بالشجاعة المستندة الى الحكمة وبقوة القادر على الانتصار، تكلم السيد حسن نصر الله موجها رسالة للعدو الاسرائيلي لا بل رسائل وشارحا للرأي العام اللبناني والعربي والاسلامي الصراع مع اسرائيل واصفا ظروف هذا الصراع.
قال السيد نصر الله: لا نريد الحرب لكننا لا نخشاها، والمقاومة جاهزة للتصدي لأي عدوان اسرائيلي، ثم قال للعدو الاسرائيلي «اننا في المقاومة لم يعد اي شيء يعنينا من قواعد اشتباك ولا اي شيء في مواجهة العدوان والاغتيال.
وجاءت الرسائل متتالية على لسان السيد حسن نصر الله فقدم فكرة واضحة عبر رسالة للعدو الاسرائيلي قائلا: «لم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين ومن حقنا الشرعي والقانوني ان نواجه هذا العدوان في اي زمان ومكان وكيفما كان».
ثم انتقل الى الكلام عن الاسرائيلي الذي قال ان الذين اعتدوا على القافلة العسكرية الاسرائيلية سيدفعون الثمن، ومعنى ذلك التهديد بالاغتيال، فوجه السيد نصر الله تحذيراً للاسرائيلي قائلا لهم: «ان اي كادر من كوادر المقاومة واي شاب من حزب الله سيتعرض لاي عملية اغتيال سنتهم الاسرائيلي بذلك وسنرد بالطريقة والزمان والمكان المناسبين ثم ختم قائلاً : «المقاومة من حقها الرد على العدوان وقوافل الشهداء وحدها تصنع النصر».
خطاب السيد حسن نصرالله هذه المرة وكل المرات، استراتيجي لكن في هذه اللحظة التاريخية كان استراتيجياً وتضمن كلاماً ورسائل لاسرائيل وايضا للعالم العربي والاسلامي ووضع الاسس للصراع المقبل في المستقبل بين اسرائيل ومحور المقاومة وكيف سيتطور هذا الصراع لان السيد حسن نصرالله كان واضحاً. لكن اختصاره للكلام كان مقصوداً كي يتم فهم الرسائل بوضوح خاصة عندما قال: «ان على اسرائيل ان تفهم ان المقاومة ليست مردوعة من احد لا من صديق ولا من حبيب ولا من حليف وان كل عدوان اسرائيلي سيجلب رداً من المقاومة عليه»، لكنه اوضح ان المقاومة لا تفتش عن الحرب ولا تريدها مع انها قادرة على الانتصار وليست في وضع العجز انما لا تريد الحرب لانها حكيمة. 
 

نصر الله فـي تكريـم لشهداء القنيطرة : أنـا أب ككلّ الآبـاء وبـكيـتُ
أيّ كادر من المقاومة يُغتال سنتّهم الإسرائيلي ومن حقنا أن نردّ
التحيّـة لشهـداء الجيـش الذيـن سـقطـوا وهـم يُـدافعـون عــن لبـنـان


أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أنّ «المقاومة ليست مردوعة بل هي شجاعة وجريئة»، مشيراً إلى أنها «لا تخشى الحرب ولا تخافها ولا تتردّد في مواجهتها إذا فرضت عليها وستنتصر فيها».
وأوضح أنّ «هناك فرقاً بين إرادة الحرب وعدم الخشية منها»، وقال: «نحن لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها، وعلى اللبنانيين أن يميزوا بين الامرين، والاسرائيلي عليه أن يفهم أننا لا نخشى الحرب ولا نهابها، فنحن رجالها ومجاهدوها وصناع نصرها بعون الله ومشيئته».
وكشف عن أنّ «المقاومة، بعد عملية القنيطرة التي استهدفت كوادرها، لم تعد معنيّة بشيء اسمه قواعد اشتباك، كما أنّها لم تعد تعترف أيضًا بتفكيك الساحات والميادين، وبالتالي فإنّها تعتبر أنّ من حقها الشرعي والقانوني أن تواجه العدوان أيا كان هذا العدوان وفي أي زمان وأي مكان».
