المزعج والمقلق بالمشهد العام الذي إجتاح لبنان بعد تسريب فيديوهات التعذيب الوحشي لسجناء رومية ، ليست هي صورة إجرام السجّان ولا مظلومية السجين ، وليست هي أيضاً ما عكسته هذه الأفلام من تدهور قيَمي في مؤسسات الدولة، وغياب ضوابط القوانين .

إنّما المرعب أكثر، كان إنقسام اللبنانيين بردّات فعلهم على الحدث ، فالمساجين هم من أهل السنة وبالتالي فإنّ الظلم الواقع عليهم لا يعني قسماً كبيراً من الشيعة وأنسبائهم !!

وكذلك أفترض سيكون الحال لو أنّ ظلماً كان قد وقع على أناسٍ من الشيعة ، فلن يُعنى قسم كبير من أهل السنة بذلك ،  وبهذا التمييز يكمن التدهور الإنساني الحقيقي  ...

 فعندما " يتمذهب " الظلم ، أو يتحزب أو حتى يسيس  ، وبالتالي يصبح هنالك ظلمٌ مقبولٌ  أو مسكوت عنه ...  فتلك هي بدايات الهاوية .