عقبات مسيحية في وجه فرنجية , والتوتر يزداد بين تركيا وروسيا

 

النهار :

سرت معالم التبريد بقوة ملحوظة في الساعات الاخيرة على تطورات المشهد الداخلي في اتجاهين لا رابط بينهما وان كانا يتسابقان الى احتلال واجهة الاهتمامات وهما : ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة الذي قفز فجأة الى صدارة الحدث الأمني وملف التسوية الرئاسية الشاغل مختلف القوى السياسية منذ اكثر من أسبوعين.

في الملف الاول أعادت الجهات الامنية المعنية بمفاوضات التبادل لإطلاق العسكريين ال١٦ الرهائن لدى جبهة النصرة ولا سيما منها الامن العام احكام طوَّق السرية المطبقة على مجريات المفاوضات الجارية والاجراءات المحتمل ان تكون قيد التفاوض الذي يستدعي التحسب لاي تطور مفاجئ في اي لحظة محتملة في ظل خشيتها من آثار الانفلاش الإعلامي الواسع الذي واكب انكشاف ملامح التقدم الملحوظ والمفاجئ في هذا الملف اول من امس . وتميزت الساعات الاخيرة باقفال كل أبواب التسريبات المتصلة بتفاصيل هذا التطور في وقت كان فيه أهالي العسكريين وذويهم يؤكدون انهم لم يتبلغوا اي خبر او يتلقوا اي اتصال من اي جهة رسمية لبنانية وبذلك يعود الانتظار المشوب بالترقب والحذر سيد الموقف وسط صعوبة التقصي عن اي جديد في المفاوضات التي لا تزال مؤشراتها تميل الى ترجيح المضي في عملية التبادل . ولعل ما عكس حراجة الموقف في انتظار تطورات جديدة ان معلومات ترددت عن قيام جبهة النصرة بإضافة شروط جديدة في سياق الشروط التي تطرحها لإطلاق العسكريين في حين نقلت اجواء اعلامية عن النصرة ان الامور تسير في الاتجاه الصحيح وان التبادل سيحصل بإشراف الوسيط القطري.
وبدا لافتا في هذا السياق تصريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ل" النهار " اذ قال انه " يواكب كل التطورات المتعلقة بتحرير العسكريين اولا بأول ونعطي هذه القضية اولوية قصوى وأملنا كبير في ان تتكلل بالنجاح التام وان تمهد لتحرير جميع العسكريين وعودتهم سالمين الى الوطن والى عائلاتهم " كما تمنى بدوره على كل وسائل الاعلام " تجنب كل تداول متسرع لهذا الملف الشديد الحساسية والاهمية مساهمة منها بهذه الجهود المبذولة لانجاح العملية" .
اما في الملف السياسي فلم تكن الرؤية اكثر وضوحا في ظل الغموض الآخذ بالاتساع والتصاعد حيال التداعيات التي اثارها موضوع ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة والذي لوحظ ان وتيرة زيارات السفراء الى دارته في بنشعي قد زادت في الايام الاخيرة في ظل طرح اسمه مرشحا ، فاستقبل امس سفيرة الاتحاد الاوروبي غداة استقباله اول من امس القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز . كما أفيد مساء عن اتصال أجراه الرئيس سعد الحريري بفرنجية .ولكن المناخ المحيط بالتحركات السياسية ومواقف الافرقاء الاساسيين من ترشيح فرنجية لا يبدو قابلا للانقشاع والوضوح في وقت قريب كما تقول ل" النهار" مصادر مواكبة للحركة الكثيفة الجارية وراء الكواليس السياسية . وتشير هذه الاوساط الى انه تبين من موجة التحركات الاولى التي حصلت هذا الاسبوع ان غالبية القوى في فريقي ١٤ آذار و٨ آذار تقف عند نقطة تقاطع هي نقطة التريث وأخذ الوقت الكافي قبل اتضاح التموضعات النهائية من ترشيح فرنجية وما يثار حول تسوية الرزمة الكاملة الواسعة التي رسمت معالمها الاولية في لقاء فرنجية والرئيس سعد الحريري في باريس . ومن هنا تشير الاوساط الى الاهمية الحاسمة لانتظار ما يمكن ان يتبلور من مواقف للقوى المسيحية تحديدا ولا سيما منها التيار العوني والقوات اللبنانية وحزب الكتائب علما ان التحرك الكتائبي بين الرابية ومعراب كان بهدف إطلاقهما على موقف الحزب من ترشيح فرنجية ومن قانون الانتخابات في ظل رفض الحزب اي اتجاه الى اعتماد قانون الستين . ومع ان الوفد الكتائبي حرص على حصر المعلومات عن تحركه بهذا الهدف فان ثمة معطيات من مصادر اخرى تلمح الى ان الكتائب لم تجد فروقات ملحوظة بين موقفها والإيحاءات التي تركها لديها كل من الفريقين العوني والقواتي . ومع ذلك تقول الاوساط نفسها ل"النهار " لا يزال الوقت مبكرا لإطلاق سيناريوات من مثل الحديث عن تحالف مسيحي واسع في وجه ترشيح فرنجية لان لا العماد ميشال عون ولا الدكتور سمير جعجع يستعجلان اتخاذ موقف نهائي قبل اتضاح الصورة تماما امام كل منهما خصوصا في ظل خطوط الاتصالات المفتوحة بين كل من عون وحزب الله من جهة وجعجع والرئيس الحريري من جهة اخرى.