وإذ شكر نصرالله «المجاهدين والمقاومين في المقاومة الاسلامية في لبنان الذين كانوا بمستوى المسؤولية منذ لحظة الاغتيال الجريمة وكان لهم الاستعداد لكل التضحيات على مدى الايام والساعات الماضية»، توجّه بـ «التحية والإجلال لشهداء الجيش في رأس بعلبك الذين سقطوا وهم يدافعون عن البقاع وعن لبنان في وجه الجماعات الارهابية التكفيرية التي يثبت كل يوم أنها تكمل ما يقوم به الاسرائيلي».
وأكد ان «ما جرى في القنيطرة عملية اغتيال بكل ما للكلمة من معنى»، مشددا على أن «الشهداء هم من يرسم لنا الطريق ويبشرون بالانتصارات القادمة، ونحن من العام 1982 نختم بيانات بالقول أن المقاومة هي الرد وأن الشهداء يرسمون لنا النصر».

اطل الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عبر شاشة عملاقة في الاحتفال الذي اقامه الحزب في «مجمع سيد الشهداء» في الرويس ، تكريما لـ «شهداء المقاومة الابرار في القنيطرة»، في حضور حشد سياسي وحزبي وشعبي يتقدمهم رئيس لجنة الامن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي على رأس وفد ايراني، النائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، السفير السوري الدكتور علي عبد الكريم علي ووفود من العراق والباكستان ونواب ورؤساء واحزاب وممثلين عنهم وشخصيات سياسية وعسكرية وهيئات اجتماعية.
بداية آي من الذكر الحكيم فالنشيد الوطني فكلمة عريف الاحتفال الشاعر علي عباس ثم قدمت «فرقة المقاومة» والمنشد علي العطار مجموعة من اناشيد من وحي المناسبة.
ثم القى السيد نصرالله كلمة عزّى فيها عوائل الشهداء لفقد الاحبة، وشكر الشعب اللبناني العزيز وشعب المقاومة وجمهورها.

ـ تحية لشهداء الجيش ـ

وقال: «من واجبنا ونحن نحتفي بشهداء المقاومة أن نقف بإجلال وإكبار أمام شهداء الجيش اللبناني البطل، الذين إستشهدوا في رأس بعلبك، وهم يدافعون عن البقاع وعن لبنان، وعن قراه الأمامية في وجه الجماعات المسلحة التكفيرية الإرهابية، التي يثبت في كل يوم أن تُكمل ما قام به الإسرائيلي وما يقوم به الإسرائيلي في سياق مشروع واحد، لقيادة الجيش لضباطه وجنوده ولعائلات شهداء الجيش الكرام هذه العائلات الشريفة التي تشارك أيضا في ضريبة الدم، بالجود والبذل، إليهم أيضا كل التحية والعزاء والتبريك. أما الشهداء فهم: الشهيد القائد العميد محمد علي الله دادي، الشهيد القائد محمد أحمد عيسى، الشهيد المجاهد جهاد عماد مغنية، الشهيد المجاهد علي حسن إبراهيم، الشهيد المجاهد عباس إبراهيم حجازي، الشهيد المجاهد غازي علي ضاوي، الشهيد المجاهد محمد علي حسن أبو الحسن، لهم نتوجه بالتعبير عن عواطفنا ومحبتنا بصدق، وهذا ليس كلام مجاملة وليس كلاما لتقطيع المناسبات، نقول لهؤلاء الشهداء: هنيئا لكم، هنيئا لكم هنيئا لكم، طوبى لكم وحسن مآب، نحن إخوانكم نغبطكم على ما وصلتم إليه وحصلتم عليه، ونرجو الله سبحانه وتعالى في يوم من الأيام يختاره هو، أن يمن علينا بهذا الشرف الذي من الله به عليكم. 
وتابع: «أما أنتم يا إخواننا وأبناؤنا وأحباؤنا الشهداء كما كل الشهداء الذين سبقوكم في كل الساحات وفي كل الميادين، أما أنتم فقد إرتحتم من هم الدنيا وغمها، وانتقلتم إلى حياة السلام والأمن والعز والكرامة والسعادة، وبقينا نحن نكابد صعوبات هذه الحياة ونسأل الله أن يمن علينا، إلى أن يأتي ذلك الزمن، بالصبر والثبات على طريقكم والوفاء لأهدافكم وقضاياكم ودمائكم الزكية».
