إن فوضى السلاح بغير ضابط قانوني ، وإنتشاره ، هو السبب الذي يؤدي إلى تزايد جرائم القتل وتفاقمها ، لدرجة أصبح الموت أسهل من "شربة مي" وما عاد هناك من قيمة للروح البشرية ..

فالتسلح أصبح رائج بين فئة الشباب ، الذين يتعاملون معه بقلة مسؤولية ، ويعتبرونه دليل قوة ورجولة ، حتى إنّهم يتفاخرون به فينشرون الصور على مواقع التواصل الإجتماعي ولا أحد يسأل إن كان هذا السلاح مرّخص أو غير مرّخص ...

الجرائم التي نتجت عن هذه الغوغائية الأمنية لا تعدّ ولا تحصى وأغلبها لأسباب لا منطقية ، لنجد أن ثقافة الموت قد انتشرت بشكل مرضي ، واًصبح المنطق الإنساني مغيب ..

ففي ظل واقع لبناني مليء بالمشكلات وبالأزمات ، وفي ظل البطالة والفقر ، وجد الفلتان الأمني طريقه ليزداد ويتفشى ..

 

لنجد أنّ لبنان ما كان ينقصه إلاّ الموت لتكتمل مآسيه ..

 

ففي يوم أمس تكررت جريمة جورج الريف على طريق المطار قرب مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية ، أما الضحية هذه المرة كان علي برجكلي (مواليد 1981 النبطية ) ، وسبب الجريمة فهو "أفضلية المرور" وهي ليست المرة الأولى التي تقع بها جريمة وهدر دماء لهكذا سبب ...

 

علي قتل وقبله جورج ، لتتحول طرقات لبنان إلى أزمات موت ، وليصبح السلاح مستعد في أي وقت ليطلق رصاصة الموت فيردي قتيلاً "لا ذنب له سوى أنه في بلد الفلتان" .