بدايةً لا بد من الوقوف عند ما جرى في المحطة الرئيسية بميونح... حين قدم الالمان بقرار ذاتي كافة المأكولات المشروبات والماء والحليب لكافة اللاجئين السوريين حين استقبالهم  قادمين من النمسا في محطة القطارات أثناء عبورها ....بعد معاناة نزوح طويلة، ومراجعات دولية ونقاشات قومية على مستوى الدول المضيفة للنازحين وتلك العابرين من اراضيها وعبرها.....لننتقل بعدها إلى المشهد اللبناني حيث: (تطلب حركة  "أمل" من 10 آلاف سوري مغادرة "النبطية" خلال 3 أيام... فقد طلب مسلحون في مدينة "النبطية" اللبنانية من العائلات السورية إخلاء المدينة أيّام الجمعة والسبت والأحد، من دون توضيح الأسباب. ورجحت مصادر أن يكون هؤلاء المسلحّون من حركة "أمل"، وأنّ هذا الإجراء الأمني هو احترازيّ قبيل بدء التحضيرات والاستعدادات لإحياء ذكرى اختفاء وتغييب الإمام "موسى الصدر"، في 30آب/أإسطس الجاري. كما نقل موقع "جنوبية" عن أوساط في حركة "أمل" التي يتزعمها "نبيه بري" ..... وتساءلت "عن الحكمة في هذا القرار،..، ألم يكن من الأفضل، إذا كان لا بدّ من إجراء اتجاه السوريين، أن يُطلب منهم التزام أماكن سكنهم وعدم مغادرتها يوم الاحتفال". حيث يقيم في النبطية أكثر من عشرة آلاف سوري ويشكّل جزء كبير منهم اليد العاملة الأساسية في الحركة التجاريّة والعماليّة عموماً)... هذين الموقفين المتناقضين يكشفان زيف الشعارات القومية والعروبية وحتى الدينية... وإذا كان جمهور حركة امل يجبر النازحين على الخروج إلى المجهول ... حرصاً وخوفاً وحقداً... فإن الجمهور الألماني رغم وجود متطرفين في صفوفه وقوميين يرفضون الآخر، إلا ان جزءاً هاماً من هذا الشعب عبر عن حسه الانساني ومشاعره البشرية تجاه شعب يعاني ومواطن سوري يجبر على النزوح وإخلاء ارضه بسلاح إيراني وروسي وبأيدي مذهبية وطائفية رأس حربتها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.... هذا المشهد العنصري في مدينة النبطية الذي يضج بالحقد والضغينة وانعدام المسؤولية مع غياب المؤسسات الأمنية الراعية والضامنة والمؤتمنة على أمن المواطن اللبناني وكل مقيم على الأرض اللبنانية ... وفقدان اللاجيء السوري لأبسط حقوقه في الحصول على الرعاية وشعوره بالأمن والأمان الذي افتقده في وطنه وعلى يد نظامه وحلفائه من المذهبيين والطائفيين.. يدفعنا للتساؤل عمن هو المسؤول عن هذا المشهد وهذا السلوك وهذه التعبئة والتحريض..... وللعلم فإن حركة امل يتزعمها ويقودها رئيس المجلس النيابي اللبناني والمؤسسة التشريعية في لبنان...؟؟؟؟؟ وإذا كان زعيم حركة امل نبيه بري وافق على هذا السلوك فلم يستنكره ولم يقم بإدانته ولم يعلن رفضه له.. فكيف انا المواطن اللبناني سوف اكون على قناعة بأن من اطلق مبادرة للحوار سوف يكون اميناً على بنودها التي طرحها ومناقشتها وتنفيذ نتائجها.... فقد قال بري في خطابه في النبطية بعد خروج اللاجئين السوريين ما يلي: لذلك وإزاء السواد الذي يحيط بلبنان ويحيق به، فإنني سأدعو في العشر الأول من شهر أيلول، يعني حد أقصى من الآن وحتى العاشر من أيلول الى حوار يقتصر هذه المرة بالإضافة الى رئيس الحكومة على قادة الكتل النيابية لا يختلف كثيراً عن حوار في الشكل عن 2006، ولكنه يختلف في المضمون. وسيكون جدول الحوار حصراً: البحث في رئاسة الجمهورية. عمل مجلس النواب. عمل مجلس الوزراء. ماهية قانون الإنتخابات. ماهية قانون استعادة الجنسية. مشروع اللامركزية الإدارية. ودائماً موضوع دعم الجيش اللبناني. وبالفعل فقد وجَّه برّي الدعوات إلى قادة الكتل