 

المستقبل :

لا تزال التسوية المطروحة على بساط البحث الوطني تحت تأثير الغموض البنّاء المهيمن على الأجواء، ولا يزال الصمت المطبق سيّد المواقف العلنية على المنابر السياسية، في حين تشتعل المشاورات والاتصالات بشكل بيني ومتقاطع في الكواليس فوق النيران التسووية الهادئة بحثاً عن سبل إنضاج تفاهم ميثاقي جامع يحرر الجمهورية من قيود شغورها الرئاسي وشللها المؤسساتي. وبينما برز على شريط الأحداث أمس نبأ اتصال الرئيس سعد الحريري برئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية والتباحث معه في آخر المستجدات، تتجه الأنظار سياسياً وإعلامياً مطلع الأسبوع لرصد ما سيخرج به حوار «عين التينة» بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» في جولته الحادية والعشرين بعد التطورات السياسية المتفاعلة في البلد، بحيث علمت «المستقبل» في هذا المجال أنّ جلسات الحوار ستُستأنف الاثنين المقبل بين الجانبين.
في الغضون، تنشط المشاورات واللقاءات على أكثر من مستوى وفي أكثر من اتجاه لبلورة صورة المواقف النهائية حيال التسوية الرئاسية المقترحة سيّما على جبهة الرابية معراب الصيفي التي يتولى حزب «الكتائب اللبنانية» عملية التنسيق والمتابعة فيها مع كل من «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية». وغداة زيارة قام بها إلى الرابية للتشاور مع النائب ميشال عون، زار أمس وفد «الكتائب» معراب حيث أوضح نائب رئيس الحزب سليم الصايغ بعد لقاء رئيس «القوات» سمير جعجع تطابق وجهات النظر «إلى حد كبير» بين الجانبين، موضحاً أنّهما بصدد «القيام بعمل مشترك لتنسيق المواقف» إزاء قانون الانتخابات النيابية الجديد من منطلق التأكيد على ضرورة أن يكون «قانوناً عصرياً يؤمن الشراكة الحقيقية».
وعن إمكانية انتخاب نواب «الكتائب» فرنجية رئيساً للجمهورية، أجاب الصايغ: «هذا سؤال مبكر، ما زلنا نتكلم عن المبادئ والثوابت والطرح السياسي، ونحن كـ«كتائب» ليست لدينا عقدة شخص، إنما نريد أن نعرف رئيس جمهورية لبنان المقبل ماذا يريد أن يفعل».
جنبلاط
تزامناً، ترأس رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط اجتماعاً لكتلته أمس في كليمنصو حيث أوضحت مصادر الكتلة لـ«المستقبل» أنّ جنبلاط أطلع أعضاء اللقاء على مستجدات الأمور المتصلة بعملية التسوية المطروحة غير أنه آثر «التريث» بانتظار تبلور صورة المواقف على الساحة السياسية عموماً والمسيحية خصوصاً حيال هذه التسوية، مؤكدةً في الوقت عينه أنّ التريث الجنبلاطي «إيجابي تحت سقف البيان الصادر عن لقائه الأخير في باريس مع الرئيس الحريري».
الحريري
وأمس، لفتت الانتباه المضامين السياسية لكلمة الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري خلال حفل افتتاح مدرستي باب التبانة الأولى والثانية في طرابلس بحضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب. إذ شدد الحريري على أنّ «كرة التسوية في ملعب الجميع فإما نكون فريقاً واحداً ونسجل الأهداف لمصلحة لبنان أو نُشرع مرمى لبنان لأهداف الآخرين»، جازماً بأنّ «أي تفاهم لن يكون على حساب أحد، فإما يكون تفاهماً ميثاقياً جامعاً ومفصّلاً على مقاس لبنان وعلى أساس الثوابت أو لا يكون».

