بالتوازي مع استمرار عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، ودخلت يومها الرابع علي التوالي، اختتمت «القمة العربية الـ26»، التي انعقدت على مدى يومين في منتجع شرم الشيخ في سيناء، أعمالها ظهر أمس، ببيان ختامي، أكد تأييد الدول العربية المجتمعة «عاصفة الحزم» التي ستستمر الى ان تحقق أهدافها...» وانشاء قوة عسكرية مشتركة، تشارك فيها الدول اختيارياً لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء...» وهو بند تحفظ عليه العراق، على ما قال أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي...

وتناول البيان الختامي فضلا عن الوضع في اليمن الأوضاع والتطورات في ليبيا وسوريا وفلسطين... مناشداً المجتمع الدولي المساندة لمكافحة كل أشكال «التنظيمات الارهابية من دون تمييز...».

وتوازياً، كانت مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا، وايران تلتقي في لوزان، سويسرا، وتستأنف جلساتها بهدف التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني، وسط تسريبات تحدثت عن منسوب متقدم من «التفاؤل»، لم يجد فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سوى أنه «أسوأ كثيراً مما كانت تخشاه اسرائيل»...

 

القمة الروحية

أما في الداخل اللبناني، ومع توقع انعقاد «القمة الروحية» في الصرح البطريركي في بكركي، اليوم الاثنين... وبعد العاصفة التي ولّدها خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، وحملته على المملكة العربية السعودية والردود المتعددة عليه، فإن الأنظار تتجه الى ما ستكون عليه الأيام المقبلة، التي لم تفرج عن جديد يذكر على خط الاستحقاقات الداهمة، وفي طليعتها الشغور الرئاسي الذي دخل يومه العاشر بعد الثلاثماية من دون ان تظهر في المعطيات الخارجية والداخلية ما يؤشر الى قرب الخروج من هذا النفق...».

 

عسيري يرد على نصر الله:

الرئاسة شأن لبناني

وقد كان لافتاً أمس، تصريح السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، الذي ردّ فيه على خطاب السيد نصر الله، و«تضمن الكثير من الافتراء والتجني في حق السعودية، إضافة الى الكثير من المغالطات التي تهدف الى تحريف الحقائق وتضليل الرأي العام». ليخلص الى التأكيد «ان الرئاسة اللبنانية شأن لبناني بحت... وان المملكة لا تدخل في لعبة الأسماء والمرشحين، بل تدعم كل ما ومن يتوافق عليه اللبنانيون...».

 

سلام: لتحييد لبنان

عن الصراعات الاقليمية

وبعد ظهر أمس، عاد رئيس الحكومة تمام سلام والوفد المرافق من شرم الشيخ بعدما مثل لبنان في القمة وكانت له كلمة، اتسمت بكثير من الشفافية والموضوعية والوجدانية، حيث استهل كلمته بالتعبير عن حزنه لأن «رئيس الجمهورية اللبنانية غير موجود في هذه القمة، لأن مقعده مازال شاغراً منذ قرابة عشرة أشهر بسبب خلافات القوى السياسية...» آملاً في ان يخلق الحوار القائم بين الأطراف  السياسية، المناخ المؤاتي لانجاز هذا الاستحقاق ليكون في مقعد لبنان في القمة المقبلة رئيس الجمهورية...

وإذ أكد سلام «ان لبنان، وانطلاقاً من حرصه عل? دعم الشرعية الدستورية في اليمن، وعلى الاجماع العربي، ووحدة جميع البلدان العربية واستقرارها». أعلن «تأييده أي موقف عربي يحفظ سيادة اليمن ووحدة أراضيه وتماسك نسيجه الاجتماعي...» مكرراً تأكيد «ايماننا بأهمية اعتماد الحلول السياسية الداخلية بعيداً عن أي تدخل خارجي في شؤون الدول العربية...» داعياً الى «تحييد لبنان عن كل الصراعات الاقليمية، التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على الوضع اللبناني».

