حقّق فيديو مقابلة الصحفية كارول معلوف مع أسرى حزب الله لدى جبهة النصرة، 185 ألف مشاهدة عبر موقع "يوتيوب" بعد أربعة أيام من نشره فقط.   وأثار الفيديو ضجّة واسعة في الأوساط اللبنانية، لا سيّما أن حزب الله ضغط على قناة "MTV" من أجل عدم بث المقابلة، إلا أن معلوف نشرتها كاملة على حسابها الشخصي.

واعتبر مراقبون أن تحدّي معلوف الذي كسبته مع "حزب الله"، كسر هيبة الحزب أمام أنصاره، كما أن عدم وجود أي رد من الحزب وإعلامه على ما قاله أسيراهما لدى جبهة النصرة أفقد ثقة أنصاره به.

  واصل إعلام الحزب التّحريض على الصحفية كارول معلوف، بسبب لقائها مع أسراه قبل أيام.   موقع "جنوبية" الشيعي، المعارض لسياسات الحزب، طرح احتمالية مغادرة معلوف، لبنان، خشية على نفسها.   وكشف الموقع أن كارول معلوف تم بالفعل استدعاؤها من مكتب أمني تابع لحزب الله للتحقيق معها.

    ونقل "جنوبية" ملخصا لمقال الكاتبة ميساء مقدّم نُشر في موقع "العهد" التابع لحزب الله، تحرّض فيه بشكل واضح على الصحفية التي نشرت مقابلتها مع الأسيرين كاملة، في تحد واضح للحزب.    

واتهم المقال، كارل معلوف بالانتماء إلى "جبهة النصرة"، حيث حمل عنوان "فتاة النصرة.. وأخلاقيات المهنة".   وزعم المقال بأن معلوف استنطقت أسرى حزب الله، وحقّقت سكوبا على حساب المبادئ القانونية والأخلاقية والإنسانية.   وقالت كاتبة المقال إن "كارل معلوف ترّوج للعدو، هذا العدو الذي يقاتله حزب الله ويحلل دم مقاتليه وإعلامييه. فما حكم المروج للعدو، ويقف معه في حربه النفسية"، بحسب المقال التحريضي.

موقع "جنوبية"، قال إنه من واجب "حزب الله" أن يتقدم بالشكر إلى كارول معلوف، بدلا من التحريض عليها، والإساءة لها.   وتابع: "كارول صنعت ما عجز عنه الحزب خلال ما يقارب ثلاثة أشهر مضت، وطمأنت أهالي الأسيرين عنهما، والأحق بالكاتبة ميساء مقدم أن تتوجه لحزب الله وأن تسأله عن الأسير موسى كوراني وعن مصيره؟".

    وأضاف الموقع: "التصويب على كارول من قبل إعلام الحزب لن ينفع، التقرير قد عرض والحقائق قد ظهرت، وبدلا من انهماك مناصري وإعلاميي حزب الله في إنتاج المانشيتات السينميائية ضد معلوف، فليأتوا أولا بخبر واحد عن كوراني وعن المفاوضات، ومن ثم ليتحدثوا عن التقرير ما شاؤوا".

  وقال الموقع مهاجما حزب الله: "لكن للأسف هذه استراتيجية الحزب وهذه سياسة من معه، فحينما لا يملكون حجة يرجمون من يقول لهم (حجتكم ها هي هنا)، وهذا ما قالته معلوف وما أثارته".

وبرد "مفحم"، وفق ما وصفه ناشطون، قال موقع "جنوبية": "قبل الطعن بمهنية معلوف كونها ذهبت إلى مناطق خاضعة لجبهة النصرة، نذكر الحزب وذاكرة الحزب وذاكرة إعلامه، أنّ الزميلة ندى أندراوس وفريق عمل LBCI سبق أن قاموا بتغطية صحفية في منطقة أعزاز، حيث كان المخطوفون الشيعة لدى الحيش السوري الحر".

  وتابع: "وأيضا قناة الجديد قد سبق وأرسلت كل من المراسلتين يمنى فواز ونوال بري إلى اعزاز، لكن في جمهورية الموز الخاضعة للولي الفقيه والمرشد الأعلى لجمهورية لبنان السيد حسن نصر الله، كن مع حزب الله وقاتل من شئت، لكن إذا خاصمته، أمامك إما النفي، أو التهديد الذي قد يصل إلى حد القتل".     وكان موقع "جنوبية" اعتبر سابقا أن "مقابلة أسرى حزب الله صدمت الحزب، ودحضت روايته بأنه يحقق انتصارات في الشمال السوري".   وأكد "جنوبية" الذي يديره صحفيون شيعة، أن "حزب الله شنّ حملة على معلوف من أجل أن ينسي الشيعة قضية الأسرى الثلاثة لدى النصرة".

  عربي 21