فيما هدأت على جبهة آلية الحكومة الجديدة التي تنتظر نضوج مزيد من الاتصالات، عادت الحدود الشرقية بين لبنان وسورية والجرود اللبنانية في رأس بعلبك وعرسال الى واجهة الحدث الامني.
حكومياً لا يزال الحديث عن آلية عمل جديدة في إطاره الشفهي والنظري في ظل انقسام القوى المتمثلة في الحكومة بين مؤيد للآلية الدستورية الداعية الى التصويت بالنصف زائد واحد للامور العادية والثلثين للامور الطارئة، فيما برزت معارضة "اللقاء التشاوري" الداعية الى البقاء على الآلية القديمة القائمة على التوافق اي موافقة الـ24 وزيراً على اي قرار. وبين الفريقين بقي انعقاد الحكومة رهن الاتفاق على الآلية وهو ما يبدو انه غير متوفر حالياً.
واعلن وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب عن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ان "تكتل التغيير والاصلاح متوافق مع سلام ضد مبدأ تعطيل عمل الحكومة". ونقل بو صعب عن سلام انه "في جو أفكار جديدة للتعاطي داخل الحكومة ومع أي جلسة لمجلس الوزراء تعقد مستقبلا".
وأعلن الأمين العام لحزب الطاشناق النائب آغوب بقرادونيان بعد زيارته سلام في السراي على رأس وفد "حرصه على ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت والخروج من هذا المأزق. كما أكد ضرورة التوافق"، مشددا على ان "لا تؤدي ضرورة التوافق الى تعطيل الجلسات الحكومية، ولمسنا أن هناك بوادر خير في هذا الإطار مع الحفاظ على اهمية التوافق في الحكومة".
في المقلب الامني، وبعد رصد تحركات مريبة للمسلحين على محور جرود رأس بعلبك، شن الجيش فجر امس عملية عسكرية سيطر خلالها على تلال استراتيجية ابرزها مرتفعات صدر الجرش وحرف الجرش ما تسمح له بمراقبة تحركات المسلحين واستكمل خطة الدفاع من جبل الصليب في القاع الى تلة ام خالد في جرد بعلبك، بعد معارك عنيفة قصف خلالها الجيش محاور تلتي الحمرا وام خالد وجرود عرسال بالاسلحة الثقيلة واستخدم الطيران المروحي والاستطلاعي. واعلنت قيادة الجيش "ان وحداتها نفذت العملية العسكرية في اطار تأمين الحيطة الامنية للقرى والبلدات المتاخمة للحدود الشرقية، منعا لتسلل الجماعات الارهابية والاعتداء على المواطنين".
وليس بعيدا من المحور الامني، كشف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ابلغ الامن العام اللبناني بوجوب فتح الحدود امام المسيحيين الاشوريين الهاربين من ممارسات "داعش" الاجرامية في الحسكة، بعدما خطف ما يقارب 295 منهم واحرق كنائس وممتلكات، واوضح ان المشنوق اوعز بوجوب عدم شمول هؤلاء بقرار الحكومة الاخير في شأن النازحين. واستبعد درباس نظرية تجنيد المجموعات التكفيرية نحو 400 شاب من الشمال معتبرا ان العدد، ايا يكن فمعظم هؤلاء يدفعهم الى هذا الخيار انعدام فرص العمل والحل يكمن بخلقها ليتجنبوا الانخراط في صفوف التكفيريين.