الديار :

ظهرت عراقيل في الساعات الاخيرة في طريق ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية حيث تأخر الرئيس سعد الحريري في إعلان الترشيح وذلك بعد أن تلقى إتصالاً من الدكتور سمير جعجع قال له فيه إنك لم تتشاور معنا وإنك تضعنا أمام الامر الواقع ونحن حركة 14 أذار حركة تشاورية ديموقراطية لا بد أن نتكلم مع بعضنا البعض قبل أن ينفرد شخص بالقرار وأنا أقول لك إن تحالفي معك ينتهي عندما تعلن ترشيح سليمان فرنجية، حاول الرئيس سعد الحريري شرح موقفه وأنه لبى دعوة السيد نصرالله وان الاجواء الاقليمية تسمح بتسوية لذلك مشى فيها لمصلحة البلاد كي لا تبقى بدون رئيس جمهورية.
أما العرقلة الثانية فجاءت من العماد عون لا بل هي الاولى في طريق العراقيل إذ قال العماد عون أنه يمشي بالوزير سليمان فرنجية مرشحاً للرئاسة لكنه يريد قانون إنتخاب يفرضه هو ويريد قيادة الجيش ويريد مركزاً هاماً وثابتاً للوزير جبران باسيل وهو منذ الآن يعلن أنه سيكون على تحالف مع الدكتور سمير جعجع في الانتخابات القادمة وسيكون الدكتور سمير جعجع على يميني وأنا على يساره سوية في الانتخابات النيابية ثم أرسل الدكتور سمير جعجع خبرا للسعودية ليقول لها أن هنالك تسرعاً بإبلاغ القرار ويجب إبلاغ الرئيس سعد الحريري التريث حتى لا تسقط 14 أذار في لبنان نهائياً ولم نعرف جواب السعودية لجعجع.
هذا وأفادت مراسلة الـ «أم تي في» من كليمنصو بأن اللقاء الديموقراطي يتجه للتريث تجاه التسوية وأن يعلن تبني ترشيح سليمان فرنجية.
أما الرئيس سعد الحريري فقد سأله أحد الصحافيين عما إذا سيعقد حلقة تلفزيونية لترشيح سليمان فرنجية فأجاب إبقوا جاهزين إما حلقة على التلفزيون وإما بيان رسمي وإما عبر تويتر.
وقامت ضجة في المحيط القريب من الرئيس سعد الحريري ضمن الطائفة السنية ومن نواب تيار المستقبل السنّة كذلك قامت ضجة في صفوف مسيحيي 14 آذار حيث ان الوزير بطرس حرب قال للرئيس سعد الحريري : «تريد منّا بشار آخر في القصر»، وهكذا وجد الرئيس الحريري نفسه مطوّقاً من المحيط السني ومن محيط مسيحيي 14 آذار وبانتظار حسم السعودية قرارها النهائي إمشي بترشيح فرنجية مهما كلف الامر وهذا لم يحصل وثم أن الكتائب اللبنانية إنضمت لتحالف جعجع - عون وأصبح هنالك تحالف ثلاثي مسيحي يشبه الحلف الثلاثي الذي كان في زمن كميل شمعون بيار الجميل وريمون إده فالمعالجة الآن هي لهذه العراقيل لمحاولة إقناع جعجع وعون وإنتظار جواب السعودية وعدم إحراج حزب الله بين فرنجيه وعون وخلال ثلاثة أيام يتبين الخيط الاسود من الخيط الابيض.
لكن ورغم هذه الاجواء، فان الجميع راغب بانتخاب رئيس جمهورية جديد والجميع يرحب بانتخاب رئيس جمهورية وإلغاء الفراغ الرئاسي وان تسير الدولة ومؤسساتها من جديد بعدما تعطلت اثر الفراغ الرئاسي وبعد الصراع العميق بين حزب الله والرئيس ميشال سليمان.
لكن الأمور لا تؤخذ بالمواقف المعلنة بل تؤخذ بالنوايا والاسرار الكامنة في الصدور، ولذلك فان العماد ميشال عون قد يرحب بترشيح حليفه الوزير سليمان فرنجية لكن هذا لا يعني ان العماد عون وافق ضمنيا على ترشيح الوزير سليمان فرنجية والعماد ميشال عون يشعر انه تلقى طعنة قوية في الظهر عبر ترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، واذا كان حزب الله يدعم العماد ميشال عون واذا كان حزب الله على علم بزيارة الوزير سليمان فرنجية الى باريس ولقائه مع الرئيس سعد الحريري فانه لم يكن متأكداً من ان الرئيس الحريري سيرشح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وان السعودية تضع فيتو على أي مرشح من 8 اذار ومن ضمنهم الوزير سليمان فرنجية.
أصيب حزب الله بالاحراج بعدما اعطى الوعد والعهد الرئيس الحريري بتأييد الوزير سليمان فرنجية وانه سيذيع بيانا باسم تيار المستقبل عن تأييد الوزير سليمان فرنجية، لكن العماد ميشال عون مع ذلك ينظر بريبة الى موقف حزب الله ويريد منه ان يستمر في دعمه لرئاسة الجمهورية وان يقاطع جلسات الانتخاب حتى لو تم تأمين النصاب بغياب حزب الله فان العماد ميشال عون يرغب بذلك، لكن حزب الله الذي طرح التسوية وقال ان التسوية هي اخذ وعطاء يوافق على الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية وهو متفاجىء بموقف السعودية كيف وافقت على الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. ومن أوصل القناعة السعودية الى قبول أن يكون الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية وهو حليف الرئيس بشار الأسد وحليف حزب الله اللذين تعارضهما السعودية وتخوض صراعا عنيفا معهما.
