قال الأدميرال علي شمخاني أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني خلال كلمته بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإيرانية بأن خلال المفاوضات لتبادل السجناء اتصل بنا الجمهوريون الأميركيون والذين يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان و طلبوا منا عدم الإفراج عن السجناء الأميركيين وتأجيله إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام المقبل، ولكننا عملنا وفق إرادتنا.

  وأضاف شمخاني بان ما قامت به ایران الاسلامیة فی الافراج عن السجناء ناجم عن توجهها الانسانی و تلبیة لطلب أسرهم وفی اطار توفیر مصالح البلاد وفی المقابل تحریر مواطنینا فی امریکا .

  ما عبّر عنه شمخاني بمصالح البلاد يُترجم في رغبة إيران بالتعاون مع الديمقراطيين ودعمهم للبقاء في الرئاسة وهذه التصريحات رسالة واضحة إلى الجمهوريين بأن إيران لا ترغب في استبدالهم بالديمقراطيين في الموقع الرئاسي.   لا يحتاج الطمع في استغلال ورقة السجناء لدى إيران، إلى عبقرية حيث إن الجمهوريين خدعوا الإيرانيين في العام 1983 و استخدموا نفس الورقة للفوز على المرشح الديمقراطي الرئيس جيمي كارتر. 

 وبالرغم من أن الرئيس كارتر كان معارضاً للشاه وأسلوبه القمعي ولم يسمح للشاه باستخدام العنف تجاه المعارضين والثوار، ولكن إيواءه للشاه بعد هروبه من إيران في العام 1979 أدى إلى استياء القادة الثوريين المطالبين بتسليم شاه لإيران، وهدد الإمام الخميني بأنه لن يفاوض مع حكومة كارتر إلا بعد تسليمه الشاه لإيران، ثم تم اقتحام السفارة الأميركية ممازاد الطين بلة، و استخدمت إيران ورقة الدبلوماسيين الأميركيين الرهائن لفرض الهزيمة على المرشح الديمقراطي جيمي كارتر، لفوز رونالد ريغن الذي لم يرحم إيران ولم يعرف الجميل الذي قامت بها إيران لإنجاحه.  

ما أشبه الليلة بالبارحة ولكن بين الحدثين مسافة 35 عاما، ويعرف النظام الإيراني بأن الجمهوريين الأميركيين هم أشد قسوة من منافسيهم الديمقراطيين، فإنهم هم الذين كافئوا التعاون الإيراني معهم في أفغانستان والعراق بإدراج إسم إيران في قائمة محورالشر.  

وبينما لاقت تصريحات شمخاني صمت الجمهوريين المريب، قال المتحدث باسم البيت الأبيض بأن الحكومة الأميركية لا تمتلك أدلة في إثبات أو نفي ادعاء شمخاني، مما يدّل على أن الطرفين أي حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني وحكومة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في تنسيق تام وخير دليل على ذلك اللقاءات والاتصالات المكثفة بين الوزيرين كيري وظريف الغنيان عن أي وسيط حتى لترجمة .محادثاتهما