اعتصم ناشطو حملتَي "طلعة ريحتكم" و "حلّوا عنا" وناشطون من الحملات الأخرى في الطبقة الثامنة من وزارة البيئة في مبنى اللعازرية بوسط بيروت، بالتزامن مع تجمّع عدد كبير من المواطنين في الشارع أمام مبنى الوزارة في محاولة منهم للضغط عليه لتقديم استقالته.
لم يرق التحرّك للمسؤولين فصدرت الاوامر للأمن بتطويق المعتصمين وانتشرت القوى الامنية في حرم مبنى وزارة البيئة، وعمدت على إقفال كلِّ مداخل مبنى اللعازرية، مانعةً أي شخص من الدخول أو الخروج، فيما استُقدمت تعزيزات أمنية كثيفة من فرق مكافحة الشّغب وفريق من فوج إطفاء بيروت الى شوارع وسط بيروت. وتزامناً، طوّق عدد من الشُّبان المبنى من الخارج مراقبين كلَّ المنافذ التي توقّعوا أن يستخدمها وزير البيئة للخروج من مكتبه.
أُطفأت المكيّفات وانقطعت المياه عن المعتصمين كما انقطعت الكهرباء عن أقسام من الوزارة، وأُقفلت أبواب المراحيض كوسائل ضغط على المعتصمين، وسُجّلت حالات إغماء عدة، وأُطلقت مناشدات عدة الى الصليب الاحمر اللبناني.. ومع ذلك بقي المعتصمون وأصروا على حسم الامر.
لاحقاً عمدت القوى الامنية الى إخراج الصحافيين والصحفيات بالقوة من المبنى بالكامل، لتحل محلهم فرق مكافحة الشغب، بعد قطع الامن للبث المباشر من داخل الوزارة، وبالقوة والعنف عاد وأُخرج عدد من المعتصمين وقد بدت عليهم آثار التعرّض للضرب واضحة، وكان عنوان التعامل معهم من قبل فرق محافكة الشغب العنف المفرط. 
هذا وسُجل إصابة للمخرج لوسيان بورجيلي بعد تعرضه للضرب على يد قوى الأمن وهو احد الناشطين الذين نفذوا الاعتصام داخل وزارة البيئة، كما عملت فرق الاسعاف على إخراج الناشطة نعمت بدر الدين وهي في حالة إغماء. وقد روت بدر الدين بعد أن جرى نقلها إلى احدى المستشفيات كيفية تعرضها للضرب على يد القوى الامنية داخل المبنى.
ومساءً، أوفد وزير الداخلية نهاد المشنوق فريقا أمنيا من الوزارة للتفاوض مع المعتصمين الـ 14 الذين عمدت القوى الأمنية على احتجازهم في الطبقة السفلى من مبنى وزارة البيئة بعد أن أخرجت عددا من المعتصمين وهم مكبلي الأيدي، واعتقلت عددا اخر؛ إلاّ أنّ المعتصمين رفضوا الخروج إلى حين تلبية مطالبهم بمحاسبة كل من اعتدى على المتظاهرين واستقالة وزير البيئة. 
عندها، وبعد مرور ساعات على تواجدهم بالداخل، عملت القوى الامنية على إخراج جميع المعتصمين بالقوة من المبنى بعد تعرضهم للضرب المبرح. وعلى الاثر، تمكّن وزير البيئة محمد المشنوق من مغادرة المبنى من الباب الخلفي بعد أن بقي محتجزا داخل مكتبه لأكثر من 9 ساعات.
ومع هروب المشنوق شارف الاعتصام على نهايته لليوم مع تأكيد الناشطين على الاستمرار بتحركهم في الأيام المقبلة. 
هذا ونفذ عدد من المواطنين اعتصاما أمام سرايا طرابلس تضامناً مع المعتصمين في بيروت وللمطالبة باستقالة وزير البيئة.
وفي السياق، أصدرت كتلة المستقبل بياناً رأت فيه أن دخول وزارة البيئة يخدم من يتوسل الفوضى، وأكدّت رفضها لإقالة "أي وزير بهذه الطريقة الانقلابية".