رالف والدو إمرسون    أديب وفيلسوف وشاعر أمريكي. كان أحد أبرز أعلام الفلسفة المتعالية في أوائل القرن التاسع عشر. وكان من دعاة الفردانية.   ولد إمرسون في بوسطن في ماساتشوستس في 25 مايو 1803. ابنا للسيدة روث هاسكنز والسيد وليم إمرسون. اخذ اسمه الاول رالف من اسم خاله. واسمه الاوسط والدو من اسم جدته. رالف والدو كان الثاني لخمسة اخوة. وبقي هو واخ له على قيد الحياة والثلاثة الآخرون كلهم ماتوا في الطفولة. الفتى رالف والدو إمرسون، مات والده بسبب سرطان المعدة في 12 مايو 1811، قبل أقل من أسبوعين من عيد ميلاد إمرسون الثامن. تربى إمرسون عند والدته التي كانت من المثقفات المتدينات مثلها مثل باقي نساء العائلة ومن ضمنهم عمة الفتى ماري التي كان لها تأثير عميق على إمرسون الصغير. عاشت العمة ماري مع العائلة على فترات متقطعة وبقيت تراسل إمرسون باستمرار حتى موتها في 1863. بدا امرسون الدراسة الابتدائية في المدرسة اللاتينية في بوسطن في 1812 حين كان في التاسعة. في أكتوبر 1817 في الرابعة عشرة ذهب إمرسون إلى كلية هارفرد. واوكله رئيس الكلية مهمة إحضار أسماء الطلبة المتغيبين والمهملين وإرسالها إلى الإدارة. في سنته الاولى بدأ إمرسون يقرا قائمة كبيرة من الكتب ثم بدأ يكتب ملخصات لها في أحد المجلات، وكان له سلسلة مقالات اسمها " العالم الكبير ". أخذ امرسون الطالب يشتغل ويحصل المال حتى يغطي نفقات الدراسة، فقد كان يعمل نادلا في مطعم ومدرسا خصوصيا ويعمل مع عمه صامول في ماساتشوستس. بحلول سنة تخرجه قرر أن يتخلى عن اسمه الاول رالف واختار اسمه الاوسط والدو. كان إمرسون شاعرا وكان يسمى في فصله "شاعر الفصل". وكان يلقي القصائد بشكل مستمر في احتفالات الكلية. وتخرج من الكلية رسميا في 29 أغسطس 1821 حين كان في الثامنة عشرة من عمره. على الصعيد التعليمي لم يكن امرسون طالبا متفوقا بل كان ترتيبه في الوسط في فصله المكون من 59 طالبا. وفي عام 1826 تقريبا خلال رحلة شتوية إلى فلوريدا التقى امرسون مع الأمير الفرنسي أخيل ماورت، ابن اخت نابليون بونابارت. وكان الامير ماروت يكبر امرسون بسنتين فقط. وأصبح الاثنان صديقين مقربين جدا. وكان الاثنان يتشاركان النقاشات المستنيرة عن الدين والمجتمع والفلسفة والحكومة.   بعد تخرجه من هارفرد اشترك إمرسون مع أخيه وليم في تدريس الدروس الخصوصية في البيت للطالبات في منزل والدتهم. وكان إمرسون قبلها قد أسس مدرسة خاصة ماساشوستس. بعد ذهاب أخيه إلى ألمانيا لدراسة اللاهوت في مدينة غوتنغن أصبح إمرسون يقوم بالدروس لوحده. بعد ذلك عمل إمرسون في كلية هارفد للاهوت. في مايو 1828 أخو إمرسون الأصغر وليم الذي كان يعمل مع المحامي دانيل وبستر كان أرسل إلى مكلن أسيلوم.   