وأضاف: «هذه الثلة من الشهداء في عملية القنيطرة تعبر عن أجيال المقاومة. أنظروا إلى الأعمار التي تعبر عن ثلاثة أجيال أو أربعة أجيال، هذه الثلة من شهداء المقاومة من الشهداء في القنيطرة تعبر ومن خلال شهادة العميد الله دادي والقائد أبو عيسى بالتحديد أيضا على دوام حضور القادة في الميدان إلى جانب المجاهدين، وهنا سر قوة المقاومة. هذه الثلة من الشهداء تعبر عن إنتماء عائلات بأكملها ليس إنتماء أفراد بل إنتماء عائلات بأكملها إلى مدرسة الجهاد والشهادة».
وقال: «هذه عائلات تحمل هذه الثقافة وتنتمي إلى هذه المدرسة، إن هذه الثلة من الشهداء في القنيطرة، تعبر عبر امتزاج الدم الايراني واللبناني على الارض السورية، واتمنى الانتباه جيدا الى هذه الفقرة، ان هذه الثلة من شهداء القنيطرة تعبر من خلال امتزاج الدم الايراني واللبناني على الأرض السورية عن وحدة القضية ووحدة المصير ووحدة المعركة، التي عندما جزأتها الحكومات والتيارات السياسية والتناقضات والانقسامات دخلنا زمن الهزائم في الستينات، وعندما وحدها الدم من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا إلى ايران إلى كامل المنطقة، دخلنا في زمن الانتصارات».
وتابع: «إن هذه الثلة من شهداء القنيطرة تؤكد أن مجاهدي حزب الله، وخلافا لكل ما ينفق من حبر يكتب ويؤسس من فضائيات تبث ويشاع من أكاذيب وأضاليل، أن هذه الثلة من شهداء المقاومة في القنيطرة تؤكد أن مجاهدي حزب الله ما زالوا وسيبقون مع بقية المجاهدين والمقاومين في مقدمة الجبهات وفي الخطوط الأمامية وفي طليعة الشهداء، وأن الدنيا وما فيها ومن فيها لن تستطيع أن تحول بينهم وبين ما يؤمنون وما يعشقون».
وقال نصر الله ان اسرائيل «في لبنان، إضافة إلى استمرار احتلالها لمزارع شبعا اللبنانية، فهي لا تعترف بالقرار 1701 الذي يقدسه بعضنا. انظروا إلى تقارير الأمم المتحدة، وليس إلى تقارير الحكومة اللبنانية أو المقاومة اللبنانية، آلاف الخروقات الاسرائيلية، فهي لا تعترف لا ببر ولا بحر ولا جو، وتقصف أيضا عندما يحلو لها، كما فعلت في جنتا وتغتال أيضا كما يحلو لها، كما فعلت من خلال اغتيال الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس. ويبقى لبنان دائما في دائرة الخطر، الإسرائيلي الآن وكان وما زال في وضع يشعر فيه أنه قادر على تهديد الجميع كل حكومات وجيوش وشعوب المنطقة، وأنه قادر على الاعتداء وممارسة فعل العدوان على الجميع ساعة يشاء في الليل وفي النهار، اغتيال، قصف طيران، ويشعر أن يده مفتوحة، ما في مشكلة، ليس له مانع ودون عدوانه رادع وإلى آخره».
وتابع قائلا: «طبعا هو مستفيد جدا من أوضاع المنطقة، الحروب القائمة خصوصا في دول الجوار، انهماك جيوش المنطقة وحركات المقاومة في المنطقة، الانقسامات الحادة في الرأي العام العربي والاسلامي، التمزقات الموجودة في هذه المجتمعات وهذه الدول، فتن ومصائب، وأيضا غياب كامل للدول العربية، واسمحوا لي أن أقول، لما يسمى بجامعة الدول العربية هذا ليس غائبا، هو ليس موجودا أصلا. هذا ليس شيئا جديدا في فهمنا: نحن ولا في أي يوم كنا نراهن على شيء من هذا القبيل، لكن يتأكد الآن أكثر من أي زمن مضى، وأقول هذا للشعب الفلسطيني وللشعب اللبناني وللشعب السوري ولشعوب المنطقة وللشعوب العربية، «ما في شي اسمه» الدول العربية، «ما في شي اسمه» للأسف جامعة الدول العربية، البعض يبالغ قليلا، ويقول «ما في عرب». كلا، هناك عرب، ولكن لا توجد جامعة دول عربية، باستثناء هؤلاء الذين يثبتون ويقاتلون ويواجهون هذا التحدي في فلسطين، في لبنان، في سوريا، في دول الجوار هم عرب وهم أبناء هذه المنطقة وشعوب هذه المنطقة».