بالنتيجة جاءت الموافقة السعودية وابلغ الرئيس سعد الحريري الموافقة وانه سيعلن رسميا ذلك عبر بيان او جلسة تلفزيونية خاصة، ولذلك يمكن ترجيح ان العماد ميشال عون بعد انتخاب الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ان يكون في خط المعارضة السياسية لعهد الوزير سليمان فرنجية وان يتطرف مسيحيا اكثر من السابق ويركز على الحقوق المسيحية ويركز كيف ان شخصية سنية اختارت رئيس الجمهورية وقررت ان هنالك فيتو على العماد ميشال عون ولا فيتو على الوزير سليمان فرنجية، وبالتالي سيقول للمسيحيين : تعالوا وانظروا من يختار رئيس الجمهورية الماروني في لبنان ان الذي يختاره هو الشخصية السنية من خارج الطائفة المارونية، بينما الشيعة يختارون رئيس المجلس النيابي والسنة يختارون رئيس الحكومة الذي يريدون اما رئاسة الجمهورية فيختارها الرئيس السني من خارج الطائفة المارونية.
ولذلك يمكن وضع العماد ميشال عون في خانة المعارضة السياسية لعهد الرئيس سليمان فرنجية المفترض.
اما بالنسبة الى الدكتور سمير جعجع فهنالك خلاف تاريخي مع عائلة فرنجية ومع زعامة آل فرنجية، وصحيح ان الوزير سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع تصالحا واجتمعا في بكركي، لكن النوايا بقيت هي ذاتها. هنالك حساسية كبرى بين بشري واهدن من جهة، وهنالك حساسية كبرى بين نظرية الدكتور سمير جعجع التي تعادي حزب الله في مواقفه وسلاحه، وتعادي الرئيس بشار الأسد في سوريا، وبين الوزير سليمان فرنجية الذي يتحالف مع حزب الله منذ 25 سنة واكثر، وبين الحلف التاريخي القائم بين الوزير سليمان فرنجية وعائلة فرنجية وعائلة الأسد في سوريا، وبالتحديد الوزير سليمان فرنجية يقول ان الرئيس بشار الأسد هو أخي، وانه لن يسقط في الحكم وانه مستمر وانه يدعمه بكل طاقاته.
في الظاهر قد يرحب الدكتور سمير جعجع بانتخاب رئيس جمهورية، كما كان يطالب دائما بالنزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس جمهورية، والان دقت الساعة وحان موعد الانتخاب، والمرشح الاوفر حظا بعد تأييد الرئيس سعد الحريري له والوزير وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري هو الوزير سليمان فرنجية وبالتالي، فان الدكتور سمير جعجع الذي كان يحضر جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية لا يمكنه التغيّب عن جلسة انتخاب الوزير سليمان فرنجية، لكن الدكتور سمير جعجع سيكون معارضا أيضا مسيحيا وسياسيا لسياسة العهد ولسياسة الوزير سليمان فرنجية اذا تم انتخابه. هذا إضافة الى ان العماد ميشال عون والقوات اللبنانية تخطوا وثيقة النوايا المشتركة ومضوا في تحالف سياسي مشترك وقواعدهم تقترب من بعضها البعض ويمكن ان يكونوا في جبهة واحدة في حلف معارضة ضد عهد الوزير سليمان فرنجية اذا تم انتخابه.
اما حزب الكتائب وهو الحزب المسيحي الآخر، فيبدو ان زيارته للعماد ميشال عون امس الاول وللدكتور سمير جعجع أمس تعطي انطباعا بأن الكتائب لا تؤيد او تتحفظ على انتخاب الوزير سليمان فرنجية. واذا كان النائب سامي الجميل لم يؤيد الدكتور سمير جعجع في ترشحه لرئاسة الجمهورية، فان النائب سامي الجميل محرج في تأييد الوزير سليمان فرنجية، كونه لم يؤيد الدكتور سمير جعجع.
وقالت أوساط التيار الوطني الحر واوساط القوات اللبنانية انها تشعر ان حزب الكتائب ميّال الى معارضة او متحفظ على انتخاب الوزير سليمان فرنجية وقد يكون الحلف الثلاثي في البلاد بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل او سامي الجميل، لكن الأرجح ان يكون هناك حلف ثلاثي يتشارك فيه التيار الوطني الحر مع القوات اللبنانية ومع حزب الكتائب.

