السؤال: هل ان الموقف الذي صدر عن وزير الصناعة في الحكومة والممثل لحزب الله حسين الحاج حسن، والذي اعتبر خطاب الرئيس تمام سلام في قمّة شرم الشيخ العربية «لا يعبر عن وجهة نظر لبنان الرسمي المتمثل بالحكومة اللبنانية، بل يعبر عن وجهة نظر قسم من اللبنانيين»، والذي لوح بطرح الأمر على مجلس الوزراء، هو مجرّد تسجيل اعتراض حتى لا يفتح السكوت، من وجهة نظر الحزب الباب امام مواقف أخرى، أم انه يأتي انسجاماً مع قرار الحزب بالرد على كل نقطة بنقطة، وعلى كل موقف بموقف، وإن بدا هذا التوجه مندرجاً تحت إطار التمسك بالحوار مع «المستقبل» من أجل حماية الاستقرار لابعاد شبح التداعيات الإقليمية عن الساحة المحلية، في ظل انهماك حزب الله في المواجهات الجارية في عموم المنطقة، وفي ظل تطورين سلبيين:
الاول: ويتمثل بسقوط بصرى الشام في جنوب سوريا.
والثاني: مدينة ادلب في الشمال بيد جبهة «النصرة» والمعارضة السورية؟
المعلومات القليلة المتوافرة تُشير إلى ان موقف الوزير الحاج حسن، والذي اتى في سياق سلسلة مواقف من نواب وقيادات حزب الله، في ما يتصل بالأزمة اليمنية، صدرت بناءً على قرار بوجوب الحضور الإعلامي والسياسي، وعدم التغاضي عن أي موقف، في ظل الاشتباك المكشوف الحاصل في اليمن، فضلاً عن طرح الأمر للنقاش في أوّل جلسة لمجلس الوزراء، التي ستعقد غداً الأربعاء.
وفسر مصدر مطلع موقف حزب الله بالتزامن مع سفر الرئيس سلام إلى الكويت للمشاركة في المؤتمر الثالث لدعم النازحين السوريين في لبنان والدول المجاورة. بهدف الحؤول دون صدور مواقف، ربما لا تناسب الحزب، الذي يرى ان الموقف من الوضع في اليمن ومن إنشاء القوة العربية المشتركة لم يناقش في الحكومة.
لكن وزراء، في مقدمهم وزير البيئة محمّد المشنوق والاقتصاد آلان حكيم والشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي قللوا من تأثير هذا التصريح، على التضامن الوزاري، واعتبروا انه يأتي في سياق تعبير كل طرف عن مواقفه وهواجسه.
واعتبر المشنوق لـ«اللواء» ان حزب الله يحرص في ادبياته على استمرار الحوار، وهذا ما ظهر في خطاب الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، وانطلاقاً من ذلك «انا أرى ان الحفاظ على الحوار والحرص عليه يجب ان ينطلق من الحرص على أجواء التضامن داخل مجلس الوزراء، وأن ما أدلى به الرئيس سلام في قمّة شرم الشيخ ينسجم مع سياسة لبنان بتأييد الإجماع العربي، معرباً عن أمله في ان تحل مشكلة اليمن سياسياً دون اللجوء إلى القوة العسكرية».
اما حكيم فقال لـ«اللواء» أيضاً انه قد يحصل جدال غير ان الأمور ستظل مضبوطة، مشيراً إلى ان لا خروج عن منطق الحياد.
وفي السياق، استبعد الوزير حناوي لـ«اللواء» أيضاً حصول أي تفجير داخل مجلس الوزراء، موضحاً ان الرئيس سلام يعبر عن رأي الحكومة المستمد من البيان الوزاري ونظام الجامعة العربية، وهو يتوافق مع ما سبق وأشار إليه وزير الخارجية جبران باسيل.
سلام في الكويت
الرئيس سلام الذي وصل عند الثامنة والربع إلى مطار الكويت الدولي، عقد لقاءً في فندق «شيراتون» مع نظيره الاردني الدكتور عبد الله النسور، استكمل على عشاء عمل شارك فيه أعضاء الوفد الوزاري والإداري المرافق، الوزراء: جبران باسيل، اكرم شهيب، نهاد المشنوق، رشيد درباس، وسجعان قزي، فضلاً عن رئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر وسفير لبنان في الكويت خضر حلوة.
وأشاد الرئيس سلام لدى وصوله بالبلد المضيف وأمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «الكريم والمعطاء والمضياف»، مضيفاً: «إننا هنا لنتعاون في مواجهة عبء النزوح الكبير من إخواننا المعذبين السوريين في لبنان والبلدان المجاورة لسوريا»، آملاً أن ينتج عن المؤتمر ما يساعد على المضي في تحمّل الأعباء ومواجهة كافة الاستحقاقات،
وأفادت موفدة «اللواء» إلى الكويت رلى موفق أن الرئيس سلام سيشارك في المؤتمر اليوم بكلمة هي الثالثة في ترتيب الكلمات، ويعقد سلسلة من اللقاءات مع كل من: مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمنتا بادر، ووزير خارجية النروج بورج براند، ومع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمشاركة الوفد المرافق، فضلاً عن اللقاء مع رئيس وزراء الكويت الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، على أن يغادر مطار الكويت بعيد التاسعة ليلاً بعد الجلسة الختامية للمؤتمر.
القمة الروحية
في هذا الوقت، انعقدت في بكركي أمس قمة روحية إسلامية ومسيحية بدعوة من البطريرك الماروني بشارة الراعي بمشاركة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، ورؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية الأخرى.
وبعد ساعتين من المداولات خرج رؤساء الطوائف ببيان أعربوا فيه عن قلقهم واستيائهم للفراغ في سدة الرئاسة لما يشكله من خطر على لبنان، وشجعوا على استمرار الحوارات رغم أنها لم تثمر إلا القليل ولم تلامس الوجع الاساسي الذي هو انتخاب رئيس الجمهورية.
ولفتوا الى ان مسألة النزوح السوري ادت الى تخطي قدرة لبنان على الاحتمال ما تسبب بارهاق كاهل الخزينة، ودعوا الى ضرورة مأسسة القمة الروحية وجعل اجتماعاتها فصلية، واشادوا بالجيش والقوى الامنية وطالبوا بوجوب تسليحهم ليتمكنوا من محاربة الارهاب. (التفاصيل ص 3)
ولاحظ بيان القمة ان التأخير في انتخاب رئيس للحمهورية ينسحب سلبا على كل المؤسسات الدستورية والمؤسسات العامة، فتتعطل الواحدة تلو الاخرى، ويتم ملء الوقت الضائع في محاولة استنباط حلول لمشاكل تنجم عن هذا الفراغ. بينما المطلوب واحد وهو الاحتكام الى صندوق الاقتراع في المجلس النيابي وفقا للدستور. ولفتت القمة إلى ان الحوارات مستمرة بين بعض الفرقاء وهي تشجع في المبدأ على استمرارها ولكنها لم تثمر الا القليل ولم تلامس حتى الآن الوجع الاساسي. ان موضوع انتخاب رئيس للجمهورية يجب ان يبقى الموضوع المحوري والملح لأن رئيس الجمهورية المسيحي الماروني هو الضمانة الاساسية لاستمرارية العيش معا وبالتالي لبقاء الدولة اللبنانية.