وأضاف: «لا وجود لهؤلاء العرب، لا للمال العربي، ولا للسلاح العربي، ولا للاعلام العربي، ولا لجامعة الدول العربية ولا للقرار العربي المستقل الذي يعملون عليه مليون جبهة مع إيران وغير إيران، هو ليس موجودا أصلا، هم يقاتلون ويدافعون عن شيء لا وجود له في الخارج أصلا، أين القرار العربي المستقل الرسمي؟ نعم، هذا غير موجود عندما تكون المعركة مع اسرائيل، عندما تكون المعركة في داخل البلدان العربية، عندما يكون القتال في سوريا أو في العراق أو في اليمن أو في ليبيا أو كما هو الآن في سيناء، المال العربي يحضر، والسلاح العربي يحضر، والإعلام العربي يحضر، وتجد بعض الوجوه العربية الكالحة، هذا ليس بجديد».
وقال ان «تجربة الحرب الظالمة على غزة في العام الماضي هي شاهد على غياب المال العربي والإعلام العربي والسلاح العربي وجامعة الدول العربية وكل شيء من هذا النوع. هذه هي الوضعية الحالية، التي تجري فيها أو جرت فيها أحداث الأسابيع الماضية وتجري فيها أحداث المنطقة وتواجهها حركات المقاومة في فلسطين ولبنان ويواجهها محور المقاومة على امتداد المنطقة، إضافة إلى سوريا وإيران، في هكذا وضع ومناخ وبيئة ووضعية للعدو والصديق جاءت عملية الاغتيال في القنيطرة».

ـ عملية القنيطرة ـ

وقال نصر الله: «يوم الأحد في 18-1-2015 قبيل الظهر، قامت مروحيات إسرائيلية، في وضح النهار، بإستهداف سيارتين مدنيتين تقلان سبعة إخوة، مما أدى إلى استشهاد الإخوة جميعا، الإخوة كانوا في زيارة تفقدية في منطقة القنيطرة. الآن إلى هذه اللحظة، وإن كان هذا اتضح قبل أيام، الصورة، يعني عملية الاغتيال وخلفية الاغتيال أصبحت واضحة، يعني لما يظهر من خلال ما قاله الإسرائيليون أو سربوه ـ لأنه حتى الآن هم بالموضوع الرسمي ما زالوا ضائعين ـ أنه هذا القرار اتخذ في المجلس الوزاري المصغر أو في الطاقم الخاص لرئيس حكومة العدو، بل قيل إن رئيس المعارضة الإسرائيلية أعلم بهذا القرار نتيجة حساسيته وخطورته وأهميته، يعني يوجد عدو جلس ودرس وحسب وجمع معلومات وقدر المخاطر واتخذ قرارا عن سابق تصور وتصميم، نفذ عملية الإغتيال، وما جرى في القنيطرة هو اغتيال واضح وغادر».
وأوضح انه كان «يوجد قرار إسرائيلي بإستهداف هذه المجموعة، وهذا القرار اتخذ، الله أعلم قبل أسبوعين، شهر، ثلاثة أرباع الله أعلم، يعني زمن القرار ما زال غير واضح، لكن هذا قرار اتخذ في أعلى المستويات في كيان العدو، وأعلم به رئيس المعارضة، كما قالوا وكانوا ينتظرون ساعة التنفيذ، كان وقت التنفيذ يوم الأحد»، مضيفا: «يعني نحن أمام عملية إغتيال غادر وعلني في وضح النهار، لا يوجد شيء ملتبس».
وقال: «يمكن الإسرائيلي افترض أن حزب الله «سيبلع» العملية ولا يعلن عنها ولا يقول إن الإسرائيلي قتلني. أنا معني أن أشرح لكم هذه الأمور، ولأن حزب الله الآن إذا قال إن الإسرائيلي قتلني في القنيطرة، يعني أمام جمهوره وأمام الناس وأمام الردع، وأمام قواعد الإشتباك، سيكون هناك حرج شديد، الآن هو، إلى آخر السمفونية، هو (حزب الله) الآن مشغول وملبك ومرتبك وضعيف ومستنزف».
