عُدْ يا وَلدي

يا ولدي عُدْ

ما زال فَطورُكَ لَمْ يَبرُدْ

ما زالتْ ألعابُكَ تبحثُ

في بحرِ عيوني تَتَبَدَّدْ

تتبعثَرُ حين ألَمْلِمُها

ترفضُ غيرَكَ أن يَلمَسَها

تشهقُ في وجهي تتنهَّدْ

ويدي ما زالت تسألني

هذي الليلةَ مَنْ تتوسَّدْ

....................

عُدْ يا ولدي

عن خدّك يسألني خدّي

عن ثغرِكَ يسألني ثغري

حُلُمٌ أم رؤيا لا أدري

حتى دوّى خلف الباب

بحرٌ ملعونٌ أرهبني

فهرعتُ وجدتكَ مذبوحاً

مطروحاً بين الأصحابْ

أيقظني صوتك يا ولدي

يصرخُ : ذبحوني يا أبتي

حرقوا كتبي

قَتَلوا صَحْبي

مزّقَ أوصالي الإرهاب

نَمْ يا ولدي ..

فهنيئٌ نومُكَ في اللَّحدِ

يا طيرَ الجنةِ يا كَبَدي

يا ولدي لستَ بأوَّلَ مَنْ يُذبَحُ قُرباناً لله

أو أوَّلَ مَنْ يُسْفَكُ دَمُهُ فيطهِّرَ أرضاً و سماء

أو أوَّلَ مَنْ يُصْلَبُ ظلماً

فيُقَطَّعَ

أشلاءً أشلاء

يا ولدي مكتوبٌ نبقى نسبحُ في بحر الأحزانْ

لَمْ يَجدوا نفساً أصفى مِنْ نفسِكَ

أو عيناً اصدَقَ من عينكَ

أو زهراً أذكى من زهركَ

في أرضٍ هي أطهرُ أرضٍ

سُقيتْ بدماءِ الإنسانْ

فكأنَّ نقاوتَكَ الكفرُ

وبراءتَكَ هي الشيطانْ

لَمْ يجدوا غيرَكَ يا ولدي يرفعُهُم زُلفاً لله

لَمْ يجدوا غيرَكَ يا ولدي

يغتالونه بسمِ الله

ذبحوكَ وحاشا لله

تركوا الجسدَ الطاهرَ

شَذراً جمعتهُ ملائكةُ الله

ناظم الماهود _ العراق