اي استنتاج يأخذه مواطن لبناني هو أن الحوار بين حزب الله والمستقبل «ضحك على الذقون» وهذا الحوار ليس الا لجنة ارتباط تذكّرنا بلجان الارتباط في احداث عام 1975 بين الجبهة اللبنانية والحركة الوطنية، هذا الحوار ما هو الا لجنة ارتباط جراء الفوضى السائدة في التصريحات في صفوف حزب الله والمستقبل.
يدل على ذلك موقف حزب الله من خطاب الرئيس تمام سلام في قمة شرم الشيخ. فقد رفض حزب الله كلمة الرئيس سلام بتأييد العدوان على اليمن وانشاء قوة عربية مشتركة. وقال وزير الصناعة في الحكومة الدكتور حسين حاج حسن وهو وزير حزب الله، ان الرئيس سلام لم يناقش الموضوع داخل الحكومة، وان كلمته تمثّل رأي فريق من اللبنانيين وليس رأي كل اللبنانيين وليس رأي الحكومة كلها.
الرئيس تمام سلام اكتفى بالصمت ولم يردّ. اما تصريحات نواب المستقبل فجاءت كلها تهاجم موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحزب الله خاصة الرئيس سعد الحريري الذي كتب على تويتر تغريدات ما كتبها شخص يحاور.
انشقت الحكومة على بعضها والغريب في الامر ان الرئيس نبيه بري الذي يرفض تشكيل قوة عربية مشتركة من دون وضع استراتيجية عسكرية واضحة لها، التزم الصمت ولم يشارك حزب الله في انتقاده للرئيس سلام، كأنما الرئيس بري تقصّد ان يقول «انا الزعيم الشيعي المعتدل وانا خارج هذا الصراع السعودي - الايراني».
اما العماد ميشال عون فصمته معروفة اسبابه وهو لا يريد ان يعطّل العلاقة مع السعودية في ظل ترشحه لرئاسة الجمهورية ولذلك لم يقف وقفته مع حزب الله بشأن موقف الرئيس تمام سلام من تأييد العدوان على اليمن وانشاء قوة عربية مشتركة، بل ترك حزب الله وحده يصارع تفرّد الرئيس تمام سلام ولا يقف وقفة المتحالف مع حزب الله وهو لا يستطيع ازعاج السعودية ودول الخليج في عزّ معركته للرئاسة. ومع ذلك انشقت الحكومة الرئيس سعد الحريري يهاجم خطاب السيد حسن نصرالله، وزير الداخلية نهاد المشنوق من واشنطن يقول «ان ايران سبب انزعاجنا فيما وزراء ونواب في تيار المستقبل يهاجمون خطاب السيد نصرالله. نواب حزب الله يهاجمون موقف الرئيس تمام سلام ونواب في 14 آذار الذين يسيرون في ركاب السعودية ودول التحالف العشر والتي تقوم بالعدوان على اليمن وتدمره بقصف جوي عبر 150 طائرة حربية وتهدد باجتياح بري عبر 100 الف جندي. الحكومة ملزمة بأن تبقى، ولكنها انشقت فعليا وحزب الله وعد بأن يناقش كلمة الرئيس تمام سلام في اول جلسة للحكومة، وطبعاً الرئيس تمام سلام سيتجنب الموضوع وستبقى الحكومة متفجرة من الداخل ولكن في العلن غير مسموح لها الذهاب الى الشلل او الجمود.

ـ القمة الروحية في بكركي ـ

الى ذلك، اعربت القمة الروحية التي انعقدت في بكركي امس، في بيانها الختامي عن قلقها واستيائها جراء استمرار الفراغ في سدة الرئاسة، مشددة على ان التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية ينسحب سلبا على المؤسسات الدستورية والعامة فتتعطل الواحدة تلو الاخرى.
واكد بيان القمة الروحية ان ما يميز بلداننا المشرقية هو التعايش بين الاديان، والحضور المسيحي في هذه البلدان هو حضور اصلي واصيل.