وتابع انه يمكن ان الاسرائيلي «افترض أن حزب الله يبلعها ويقول انه أنا سقط لي شهداء بسوريا، ونحن يسقط لنا شهداء في سوريا، هذا ليس أمرا مخفيا، هذا أمر علني وفي وضح النهار ونفتخر بهؤلاء الشهداء ونعتز بهم ونرفع رؤوسنا بهم ونعتبرهم شهداء المقاومة وشهداء طريق القدس في سوريا. فيفترض هو أن حزب الله يأتي ويقول إن هؤلاء الشباب استشهدوا في سوريا مثل ما يستشهد هؤلاء الشباب ويحل نفسه من أي تبعات أو محاذير معنوية أو سياسية أو توازنات أو قواعد إشتباك أو ما شاكل».
وأضاف: «أنا أعتقد أن المفاجأة الأولى من حزب الله للاسرائيلي كانت أنه بعد نصف ساعة فقط أعلن حزب الله رسميا أن مجموعة - البيان الاول الذي صدر- أن مجموعة من مجاهدي حزب الله كانت تتفقد منطقة كذا في القنيطرة تعرضت لغارة بالمروحيات الإسرائيلية مما أدى إلى سقوط إصابات، وسيعلن عن أسماء الشهداء لاحقا، وبنفس اليوم أعلنا عن أسماء الشهداء، السبعة، الستة + واحد، عزيزنا وكبيرنا العميد الله دادي. لم نخبىء شهداءنا، لا أخفيناهم ولا قسطناهم، بين هلالين، نحن لا نفعل ذلك، لكل العالم، للبنانيين، للصديق للعدو للخصم للشامت للحسود للمحب، نحن يسقط لنا 50 شهيدا نقول 50 شهيدا، هذه أسماؤهم ونعتز بهم، يسقط خمسة شهداء، نقول هؤلاء خمس شهداء هذه أسماؤهم ونعتز بهم».
وسأل: «إسرائيل ماذا يوجد على حدودها الآن في الشريط الحدودي في الجولان، يعني الشريط الشائك، من الشريط الشائك مكان ما هي محتلة ونزول لآخر نقطة يوجد فيها تواجد للجيش النظامي أي الجيش السوري، ماذا يوجد؟ بعمق ستة كيلومتر وسبعة كيلومتر، على تفاوت المنطقة؟ يوجد جبهة النصرة، آلاف المقاتلين معهم دبابات، معهم مدافع ومعهم صواريخ ومعهم كل أنواع الأسلحة ومعهم ضد الدروع وعندهم كميات هائلة من المتفجرات وعندهم ثكنات عسكرية ومواقع عسكرية وتحصينات عسكرية».
وقال: «حسنا، جبهة النصرة من؟ أيضا لنذكر الناسي، هي الفرع السوري لتنظيم القاعدة، تنظيم القاعدة الموضوعة على لوائح الإرهاب الأممية والأميركية والغربية والعربية، الفرع السوري لتنظيم القاعدة المصنف دوليا وغربيا وعربيا بأنه إرهابي، له حضور عسكري ضخم ما بين الجيش العربي السوري وما بين الشريط الشائك في الجولان المحتل. نتنياهو لا يشعر بأي قلق من هذا الوجود، يعالون الذي يقدم نفسه على أنه إستراتيجي، أمس كان يتكلم أن السيارة لماذا هي عادية وليست مصفحة، يعالون لا يشعر بأي قلق من هذا الوجود، بل يقومون برعاية هذا الوجود، وتغطيته جويا وفتح أبواب الحدود لجرحاه للاستشفاء في المستشفيات الإسرائيلية ويتفقدون الجرحى أيضا».