الحياة :

قال مصدر سياسي مواكب للاتصالات الجارية لإنجاز الصفقة حول دعم خيار رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، إن هناك جملة مواضيع تحتاج إلى إنضاج البحث فيها قبل إنجاز هذه الصفقة، بحيث لا يمكن التكهن بإمكان نجاح اعتماد هذا الخيار قبل البت بهذه المواضيع.

ويلخص المصدر السياسي نفسه هذه المواضيع بالآتي:

1 - قانون الانتخاب، الذي يشكل قضية محورية بالنسبة إلى العديد من الفرقاء. وفي وقت أفادت التسريبات بأن فرنجية يميل الى اعتماد قانون الستين، وفق ما أسر به إلى بعض الأقطاب، فإن الأحزاب المسيحية الثلاثة الرئيسة، أي «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» و «الكتائب» ليست في وارد القبول به وتصر على اعتماد النسبية، بحيث يؤدي اعتماد قانون الستين القائم على النظام الأكثري ضمن 24 دائرة انتخابية مصغرة الى عودة القوى المسيحية المهمة إلى ترداد شعارها «رفض كسر المسيحيين» عبر تجاهل مطلبها بتصحيح التمثيل المسيحي في البرلمان وفق القانون النسبي وعلى أساس دوائر موسعة أو متوسطة الحجم على الأقل.

ويرى المصدر أن قانون الانتخاب يمثل حجر الرحى في أي اتفاق على الرئيس، سواء كان فرنجية أو غيره، على رغم أن قيادات مسيحية أخرى تعتقد أن الإصرار على بت قانون الانتخاب قبل ملء الشغور الرئاسي هو خطوة تعجيزية من جهة، وافتئات على دور الرئيس العتيد في وضع هذا القانون من جهة ثانية. لكن هناك من يقول في المقابل إن اعتماد قانون الستين سينتج مشهداً قد يعيد البلد الى مشهد الحلفاء الذين توافقوا على هذا القانون إبان الوصاية السورية، أي فرنجية من المسيحيين، إضافة الى رئيس البرلمان نبيه بري و «حزب الله» اللذين لا مشكلة لديهما مع قانون الستين، وتيار «المستقبل» ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، وهو أمر يستفز القادة المسيحيين الآخرين.