ـ «النصرة» تبتز الحكومة ـ

اما على صعيد ملف العسكريين المخطوفين الذي شهد تصعيداً امس فقد قالت مصادر مطلعة على اجواء المفاوضات بخصوص العسكريين المخطوفين ان عملية التفاوض عبر الموفد العسكري لا تزال مستمرة رغم بعض البطء الذي اعترى هذه المفاوضات في الايام الاخيرة. وقالت المصادر ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ابلغ الاهالي ان الاتصالات ما زالت مستمرة. ولاحظت المصادر ان السلطات القطرية تعمل بصورة جدية لتذليل العقد التي تصيب عملية التفاوض. واكدت ان ما تبلغه اهالي العسكريين المخطوفين عبر «الواتس- آب» من جهة «النصرة» ليس سوى محاولة جديدة لابتزاز الحكومة والضغط عليها، للسير بلائحة الارهابيين الـ 40 الذين طالبت «النصرة» باطلاقهم مع موقوفات في السجون السورية، وبين الاسماء الارهابية ابرزهم نعيم عباس، عمر الاطرش وجمانة حميّد وسجى الدليمي والا عقيلي وغيرهم، مشيرة الى ان الحكومة ليست بوارد الموافقة على اطلاق اسماء ارهابية متورطة في قتل العسكريين او وضع سيارات مفخخة. وقالت ان هذا الابتزاز جاء بعد ان كانت الجهات المعنية اللبنانية سلمت الوسيط القطري موقفها من الاسماء التي كانت رفعتها «جبهة النصرة». وبالتالي يبدو ان الاخيرة انزعجت من رفض الحكومة اطلاق بعض الرؤوس الارهابية.
وابدت المصادر اسفها لعودة اهالي العسكريين المخطوفين الى التصعيد وقالت ان الاهالي في اجواء التعقيدات والصعوبات التي تعترض المفاوضات واذا كانوا يعتقدون ان الامور ستحل بين يوم وآخر، فهذا اعتقاد خاطئ لان المفاوضات صعبة وحساسة وتتطلب الكثير من الصبر وطول البال.
كما اشارت المصادر الى ان المفاوضات مع «داعش» جامدة، خصوصاً ان السلطات التركية التي تمون على «داعش» لم تبد اي جدية او استعداد للمساعدة والقيام بدور الوسيط مع «داعش».
وفي سياق متصل افادت اوساط عليمة، ان هناك جهات لبنانية تتواصل مع قيادات في «جبهة النصرة» وتحديداً نائب مسؤول «جبهة النصرة» في القلمون المدعو ابو مالك التلي لتحريضها على رفع شروطها بما خص عدد الذين تطالب باطلاقهم وكذلك طلب الحصول على فدية مالية من قطر.
وكان اهالي العسكريين قد عادوا للتصعيد نهار امس وقطعوا طريق الصيفي بالاتجاهين لمدة ساعة ونصف مما ادى الى عجقة سير خانقة. كما عادوا وقطعوا الطريق امام السراي عصر امس بالاطارات المشتعلة، وهم بصدد تصعيد تحركاتهم، واتصالاتهم ويلتقون الوزير وائل ابو فاعور. كما انهم بصدد تشكيل لجنة من قبلهم للاتصال بالموفد القطري بشكل مباشر، علماً ان تحركات الاهالي التصعيدية جاءت بعد تلقيهم رسائل عبر «الواتساب» من قبل «جبهة النصرة» تبلغهم ان الاتصالات متوقفة بسبب رفض الحكومة اللبنانية تلبية شروط «النصرة».

ـ اضراب في القطاع التربوي اليوم ـ

من جهة اخرى، يشهد القطاع التربوي العام والخاص اضرابا واعتصاماً امام وزارة التربية بدعوة من هيئة التنسيق النقابية عند الساعة الثانية عشرة ظهرا احتجاجاً على المماطلة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب. وقررت هيئة التنسيق تصعيد التحركات عبر اللجوء الى اضراب عام في 23 نيسان في حال لم يتم اقرار السلسلة في الجلسة التشريعية التي ستعقد بعد الاعياد. وقد دعت الهيئة الادارية لرابطة موظفي الادارة العامة في لبنان كافة العاملين في الادارة العامة من موظفين واجراء ومتقاعدين ومتعاقدين وعمال الساعةاوبالفاتورة الى الالتزام بدعوة هيئة التنسيق النقابية والتوقف عن العمل عند الساعة الثانية عشرة والمشاركة في الاعتصام امام وزارة التربية للعاملين في بيروت والضاحية وبعبدا وامام السراي الحكومية في المناطق. كما أعلنت لجنة المراقبين الجويين الى أوسع مشاركة في الاعتصام اليوم.