مع كل الصعوبات التي يعاني منها لبنان ،فراغ في موقع الرئاسة .. وتعطيل للمؤسساته السياسية لمطالبة بالفيدرالية ، لإنقسامات واتهامات ، ما زال شعبه يؤمن بالحياة ، فبلد النفايات كما يسمونه ، استقبل 100 مهرجان وصلت الحجوزات بها إلى 100% .

فاللبناني على الرغم من التزعزع الأمني ومن نتانة الوضع والرداءة الإقتصادية ما زال محباً للحياة بكل ألوانها ، فهذه طبيعة هذا الشعب الذي لا ينكسر والذي يظل يبحث عن بوابات الفرج.

هذه المهرجانات التي تحاول إعادة لبنان كبلد الجمال وإعادة صفة باريس لبيروت ، تبرز أقصى ما تستطيعه ، لجذب الجمهور لا سيما من جيل الشباب اللبناني الذي يريد التفلت من أخبار القتل والخطف ورائحة النفايات المنبعثة من عاصمة بيروت الإدارية ، ومن التجاذبات فيجد لنفسه متنفساً في أجواء الغناء والرقص والطرب والفولكلور.

ومع الوضع اللبناني المذري يضاف إليها الإهمال لقطاعات السياحة والثقافة والفن ، غير أن المواطن ما زال يحيا على فطرته "الفرحة" والعاشقة للحياة، وما زال يبحث عن التسلية والترفيه وعن ألوان الفنون وبديعها ؟؟؟

ولكن ماذا عن الدولة والحكومة التي لا تلتفت لا لمصلحة وطن ولا لمصلحة شعب ، والتي تضع لبنان وحضارته على آخر جداول أعمالها تاركة إياه مأوى للحشرات والأوبئة في ظل أزمة النفايات وأزمة السياسة.

فلتتعلم الدولة من المواطنين ، ومن منظمي المهرجانات ومن الفنانين والمثقفين ، فهؤلاء حضارة لبنان في ظل حكومة أقل ما يقال عنها "متخلفة"..