ووجه نصر الله سؤالا «للعالم العربي، لحركات المقاومة للجميع، وصل الحقد في أناس إلى حد أنه يطلب منك أن تنسى «اسرائيل»، انا لدي مشكلة اسمها النظام في سورية ولدي مشكلة في العراق وفي مصر، أقول انت تريد ان تنسى اسرائيل فلتنسها، نحن لا نستطيع أن ننساها. أنت تريد أن تنسى الشعب الفلسطيني فلتنسه نحن لا نستطيع أن ننساه، ولا نسيناه ولن ننساه، هذه ثقافتنا وثقافة آبائنا وأجدادنا وأولادنا وأحفادنا». 
وقال: «في عملية الاغتيال في القنيطرة يوجد جانب مؤلم هو هذا البعد الانساني العاطفي، نعم نحن نتألم، نعم نحن فقدنا أحبة وفقدنا أعزاء، أما في غير البعد الانساني، كل ما حصل في هذه المصيبة لا نرى فيها إلا الخير والبركة والإيجابيات والألطاف الإلهية وليعرف الاسرائيلي أننا نفكر بهذه الطريقة، لا نرى فيها كلها من أولها إلى آخرها غير البعد الانساني، كلها خير وبركة وإيجابيات ولطف من الله سبحانه وتعالى، على مسيرتنا ومقاومتنا ومسارنا وقضيتنا ومنطقتنا».
وتابع: «من الساعات الأولى من الكشف عن جريمة الاغتيال وأسماء الشهداء، انشغل العدو والصديق والمحايد بالتحليل وبالدراسة وبالتأمل والتوقع، يعني كان هناك مسألة رئيسية، يعني سؤال مركزي، هل سيرد حزب الله؟ أو سيسكت «وإذا كان يريد أن يرد، متى؟ وأين؟ وكيف؟ وما هي حدود هذا الرد» وما هي المخاطر المترتبة عليه وأسئلة من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء، ونحن الاربعاء «ريحنا» الباحثين عن الإجابة عن السؤال، ليوم الأربعاء هذا النقاش موجود، لكن النقاش الأكبر، اين كان؟ كان لدى الاسرائيلي».
وقال: «طريقة تعاطيهم مع استشهاد العميد محمد علي الله دادي، لا اعرف إذا تفاجأوا أم لم يتفاجأوا، بانه يوجد عميد إيراني بالمجموعة، وارتبكوا وماذا سيقولون، وصار ينقل رسائل بالاعلام ومعلقين مقربين، وتعرفون مثل كل الدنيا يعني، ممكن أن لا يخرج مسؤول رسمي يتكلم ولكن يقول لاحد المعلقين أو المحللين صديقه صاحبه، هو يعبر له عن موقفه، وضع إسرائيل في حالة استنفار خصوصا في منطقة الشمال والجولان، إرسال القبب الحديدة الى الشمال، تركوا واحدة فقط مقابل غزة، وأتوا بكل ما يمتلكون منها إلى الشمال على حدودنا، تعزيزات إلى الشمال، إجراءات احترازية، استنفار معلوماتي استخباراتي 100%، وضع الحدود ليوم الاربعاء، من الأحد الى يوم الاربعاء، اذهبوا إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية، هل تجدون مزارعا أو جنديا او آلية أو دبابة أو سيارة؟ لا يوجد شيء، حتى في المستعمرات اختبأوا، قالوا لهم لا يوجد من شيء مخيف فذهبوا واختبأوا وخافوا». 
واضاف: «رسائل عبر دول مختلفة، وبنفس الوقت تهديد وتهويل ووعيد، إذا رد حزب الله سنقوم وسنفعل بلبنان وبسوريا وبالمنطقة، هذا قيل بالعلن وقيل بغير العلن، ولكن كل اسرائيل، قادتها السياسيون وجنرالتها وأناسها، مستوطنوها وجنودها وعسكرها، كان الجميع عيونه وعقوله وأذنيه على اين؟ على لبنان. على ماذا في لبنان؟ على حزب الله. على كلمة، على بسمة، على إشارة أو موقف، هذا الحزب ماذا سيفعل؟ ودعوني بهذا التعبير الشعبي، أنا اعتبر أن أول الانجازات لدماء الشهداء وأول الاعتراف الاسرائيلي بقيمة المقاومة وقدرة وجهوزية المقاومة أنه من يوم الأحد ليوم الاربعاء إسرائيل واقفة على «قدم ونصف»، تنتظر حزب الله، ليس على قدمين بل على قدم ونصف واقفة على الجدار «الحيط». وهذا ببركة دماء الشهداء وبركة عزم المجاهدين وشعب وبيئة وداعمي هؤلاء المجاهدين».
