يلتقي اليوم فريقا الرياضي وبيبلوس في ظلّ "ظروف مختلفة" عن المعتاد، ففيما يغرّد الرياضي خارجَ السرب من دون أيّ خسارة، يحتلّ بيبلوس المركز السابع في الترتيب. لكنّ بطولة لبنان هذا الموسم لا تعرف المستحيل، ومباراةٌ واحدة ترفع فريقاً مراكز عدّة إلى الأمام. وبهذا الأمل، يتمسّك بيبلوس بحظوظه لقلب المعادلة قبل نهاية مرحلة الذهاب.تتّجه الأنظار اليوم إلى جبيل حيث يستضيف بيبلوس نظيرَه الرياضي في مباراة ثأرية للأخير، رغم أنّ الفريقين يَدخلان إلى اللقاء بموقعين مختلفين ومتناقضين في المرحلة الأخيرة من "ذهاب" بطولة كرة السلّة.

فالرياضي يَدخل إلى المواجهة في صدارة الترتيب بلا أيّ هزيمة بعد في سبع مباريات من الدوري، فيما يحتلّ بيبلوس المركز السابع بثلاثة انتصارات و4 هزائم بعدما كان من المرشّحين البارزين لمقارعة الرياضي على المركز الأوّل قبل انطلاق الدوري.

ورغم ذلك، يبقى للمباراة رونقٌ خاص، إذ إنّ الرياضي سيَطمح للردّ على خسارته أمام الفريق الجبيلي في مباراة كأس السوبر 83-77، مع العِلم أيضاً أنّ الرياضي خسر في الزيارة الأخيرة إلى جبيل، وذلك في المباراة الرابعة من السلسلة النهائية لبطولة لبنان الموسم الماضي، قبل أن يعود ويحسم النهائي بسهولة نسبياً 4-1 ويُحرز اللقب.

الرياضي يَطمح لتأكيد هيمنته على بطولة لبنان بتحقيق فوزه الثامن توالياً الذي سيؤكّد تصدّره للترتيب بفارق مباراتين عن أقرب المنافسين إليه مع نهاية مرحلة الذهاب، عِلماً أنّ هذه المباراة قد تشهَد الإطلالة الأولى للنجم المخضرم فادي الخطيب العائد من تجربة ثانية في الدوري الصيني، رغم أنّه لا يزال في انتظار وصول استغنائه الدولي.

ومع الخطيب أو مِن دونه، أثبتَ الرياضي أنّه "شيفرة يصعب فكُّها" وليس مجرّد "رقم صعب" في بطولة لبنان، إذ لم يَشعر حتى اللحظة بتهديد حقيقي له أو بقدرة أحد على هزّ عرشه الحديدي رغم القانون الجديد بالسماح لثلاثة لاعبين أجانب على أرض الملعب معاً، رغم أنّ المعركة ما زالت في بداياتها.

بدوره، سيَسعى بيبلوس إلى تأكيد عودة الروح إليه بعدما كان مرَّ بفترة عصيبة تلقّى خلالها أربعَ هزائم متتالية، قبل أن يعود ويحقّق فوزين متتاليين ليتنفّس الصعداء قليلاً ويصبح على تماس من فرَق عدّة في وسط الترتيب. ففي حال استطاع تحقيق المفاجأة وإلحاقَ الهزيمة الأولى بالرياضي اليوم، سيُنهي مرحلةَ الذهاب بالمركز الخامس بالتساوي مع المتّحد الرابع، أمّا في حال خسارته فسيحتلّ المركز السادس.

ورغم عودة النجم الأميركي جاي يونغبلود إلى تمارين بيبلوس مطلعَ هذا الأسبوع يرَجّح ألّا يشركه المدرّب نيناد فوشينيتش في هذا اللقاء لعدمِ المخاطرة به، وبالتالي سيَعتمد الفريق مجدّداً على الثلاثي ستيفن بورت وشيروود براون وزيد عباس. كما سيَستعيد بيبلوس اللاعبَ «القنّاص» ويليام فارس بعدما غاب لفترةٍ ليست بقصيرة بعد خضوعه لجراحة في الوجه.

لا شكّ في أنّ الرياضي يملك أفضلية واضحة، إلّا أنّ هذه المباريات تبقى قابلةً للمفاجآت أو الحسابات المتعدّدة، لكنْ على بيبلوس أن يكون جاهزاً ذهنياً وبَدنياً، وأن يمرّ بليلة جيّدة هجوماً، خصوصاً نجمه ستيفن بورت الذي يَبلغ معدّله 23.8 نقطة، إلّا أنّه لم يُظهر بعد المستوى الذي عوَّدَنا عليه قبل بداية البطولة المحلّية.

مفاتيح الرياضي لا تقتصر على لاعب أو لاعبين، حيث يملك المدرّب سلوبودان سوبوتيتش أكثرَ مِن «مفتاح» مع ما يقدّمه الثنائي الشاب علي حيدر وأمير سعود مِن أداء رائع، وفعالية ممتازة لآرون هاربر وجان عبدالنور وإسماعيل أحمد، فضلاً عن عودة كريس دانيالز بعد إيقافه لمباراة. هذا مِن دون احتساب الاحتمال الكبير بمشاركة "التايغر"...

(الجمهورية)