لا يهتم اللبنانيون كثيراً أو قليلاً لمشاكلهم الاجتماعية ولا حتى لظروفهم الاقتصادية رغم حالات الفقر المُدقع والمنتشر بقوّة كبيرة في البيوت اللبنانية باستثناء البيوتات السياسية المستعصية على الفقر بقوّة النضال والاستثمار فيه باعتباره المجال المفتوح على النعم السماوية وبركات العُملات الأجنبية .

ترى اللبنانيين على دراية تامة بأحوال الطقس السياسي ومعرفة أيام المطر نتيجة وجود كتل سوداء في أجواء القلوب من شأنها  تعكير الأمن في لبنان وتحميس المواطنين بين ذاك و"ذياك" بحسب الهوية الطائفية والحزبية المقطوعة لكل مواطن متشنج العقل لصالح طائفته آلهته التي يعبدها زًلفة دون الله .

لذا تراهم يهيمون على وجوههم في شؤون وشجون سياسات الطوائف ولا يهتمون بمواضيع الجوع الذي ينهش بعظامهم فهم مداومون على محطات بث السموم الطائفية ويتحمسون الى حدّ القتل والموت من أجل كهف أو مغارة في احدى بقاع الأرض وينقسمون يميناً ويساراً مع روسيا وضدّها ومع أميركا وضدّها ومع محور هنا وزاروب هناك وحرب هنالك ويسبون ويشتمون بعضهم البعض وقد دخل التكفير حيّز الكثيرين منهم ممن لا علاقة لهم بالدين لا بصلاة ولا بصوم ورغم ذلك يكفرون هذا المذهب أو ذاك .

وهم غير حاضرين في العناوين التي تهمهم  لا في الماء ولا في الكهرباء ولا في البطالة ولا في الضرائب وهم متخلفون عن كل ما هو متصل بجيوبهم فقط جاهزون وحاضرون للزود عن طوائفهم من السب واللعن الى الموت والقتل بل وانهم يعترضون عل كل حالة اعتراضية على الوضع المعيشي ويعتبرونها حالة مدفوعة الثمن ومأجورة لصالح بنوك الدول .

يتابع الكثيرون منهم برامج الفضح الطائفي والسب المذهبي ولا يقرؤون الاً العناوين المستفزة لصلاتهم السياسية ولعبادتهم الحزبية وأيّ عنوان معيشي لا يشدهم وهم أقرب في معايشهم لحالات التسوّل ويتربعون على خطّ الفقر ورفعي رؤوسهم الى الأغنياء .

غريب أمر هذا اللبناني سواء كان من أمّة 8 أو من جماعة 14 آذار فهو كئيب ومكتئب ومتفرغ لمزاولة أعمال اللهو السياسي وتقاسم ساحات القرى ومقاهي المُدن وزوايا الأحياء للنرجلة والتباهي بشعور طائفي عفن وعجيب دوره في الغباء اذ أنه يدافع عن دور روسيا في المنطقة ويتناسى دوره ويتحمس لزعامة أميركا ولا يحرك جانباً لدوره في بلد مهدد ودولة آيلة للسقوط وصيغة عيش مشترك تُلفت كل أوراقها ومازالت ورقة العورة وحدها تستر شراكة الطوائف في عيشهم القسري .. رحم الله من قال : بأن اللبنانيين أغبياء ولكن أوفياء لقاتليهم ..