إسقاط المقاتلة الروسية في الحدود التركية السورية من قبل تركيا ، سيكون له تداعيات كبيرة ليس على مصير الحرب السورية فحسب بل على مستوى العلاقات الروسية - التركية والعلاقات الروسية - الإيرانية .

هناك محللون يعتبرون أنّ إسقاط الطائرة التركية ردّ أميركي تركي على التقارب الروسي الإيراني ، وهناك من يرى بأنّه ناتج عن امتعاض تركيا من استهداف الصهاريج التي تقوم بنقل النفط من ولايات داعش في سوريا إلى تركيا حيث إنّ طائرات السوخوي الروسية قامت باستهداف تلك الصهاريج .

 

وقف الرئيس الإيراني حسن روحاني بجانب الروس عندما اتهم ضمنياً تركيا بدعم الإرهابيين وصرّح بأن الطائرة الروسية كانت في الأجواء السورية حينما أسقطت.

وتساءل الرئيس روحاني :

لمن يبيع الإرهابيون النفط؟ وإلى أين تتجه صهاريج النفط التي تسير في الأراضي السورية؟! في إشارة واضحة إلى أن تلك الصهاريج تهرب النفط السوري إلى تركيا.

وتساءل روحاني:

 لماذا لا تتصدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لهذه الأمور؟ وكيف يشتري المتشدقون لمكافحة الإرهاب هذا النفط من الإرهابيين بأسعار رخيصة؟

كما اتهم الأوربيين وتركيا بتسليح المعارضة بأسلحة متطورة متسائلاً: من أين أتوا بهذه الأسلحة المتطورة والصواريخ المضادة للدروع المتطورة التي يمتلكونها وحتى الصواريخ المحمولة على الكتف المضادة للطائرات؟ ومن قام بشرائها لهم؟ إنه واضح من أين جاءت هذه المعدات وأين إنتجت وأين خزنت؟

وأشار روحاني إلى تنقل الإرهابيين في بعض الدول بحرية، ويبدو أن (بعض الدول) عبارة عن تركيا التي تعتبر جبهة النصرة غير إرهابية وتتعامل مع تلك الجماعة الإرهابية كمعارضة معتدلة، بالرغم من تصنيفها في لائحة الجماعات الإرهابية دولياً.

وصعّد الرئيس روحاني من لهجته ضد تركيا واعتبر أن إسقاط الطائرة الروسية اعتداء تركي على طائرة روسية كانت في الأجواء السورية بالقرب من حدود تركيا وفق معلومات وصلت للرئيس روحاني .

 

إن وقوف النيتو وخاصة الولايات المتحدة بجانب تركيا سوف تُعمّق العلاقات العسكرية الإيرانية الروسية، وتشتد وتيرة العلاقات الشاملة بين إيران وروسيا .

 أقرّ الرئيس بوتين قبيل زيارته لطهران قانوناً يسمح بالتجارة النووية مع إيران والتعامل النووي معها، كما أصدر أمراً رئاسياً بتسليم إيران منطومة الدفاع الصاروخي أس 300.

واقتصادياً وبعد إغلاق الرحلات السياحية من روسيا إلى تركيا سوف تكون إيران من المحطات الرئيسية للسياح الروس الذين يستبدلون أصفهان وشيراز ويزد وكرمان والجزر الإيرانية على انتاليا  واسطنبول.

أما سوريا ستشهد المزيد من التنسيق والتناغم الإيراني- الروسي ويجب التنبه بأن بطل الجودو فلاديمير بوتين يستخدم فنون الجودو في السياسة جيداً وأهمها فن المباغتة أو المفاجئة، فإن تأجيل الردّ من قبل الروسي ليس معناه التنازل عن الردّ .

إيران ستتلقى ثمن دعمها للروس مقابل تركيا ولكن من المؤكد أن تركيا لن تأمن شرّ الدب الروسي الجريح .