النيابية لاجتماع «هيئة الحوار الوطني» في التاسع من الجاري في مجلس النواب، وذلك عبر نوّاب من كتلته النيابية. وأكّد برّي أمام زوّاره أمس أنّ طاولة الحوار «ستكون فرصةً أخيرة للَبنَنة الاستحقاقات الداخلية وعلى رأسِها استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، محَذّراً مِن إضاعة هذه الفرصة لئلّا يدخلَ لبنان في الفوضى». وأشار إلى أنّه مهّد لمبادرته باتصالات داخلية وخارجية سبقَت الحراك الشعبي في وسط بيروت بأكثر من عشرة أيام، وكانت حصيلتها ترحيباً بهذه المبادرة وتشجيعاً كبيراً عليها. وقال إنّه اتّصلَ بالرئيس سعد الحريري فأكّد أنّه سيَحرص على الحضور إذا سمحَت له ظروفه. وأكّد «أنّ الحوار سيكون حصرياً بجدول أعماله، وقد يتحوّل ورشة عملٍ دائمة، بحيث يمكن أن تنعقد جلساته صباحية ومسائية، «لأنّه لا بدّ لنا من الإسراع في مناقشة البنود، خصوصاً أنّ أوضاع البلاد باتت لا تتحمّل أيّ تأخير». وعن نسبة نجاح الحوار قال برّي: «النسبة هي صفر في المئة أو مئة في المئة». وأكّد «أنّ الأولوية بالبحث يجب ان تكون لموضوع رئاسة الجمهورية»، وقال: «كلّ ما سيتَّفَق عليه في الحوار سينفَّذ بالتأكيد، لأنّ مرجعَه مجلس النواب، فإذا اتّفقنا مثلاً على انتخاب رئيس جمهورية فإنّني سأدعو المجلس الى جلسة لانتخابه خلال 24 ساعة».... السؤال الذي يطرح نفسه هو هل فجاة استشعر بري بشغور موقع رئاسة الجمهورية.. وهو الشاغر منذ سنة ونصف تقريباً...؟؟؟وهو الذي يعلن عن جلسات انتخاب الرئيس الشكلية والفاشلة سلفاً بقرار ايراني... حتى قبل ان تعقد...أم ان هناك مستجدات كثيرة ومتغيرات اقليمية يشعر بها كل مواطن عربي وكل مقيم في دائرة دول الصراع الأمني والسياسي بحرارتها.... وكذلك أحس بها اليوم بري الذي لم ير ضرورة للحوار قبل عام ونصف لانتخاب رئيس الجمهورية حين كانت امور واوضاع راعيه الاقليمي أكثر قوة...... ولكنه شعر بضرورته الان مع تراجع قوة محوره ..؟؟؟؟ من يتحمل خسائرالاقتصاد اللبناني وانهيار القواسم المشتركة بين اللبنانيين وتهديد السلم الأهلي وتحميل الصيغة اللبنانية اعباء تتجاوز دورها وتصويرها على انها سبب الفشل والعجز في حين ان التراجع والفوضى السياسية والأمنية هي مسؤولية السلاح غير الشرعي الذي تتسلح به حركة امل وحزب الله... برعاية امنية رسمية ولكن غير شرعية...؟؟؟ ومن الذي يعطل الحركة والحياة السياسية.. واسس لفوضى التظاهر والاعتداءعلى الممتلكات العامة والخاصة وكانها محاولة لتحقيق حلم بشار الأسد بتدمير ممتلكات الوسط التجاري في بيروت..؟؟ قبل أفول نجم الأسد عن السلطة وقد اصبح قريباً.....؟؟؟ الحوار الذي دعا اليه بري مصيره الفشل لأنه يتضمن نقاط وبنود غير اساسية.. فهل مناقشة اللامركزية الادارية ضروري الآن وفي هذه المرحلة من تاريخ لبنان بغياب رئيس للجمهورية.....؟؟؟؟ ام ان تعدد نقاط البحث قد يطيل النقاش والحوار ريثما تتبلور الأمور فإما يتم التفاهم الاقليمي والدولي ويتم انتخاب رئيس، او يتسلم الجيش زمام السلطة وهذا ما يتم التحضير له دولياً وعبر سفارات ومنظمات دولية...؟؟؟؟ بأيدي محلية ..؟؟؟ فهل مبادرة بري هي عودة وعي لضمير سياي لبناني ام اتباع لسياسة الهروب الى الامام ومحاولة شراء مزيد من الوقت والاستثمار في الفوضى وانتظار وترقب تغييرات اقليمية ربما وربما تكون في مصلحته مرة ثانية....؟؟؟ ولكن مع الاشارة إلى ان سلوك ميليشيات امل وحزب الله مع اللاجئين السوريين تؤسس لعداء تاريخي مع الشعب السوري بعد انتهاء ازمته ومن يتحمل مسؤولية تلك الأزمة..؟؟؟؟؟