ما إن عقد العرب «الحزم» في اليمن واستعادوا المبادرة على ساحة الاشتباك مع جمهورية «فارس»، كما ارتأى رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط توصيف إيران باعتبارها «التسمية الأكثر وضوحاً ودقةً وانسجاماً مع الواقع»، حتى بدت علامات فقدان الاتزان ملحوظة على ملامح محور الممانعة تحت شدة تأثير «العاصفة» ورياحها التي هبّت مرّتين على جبهة الممانعين سواءً في اليمن أو على مختلف ساحات المنطقة ومن بينها لبنان، حيث تبدو «عاصفة الكراهية» التي أثارها أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله في مواجهة الإجماع العربي بصدد أن تلفح الحكومة في جلستها المقبلة كما توعّد الحزب أمس على لسان الوزير حسين الحاج حسن اعتراضاَ على موقف لبنان الرسمي في قمة شرم الشيخ. أما على مستوى المستجدات المتصلة بعمليات تحصين الساحة الداخلية أمنياً، فقد أفادت مصادر حكومية «المستقبل» أنّ الخطة الأمنية المنوي تنفيذها في بيروت والضاحية دخلت مرحلة «العد العكسي»، مؤكدةً أنّ ساعة الصفر لانطلاق الخطة ستكون «هذا الشهر وستشمل في تطبيقاتها مختلف مناطق وأحياء الضاحية الجنوبية، حيث لن تكون هناك «مربّعات» مستثناة من مفاعيل الخطة».

ورداً على سؤال، أوضحت المصادر الحكومية أنّ موقف «حزب الله» ليس مقتصراً فقط على «عدم الاعتراض» بل هو «موافق بالكامل على تنفيذ الخطة الأمنية باعتبار أنّ حجم ملفات الجرائم وقضايا المخدرات والدعارة الموجودة في القصر العدلي والخاصة بالنطاق الجغرافي للضاحية الجنوبية يوازي في حجمه مجمل الملفات القضائية العائدة لكل محافظة جبل لبنان».

جنبلاط يصوّب على «فارس»

تزامناً، برز أمس على شريط المواقف السياسية تصريح لافت للانتباه في مضامينه ومدلولاته الإقليمية والداخلية صوّب فيه رئيس «اللقاء الديمقراطي» بعنف على جمهورية «فارس الإسلامية» منتقداً «أحلامها الامبراطورية» في المنطقة والسياسات الفتنوية المذهبية التي تغذيها على أكثر من ساحة عربية من عراق «نوري المالكي وعصابات الحشد الشعبي» إلى سوريا الواقعة «تحت الاحتلال الفارسي» وصولاً إلى اليمن حيث «ردة الفعل السعودية المشروعة من خلال عاصفة الحزم»، مع التذكير كذلك «بسياسات فارس الإسلامية التوسعية في السودان على مشارف مصر». بينما في فلسطين شدد جنبلاط على أنها «ليست في حاجة إلى قنبلة نووية فارسية أو غير فارسية» وأنّ تحريرها لن يكون إلا بأيدي «أبنائها ومناضليها، بعيداً عن المزايدات السياسية وترسانات الصورايخ من هنا وهناك».

أما في لبنان، فجدد جنبلاط تأييد استمرار الحوار السياسي بين الأفرقاء، إلا أنه شدد في الوقت عينه على «رفض إعادة ربط المسارين اللبناني والسوري»، مذكّراً بـ«ضرورة ترسيم الحدود في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا للخروج من الالتباس المتمادي في هذا الملف»، وبوجوب الالتزام في نهاية المطاف بما تضمّنه «إعلان بعبدا» لجهة «حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية».

دعوة روحية لإنهاء الشغور

في غضون ذلك، عُقدت أمس قمة روحية إسلامية مسيحية في بكركي وتقرّر مأسستها وجعل اجتماعاتها فصلية. وفي حين صدرت عن القمة مقررات تناولت مختلف الملفات المتصلة بالوضع المعيشي والنزوح والإرهاب ومسيحيي المشرق، عبّر القادة الروحيون في الشأن الرئاسي عن «استياء شديد من جراء استمرار الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية»، مشددين في معرض الدعوة إلى «الخروج من دوامة الدوران في فراغ جلسات الانتخاب العقيمة»، على عدم إضاعة الوقت في «محاولة استنباط حلول لمشاكل الفراغ بينما المطلوب واحد وهو الاحتكام إلى صندوق الاقتراع في المجلس النيابي وفقاً للدستور»، في إشارة إلى وجوب وقف مسلسل تعطيل نصاب جلسات الانتخاب الرئاسي والشروع في عملية تصويت ديمقراطية لانتخاب رئيس جديد للبلاد.