فور الحصول على الإتفاق النووي، تسابق الأوروبيون على زيارة إيران لدراسة التعاون الإقتصادي والسياسي وبحث المواضيع المشتركة، وكان لافتاً أن الأوروبيين لم يتريثوا إقرار التوافق من قبل مجلس الأمن، حيث أنهم كانوا يثقون بإقراره له .

بعد زيارة نائب المستشارة الألمانية ووزير الإقتصاد الألماني في الأسبوع الماضي ومعه وفد تضمن 60 شخصاً من رجال الأعمال ، وزيارة المنسقة الأوروبية للشؤون الخارجية قبل يومين عائدة من السعودية ، استقبلها محمد جواد ظريف وهو عائد من زيارة الكويت وقطر والعراق، اليوم تستضيف إيران وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس .

سبق زيارة وزير خارجة فرنسا لإيران بيوم نشر صحيفة إيران الحكومية المقالة الإفتتاحية ليوم الثلاثاء بقلم فابيوس، وهذه أول مرة بعد أربعة عقود تقريباً ، وأن يكتب وزير خارجية أوروبي المقالة الإفتتاحية لصحيفة إيران الحكومية ممّا يدل على أن الإيرانيين نسوا العراقيل الفرنسية أمام حصول التوافق في لوزان .

أكد لوران فابيوس على أهمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الإقتصادية والتجارية كما على دور إيران في مكافحة داعش .

هكذا فتحت إيران أبوابها على أوروبا بعد التوافق النووي ، ولكن الإيرانيون لا يعتبرون أنفسهم في غنى عن جيرانهم العرب ، ولهذا نرى أنّ الوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ، يتجه إلى المنطقة بعد غياب طويل عنها بسبب انشغاله في الملف النووي .

وزيارة ظريف للكويت وقطر ثم العراق ، كانت تستهدف إلى لفت الأنظار بخطر داعش ، التي احتلت العراق وضربت الكويت وتهدد الجميع ، بما فيهم الداعمين السابقين ، من أمثال تركيا وقطر .

رافقت زيارة ظريف لتلك البلدان ، تصريح علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى بأنّ إيران حريصة على الحوار مع السعودية وأنه ليس من الضروري أن يكون هناك تطابق بين إيران والسعودية في القضايا الإقليمية ، في إشارة إلى ضرورة إبقاء الجسور الدبلوماسية رغم استمرار الخلافات، كما رأيناه في العلاقات الإيرانية التركية التي لم تتأثر بالخلافات الحادة بينهما على الموضوع السوري .

يبدو أنّ الرئيس روحاني لديه أولوية لتوطيد العلاقات مع الجيران العرب ، ويحاول أن يحبط مخططات وأحلام الأعداء لزرع بذور الفتنة في المنطقة وبين المسلمين .

من المؤسف جداً أن نرى رئيس وزراء الكيان الصهيوني يراهن على الخلاف بين إيران والعرب، على تشكيل معسكر من الكونين : العبري والعربي ، وبقيادة المكون العربي ، لمقاومة الفرس، بينما الفرس لا يرون أنفسهم غريباً عن الجسم العربي الإسلامي .

ستشهد العلاقات الإيرانية العربية ، تحولات نوعية بعد عودة الوزير ظريف إلى المنطقة، التي يرافقها هدوء نوعي في العلاقات الإيرانية الأميركية والأوروبية .