ويرى المصدر أنه يصعب تصور انتخاب رئيس من دون حسم الموقف من قانون الانتخاب.

 

شكل الحكومة

2 - ما هو شكل الحكومة المقبلة، وهو أمر طرحه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في سلة القضايا التي اقترح أن تحصل التسوية السياسية الشاملة في شأنها. ويشير المصدر الى أنه رغم عدم إعلان كل من العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع الى الآن موقف كل منهما من خيار فرنجية، في موازاة ما تردد عن أن النائب سامي الجميل لم يمانع اختياره شرط الحصول على أجوبة عن جملة من العناوين، فإن تكريس الأخير دعمه خيار فرنجية يحتم تأكد الكتائب من موقعها في أي تركيبة حكومية مقبلة، وإذا كانت رئاسة فرنجية ستقوم على دعم قوتين من الفرقاء المسيحيين الثلاثة، الكتائب إحداهما، فمن الطبيعي أن تحرص الأخيرة على الحصول على تمثيل وازن في الفريق الحاكم الحليف للعهد الرئاسي الجديد، بحيث لا يتم التفريط بأهمية المواقع التي يفترض أن تحصل عليها بعد انتخاب رئيس للجمهورية.

3 - الموقف السياسي للعهد الرئاسي الجديد والحكومة التي ستتشكل بعد انتخاب الرئيس. وهذا يشمل الموقف من الأزمة السورية، وسياسة النأي بالنفس حيال التطورات فيها وتدخل «حزب الله» بالمعارك في الداخل السوري، وموضوع سلاحه، وقضية النازحين. وهي قضايا يفترض أن يتضمنها البيان الوزاري لأي حكومة مقبلة، بحيث يتم استباق الخلاف على هذه المواضيع بالتوازي مع الاتفاق على رئاسة فرنجية إذا كان فريق الحريري والقوى التي قد تقبل بخياره في تحالف 14 آذار أرادت تحديد الأسس التي أوجبت عليها التنازل بالقبول برئيس من فريق 8 آذار.

وإذ يقول المطلعون على لقاء الحريري مع فرنجية الأسبوع الماضي إنهما تطرقا إلى هذه المواضيع، فإن المصدر السياسي المواكب لهذه الاتصالات يعتبر أن لا بد للقوى الحليفة للحريري وتلك الحليفة لفرنجية من أن تطرح عليهما الأسئلة في شأنها وتحصل على الأجوبة المطلوبة.

وإزاء طرح حزب الكتائب مجموعة من العناوين هي ذاتها تقريباً، فإن مصدراً مطلعاً على لقاء النائب سامي الجميل مع الحريري يقول إن الأخير قدم أجوبة الى رئيس الكتائب عما توصل إليه مع فرنجية، لكن لدى الجميل حرص على التدقيق في هذه المواضيع، وهناك اتصالات تجرى أو ستجرى بين الكتائب وبين فرنجية من أجل توضيح بعض الأمور في صددها. وعلمت «الحياة» أن الكتائب يريد ضمانات وأن البحث فيها ما زال في بداياته.

 

رئيس لادارة الخلاف

وفي تقدير أحد الأقطاب السياسيين أن البتّ في هذه المواضيع كلها لن يُحسم في مجمله منذ الآن، باعتبار أن هناك جـــوانب ستــترك لمرحلة ما بعد انتخاب الرئيس، وأن نجــــاح خيار فرنجية لن يأتي نتيجة حل شامل لكل العناوين الخـــلافية، لأن بعضها مرتبط بالوضع الإقليمي، وبالتالي فإن رئيس الجمهورية المقبل ستكون له إدارة الخلافات القائمة.