واضاف: «هذه الوقفة على الحائط لوحدها كانت كافية أن تقول للاسرائيليين وللعالم، أن تقول للاسرائيليين «لا يمكنكم أن تقتلوا الناس وتناموا في بيوتكم آمنين مطمئنين» وفلاحوكم يزرعون الحقول على الحدود، وجنودكم «يتغندرون» على الحدود وتشعرون بالأمان والاستقرار والهدوء كأنكم قتلتم بعوضا. ليس كذلك لا، هذا من اللحظة الأولى اعترف الإسرائيلي أنه يواجه واقعا من هذا النوع، وأيضا الإسرائيلي وضع كل الاحتمالات على مدى عشرة أيام، تكلم من عدم الرد إلى احتمال الرد، وعندما وضع احتمال الرد بدأ من الحد الادنى وصولا إلى استهداف بنى استراتجية وصولا إلى منشآت ومؤسسات لانه يعرف بأن المقاومة قادرة وأن المقاومة جاهزة وأن كل ما قيل حتى الآن، هل تعرفون من يعرف أكثر من غيره؟ هو الإسرائيلي. ولكن شعبنا يثق بنا ويقول: أنتم قلتم هكذا، يعني هكذا».

ـ الرد ـ

وقال نصر الله: «نحن كان لدينا من الساعات الأولى وضوح شديد، يجب أن نرد، لم يكن هناك أي تردد في هذا، لم يكن هناك أي مجال للنقاش ولو بنسبة 0,1%، يجب أن يعاقب العدو الإسرائيلي على جريمته التي ارتكبها بالقنيطرة، يجب وضع حد لهذا التمادي الصهيوني في الإجرام والعدوان والاستعلاء والقتل. إن الأمر يستحق التضحية، ولو ذهبت الأمور إلى النهايات».
وتابع: «حددنا منطقة العمليات، وطبيعتها، وزمانها، وماهية العملية، وما هي الخيارات المتاحة أمام الإخوة، درسنا الأمور بتكتم شديد، بنينا على أسوأ الاحتمالات، نحن ذهبنا إلى العملية وقد بنينا على أسوأ الاحتمالات، وجهزنا أنفسنا لأسوأ الاحتمالات، وأخذنا مجموعة من الإجراءات بناء على هذا، وهذا ما فهمه الاسرائيلي جيدا قبل يوم الاربعاء، لأنه كان يوجد حركة واسعة لا تخفى على الاسرائيلي، فهم الاسرائيلي أن أي طلقة نار ستخرج في أي مكان من الأمكنة التي يتوقعها، أن هذا الذي يطلق النار الآن هو مستعد أن يذهب إلى أبعد ما يتصوره أحد في هذا العالم، وهو جاهز لذلك»، مضيفا: «وكانت العملية النوعية للمجاهدين في مزارع شبعا يوم الأربعاء الساعة الحادية عشر والنصف تقريبا قبيل الظهر، وكان التوفيق الإلهي في كل شيء حاضرا وقويا ولله الحمد والمنة، نحن هكذا نعتقد، علينا أن نخطط ونفكر ونحضر، والشباب يعملون ويتعبون ويجهدون ويتقدمون، أما الباقي فكله على الله سبحانه وتعالى، هو الذي يوفق، هو الذي يؤيد، هو الذي يسدد».
وقال: «حصلت العملية... في ذروة الاستنفار والجهوزية الاسرائيلية وقمة الاستنفار، لان العدو قد أخذ علما قبل الأربعاء، العدو تقريبا منذ الأحد شاهد مجموعة إجراءات في البلد على مستوى المقاومة، العدو يتنصت علينا، ويسمعنا وبالنهاية فالتواصل ليس كله عبر شبكة السلكي، ويوجد أيضا خليوي، ويوجد أناس يتكلمون بالموضوع، وعدد كبير وإجراءات واسعة ففهم، لذلك هو منذ ليل الأحد والاثنين هو في ذروة الاستنفار المعلوماتي، الاستخباري، الفني، المصادر، العيون، الجواسيس، الحدود، الاحترازات، الجبهة، كل شيء يعني يجب أن يحصي النملة على الحدود بالحد الادنى، وأخذ فرضية كل الأماكن. ولكن المقاومة في وضح النهار وفي ذروة الاستنفار الاسرائيلي قامت بهذه العملية النوعية في مزارع شبعا، وعجز الاسرائيلي، أقول هذا للعدو، ولشعب العدو الذي يعتبر أن جيشه جيش عظيم». 