ولفت سلام الى «ان لبنان عانى، ولايزال من الارهاب العابر للحدود»، متوجهاً «بالشكر والعرفان الى المملكة العربية السعودية التي قدمت هبة مالية غير مسبوقة لتسليح قوانا المسلحة وأجهزتنا الأمنية». مؤكداً «ان لبنان لن ينسى هذه الوقفة الاخوية الصادقة...» مجدداً التزام «حكومتنا مبدأ النأي بالنفس عن الحريق السوري المستعر في جوارنا... ولقد سعينا، ولانزال، لكي يكون الالتزام بهذا المبدأ كاملاً...» مشدداً على ان «لا خلاص من المأساة السورية إلا بحل سياسي يتوافق عليه السوريون».

 

الحريري ونصر الله: التمسك بالحوار

وعلى الرغم من الأجواء العاصفة التي تظهرت أكثر بعد المواقف المتباينة من «عاصفة الحزم»، فقد كان لافتاً، وخلافاً لما كان متوقعاً، تمسك الرئيس سعد الحريري، والسيد حسن نصر الله ومعهما الرئيس نبيه بري بالحوار الذي أكد ان «الحوار صامد، صامد، صادم».

وفي هذا، أوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر، الذي يمثل كتلته في الحوار «ان هجوم نصر الله على السعودية لا يمثل موقف لبنان الرسمي». فإنه في المقابل أكد «اننا متفاهمون في الحوار مع «حزب الله» على ان كل طرف حر في مواقفه السياسية...» مؤكداً ان «هناك موضوعين أساسيين ليس من المفروض ان يكونا مرتبطين بأزمة المنطقة هما: انتخاب رئيس الجمهورية وتنفيس الاحتقان المذهبي». وقال: «حتى الآن لا توجد مؤشرات خطر على الحوار، ونحن سنكمل بالحوار...».

بدوره عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» (النائب السابق) مصطفى علوش أكد ان «سقف الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» لا يتعدى مسائل محلية لها علاقة بالاستقرار في لبنان، وهذا لا يغيّر في مواقف الطرفين...» لافتاً الى ان «الكرة موجودة في ملعب «حزب الله» من أجل استمرار الحوار».

 

مواقف من خطاب نصر الله

إلى ذلك فقد تواصلت ردود الفعل المرحبة باستمرار «عاصفة الحزم» والمنتقدة لمواقف الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله...

وفي هذا أكد رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة، بعد عودته من لاهاي، انحيازه «من دون تردد الى جانب انتفاضة الكرامة العربية في مواجهة محاولات السيطرة الفارسية...» لافتاً الى ان «علينا ان نعمل على تجديد التواصل مع الجوار الاقليمي، من أجل اقامة علاقات حسن جوار مع ايران - بشروط جديدة تتضمن عدم التدخل في الشؤون الداخلية وقائمة على الاحترام المتبادل...».

بدوره وإذ تمنى الرئيس نجيب ميقاتي ان «تنتهي أزمة اليمن في أسرع وقت». فقد لفت الى أنه «على الرغم من المواقف بين الفرقاء اللبنانيين والتصعيد الكلامي، لفتني ايجاباً حرص كل من السيد حسن نصر الله بداية ورد الرئيس سعد الحريري ثانيا على ضرورة استمرار الحوار...» مشيداً بموقف الرئيس سلام في القمة و«هو حكماً بحجم التحديات التي تجنب لبنان الانزلاق الى آتون الصراعات... ونحن في لبنان لا يمكن ان نكون خارج أي اجماع عربي، وفي الوقت ذاته ليست لنا مصلحة ان ننخرط في أي محور».

من جهته عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب نعمة طعمة أكد في تصريح ان «ما تقوم به المملكة العربية السعودية من خلال «عاصفة الحزم» لا يطاول دولة او طائفة او مذهبا، وهو ليس اعتداء على دولة اليمن، بل من أجل استقرار أمنها وأمن دول الخليج...

 

«أمل» تجدد الثقة ببري

على صعيد آخر، فقد انهت حركة «أمل» مؤتمرها العام الثالث عشر، بعد مشاورات واجتماعات عقدتها في المناطق، استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، وجددت الثقة برئيس مجلس النواب نبيه بري رئيساً لها... كذلك تمّ انتخاب أعضاء هيئة الرئاسة...