وفي كل الأحوال، فإن استكمال البحث والتدقيق في هذه المواضيع كافة يتطلب وقتاً، في شكل يخيّب التوقعات بأن تنجز الصفقة على الرئاسة سريعاً كما توقع البعض

 

الحياة :

صعّد الكرملين «الحرب الكلامية» ضد أنقرة ووصف تصرُّف سلاح الجو التركي بأنه «جنون» وسط مؤشرات إلى ربط موسكو المسار السياسي في سورية بتقدّم العمليات العسكرية، وعبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن «حزنه» لإسقاط طائرة «السوخوي» الروسية، وأمل بألا يتكرر هذا الحادث «أبداً»، وسط مساعٍ لعقد لقاء يجمعه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة المناخ في باريس غداً. وأفيد في طهران بوجود جهود إيرانية لـ «التهدئة» بين موسكو وأنقرة.

ميدانياً، سقط 30 مدنياً بين قتيل وجريح بقصف قوات النظام السوري حي القابون شمال دمشق، فيما كثّف الطيران الروسي غاراته على مناطق التركمان في ريف اللاذقية.

وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «الحديث عن إجراء انتخابات في سورية أو حتى دفع التسوية السياسية يبدو غير واقعي في ظل سيطرة المنظمات الإرهابية على جزء كبير من الأراضي السورية». واعتبر مراقبون كلامه اقتراباً من موقف دمشق الذي عبّر عنه الرئيس بشار الأسد قبل أيام عندما كرر أن الحل السياسي لا يمكن أن يحصل قبل «دحر الإرهاب واستعادة المناطق» الخارجة عن سيطرة نظامه.

ولاحظ بيسكوف أن بعض البلدان بدأ يتراجع عن «المواقف غير الواقعية المتعلقة بضرورة رحيل الرئيس الأسد»، مشيراً إلى «تعاظم الفهم بأنه في ظل سيطرة داعش والنصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية على جزء كبير من أراضي سورية، لا يمكن الحديث عن مسار سياسي. بدأ الشركاء يدركون أن القوة الوحيدة التي تحارب الإرهاب على الأرض هي القوات المسلحة السورية».

وصعّد بيسكوف اللهجة مع تركيا، معتبراً إسقاطها القاذفة الروسية «تحدياً غير مسبوق» و «جنوناً». وزاد أن موسكو لا يمكن أن تتساهل مع الحادث، مشيراً إلى أن الرئيس التركي «أدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ورطة بسبب تصرفاته».

في المقابل، قال أردوغان في لهجة تهدئة: «أنا حزين للحادث. نتمنى لو لم يحصل، لكنه حصل. آمل بألا يتكرر». وأضاف أمام مناصريه في برهانية (غرب تركيا): «نأمل بألا تتفاقم القضية بيننا وبين روسيا وألا تترك عواقب وخيمة في المستقبل». وجدد دعوته بوتين الذي كان اعتبر إسقاط القاذفة «طعنة في الظهر»، إلى لقاء يجمعهما في باريس على هامش قمة المناخ، مكرراً أنه يمكن أن يشكّل فرصة لإصلاح العلاقات. وقال: «روسيا مهمة لتركيا كما تركيا مهمة لروسيا. البلدان لا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما، ويجب ألا ندع القضية تتفاقم إلى حد يقضي على علاقاتنا بالكامل».

وفي طهران، قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن إيران دعت الحكومة التركية إلی ضبط النفس وعدم التصعيد مع روسيا. وأردفت أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أجری اتصالين هاتفيين مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والتركي فريدون سنيرلي أوغلو، لتهدئة الأمور بينهما، و «سمع كلاماً روسيّاً في غاية الاستياء من السلوك التركي، إذ إن بوتين منزعج كثيراً من سلوك أردوغان الذي دعا إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي (بعد إسقاط الطائرة الروسية) بدل العمل لتطويق الحادث». وتابعت المصادر أن ظريف «سمع، في المقابل، كلاماً يتضمن ليونة في الموقف التركي الذي أكد عدم رغبته في التصعيد، لأن تطوّر الأحداث لا يصبّ في مصلحة البلدين».

ميدانياً، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى جرح 27 شخصاً بقذائف أطلقتها قوات النظام السوري على حي القابون شمال دمشق. وهذه هي المرة الأولى التي تقصف قوات النظام الحي الخاضع لنوع من التهدئة منذ سنة بعد اتفاق مع المعارضة. وأضاف أن قاذفات «يُعتقد بأنها روسية» أغارت على جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية «وسط اشتباكات في محور جبل النوبة وجب الأحمر ومحاور أخرى».