهدف حماية مناطق البقاع الشمالي وعرسال من كابوس وخطر هذه الجماعات التي تعيث بالمنطقة فسادا وتشريدا وقتلا على الهوية. وافيد ان المسلحين خسروا آلية عسكرية من نوع «شليكا» مضادة للطائرات، بالاضافة الى عدة اليات اصيبت بصواريخ موجهة.
وتشير المعلومات الى ان اوضاع مقاتلي جبهة النصرة ومعنوياتهم منهارة وان عمليات فرار حدثت في صفوف المسلحين خلال الـ24 ساعة الماضية. واشارت معلومات الى ان بعضهم ابدى رغبته بمغادرة القلمون الى الداخل السوري.
وتضيف المعلومات ان المعركة باتت شبه حتمية والكلام المتداول ليس للتسريبات الاعلامية وان السيد حسن نصرالله قال «المعركة تنتظر ذوبان الثلج».

ـ هجوم المسلحين ـ

الى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى هاجمت مراكز تابعة للنظام السوري ولحزب الله اللبناني في منطقة جرود القلمون شمال دمشق، في خطوة وصفها المرصد بالاستباقية، بعد أن كانت قوات النظام تستعد لشن هجوم واسع عليهم في هذه المنطقة. وقال المرصد إن خسائر في الأرواح لحقت بالجانبين خلال هذه المعارك.
وقال المرصد إن «جبهة النصرة» التي تعتبر ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، استهدفت تمركزات ومقار حزب الله» في منطقة القلمون الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا. 
وأضاف «تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح امس بين حزب الله مدعوما بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى في جرود القلمون».
ويتنازع الجهاديون ومقاتلو عدد من الفصائل المعارضة أبرزها إسلامية السيطرة على منطقة ريف القلمون الشرقي، في وقت تسيطر قوات النظام ومقاتلو حزب الله على ريف القلمون الغربي.
وأكد مصدر قريب من جبهة النصرة أن هذه الهجمات تأتي بعدما «دقت ساعة الصفر وانطلقت المعركة» في القلمون.
واعترف الجانب السوري من جهته بالهجوم وأشار مصدر ميداني سوري إلى «قتلى وجرحى في صفوف المسلحين (...) إثر محاولتهم الهجوم على مواقع الجيش السوري في جرود عسال الورد والجبة في القلمون».
وأضاف «الجيش السوري وحلفاؤه يصدون هجوما للمجموعات المسلحة من جهة جرود الجبة وجرود عسال الورد حيث وقعت المجموعات المهاجمة في كمائن محكمة أدت إلى تدمير آلياتهم، إضافة إلى مقتل وجرح العشرات» في صفوفهم.
وأشار المرصد من جهته إلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين» من دون أن يحدد الحصيلة.

ـ المفاوضات مع «النصرة» بشأن العسكريين ـ

وقالت اوساط عليمة بحركة الوساطة القائمة لاطلاق العسكريين المخطوفين ان المفاوضات مع «جبهة النصرة» بلغت مراحلها الاخيرة، بل ان تأخيرا حصل من «النصرة» في الساعات الماضية ادى الى تأخير انجاز الصفقة لاطلاق العسكريين المخطوفين لديها. واوضحت ان المفاوضات التي يقودها عن الجانب اللبناني اللواء عباس ابراهيم كانت في اليومين الماضيين تسير على «قدم وساق»، وانها تسير بالشكل المطلوب لكن «معطيات تتعلق» بجبهة «النصرة» ادت الى تأخير البدء بتنفيذ ما جرى التوافق حوله.
واما بخصوص المفاوضات مع «داعش» فأوضحت الاوساط ان لا تقدم يذكر في ملف المفاوضات، فالامور مجمدة مكانها وسط معلومات تشير الى ان التأخير مرده الى عدم تجاوب «داعش» مع حركة الاتصالات التي يجريها «وسطاء» محليون واقليميون معها.

ـ جلسة حوار حزب الله والمستقبل ـ

وانعقدت جلسة الحوار الحادية عشرة بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» مساء امس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صدر البيان التالي:
استكمل النقاش في الملفات المفتوحة وجرى تقييم للوضع الامني في البلاد، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على انتظام واستمرار عمل المؤسسات الدستورية. واشارت معلومات الى ان الاجواء كانت ايجابية خلال الاجتماع والنقاشات كانت هادئة جداً ودون اي توترات.