وتابع: «في نتيجة العملية، نذهب إلى الموقف، في نتيجة العملية، أولا قتلونا في وضح النهار، قتلناهم في وضح النهار، الساعة 11 ونصف الساعة أو 12 إلا ربع، الساعة 11 ونصف إلا خمسة أو 11 ونصف وخمسة، سيارتين مقابلهما سيارتين و»حبة مسك»، قتلى وجرحى مقابلهم شهداء. موضوع الأرقام نرى فيما بعد كيف نضع له حل، صواريخ مقابلها صواريخ، لم نذهب لنزرع عبوة أو ما شاكل، كلا، جهارا ونهارا الشباب في الميدان والصواريخ على اكتافهم واشتغلوا».
وأضاف: «هناك فارقان بيننا وبين الإسرائيلي: الفارق الأول: لأنهم جبناء، وليسوا رجالا، ولأنهم لا يقاتلونكم إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، هم غدرونا. أما رجال المقاومة، لأنهم رجال ولا يهابون الموت جاؤوهم من الأمام، وجها لوجه. يوجد فارق ثان هو أن الإسرائيلي لم يجرؤ، يعني «عمل عملته السوداء»، ولم يجرؤ على تبني العملية وأن المقاومة الإسلامية تبنت في بيان رقم واحد العملية مباشرة بعد حصولها. ولذلك هذا الذي حصل حتى هذه اللحظة، كناتج، بينما هم ما زالوا حتى الآن طبعا «يعلكون». النتيجة حتى الآن هم لن يحصدوا سوى الخيبة والندامة ولن يكون لنا سوى العز والنصر، وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار».
ولفت الى ان «الجماعات التفكيرية المسلحة، خصوصا تلك المتواجدة في الجولان، حليف طبيعي للاسرائيلي وهي جيش لحد جديد، وأن رفع الراية الاسلامية».
وشدد على ان «عملية يوم الاربعاء رسالة خاصة على العدو ان يفهمها». وتوجه الى الاصدقاء والمحبين بالقول: «قوة المقاومة بسبب وجود عدو، وهناك فرق بين ان نريد الحرب وبين ان نخشاها. لا نريد الذهاب الى حرب ولكن لا نخشاها ولا نهابها، نحن رجالها ومجاهدوها وصناع نصرها بعون الله». 
وقال: «أريد أن أكون واضحا، أننا في المقاومة لم يعد يعنينا أي شيء أسمه قواعد اشتباك في مواجهة العدوان والاغتيال، ومن حقنا الشرعي والقانوني أن نواجه العدوان أيا كان في أي زمان وأي مكان واينما كان».
ورأى ان «ما جرى في الايام الماضية اكبر من مواجهة واصغر من حرب، لذا يجب اخذ العبرة والدروس».
وختم: «سمعنا أن الاسرائيلي يريد أن يبلع العملية التي حصلت في شبعا وأنه أكتفى بما قام به، لكن نحن نفهم أن الاسرائيلي يهرب من المواجهة العسكرية وسيذهب للبحث عن الشباب الذين أذلوه يوم الأربعاء من أجل أن يغتالهم، وبناء عليه، نحن في الماضي كنا نميز بين الاغتيال والعمل العسكري، ونرد على أي عمل عسكري، أما عندما يكون هناك اغتيال أمني نتريث، لكن من الآن أي كادر من كوادر المقاومة أو أي شاب يغتال سنتهم الاسرائيلي وسنعتبر أن من حقنا أن نرد في الطريقة والزمان المناسبيين، والحرب سجال: يوم لكم ويوم لعدوكم منكم. الشهداء هم من يرسمون لنا الطريق ويبشرون بالانتصارات القادمة، ونحن منذ العام 1982 نختم بياناتنا بالقول: أن المقاومة هي الرد وأن قوافل الشهداء يرسمون لنا النصر».