المأساة الأسرية إيدوارد الأخ الأصغر لايمرسون تخرج بتفوق وبترتيب الأول على زملاء فصله من جامعة هارفارد وعمل محاميا بمكتب المحامي المشهور دانيال وبستر. بعدها بشكل مفاجئ بدأت الحالة الصحية لإدوارد بالتدهور. وبعد فترة أصابه انهيار عصبي. وتم نقله إلى مصح عقلي في 23 يونيو 1828. وعلى الرغم من تعافيه جزئيا من المشاكل العصبية إلا أنه توفي بمرض السل سنة 1834. تزوج إمرسون المرة الأولى من إلين توكر وكان عمرها 18 عاما. انتقل الزوجان للعيش في بوسطن، ثم جاءت أم إمرسون للعيش معهم من أجل ان تعتني بإلين التي أصيبت بمرض السل. بعد أقل من عامين توفيت إلين بسن العشرين في 8 فبراير 1831،وكانت كلماتها الأخيرة: "لم أنس السعادة والبهجة". تأثر إمرسون بشكل قوي بوفاتها وكان يزور قبرها باستمرار. وفي افتتاحية أحد الجرائد بتاريخ 29 مارس 1831 كتب إمرسون: "زرت ضريح إلين وفتحت التابوت". أخ أخر لإيمرسون أصغر سنا، شارلز، ولد سنة 1808 وتوفي سنة 1836، حيث كان ثالث شخص مقرب لإيمرسون.   === الكنيسة ===  دعي إمرسون ليعمل في كنيسة بوسطن الثانية قسا مبتدئا وعين في 11 مارس 1829. بعد وفاة زوجته كثرت خلافاته مع الكنيسة وكتب في جريدته في يونيو 1832: "أفضل قرار يقوم به الوزير هو ترك الوزارة. المهنة تكبل الإنسان. في هذا العصر المتغير المتطور. لا نزال نقدس عادات بالية لأجدادنا". بعد خلافات كثيرة مع مسؤولي الكنيسة على التعامل مع المصلين وتخوفهم من الصلاة الجماعية استقال في العام 1832. وقد كتب عن ذلك الحدث "تعاملهم مع ذكرى المسيح لا يعجبني. وهذا سبب كاف حتى استقيل". جال إمرسون أوروبا في 1832 وكتب عن هذه الرحلة بعد ذلك بفترة طويلة كتابا سماه ذكريات إنجليزية ونشر عام 1857. غادر ميناء ياسبر في يوم عيد الميلاد سنة 1832 وأبحر إلى مالطة. خلال هذه الرحلة الأوربية ذهب إمرسون إلى إنجلترا حيث التقى بأدباء كبار مثل ويليام ووردزوورث وصامويل تايلر كولريدج وجون ستيوارت مل وتوماس كارليل. وكان كارليل خاصة له أكبر الأثر على إمرسون. وأصبح إمرسون بعد ذلك الناشر الحصري لكتب كارليل في الولايات المتحدة. بقي إمرسون على تواصل مع كارليل حتى وفاة الاخير في 1881. عاد إيمرسون إلى الولايات المتحدة في 9 أكتوبر 1833، وعاش مع أمه في نيوتن، حتى نوفمبر 1834 عندما انتقل إلى كونكورد، ليعيش مع جده د. عزرا ريبلي الذي أصبح يسمى لاحقا ثي أولد مانس. في 1835، اشترى منزلا في كونكورد، وهذا المنزل يفتح أبوابه اليوم للعموم كمتحف رالف والد إيمرسون. وفي وقت قصير أصبح إمرسون أحد القادة المدنيين في المدينة. وتزوج بزوجته الثانية ليديا جاكسون في مدينتها بليموث، وذلك في 14 سبتمبر 1835. كان يناديها ليديان، بينما كانت تناديه سيد إيمرسون. وأنجبت له أربعة أبناء وهم والدو وإلين واديث وإدوارد والدو امرسون. وقد سميت بنته إلين على اسم زوجته الأولى كما اقترحت ليديان.   من ما قاله لو اردت ان ترى كيف يعامل الرجل زوجته واطفاله فلتر كيف يعامل كتبه .. أن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف الى أين هو ذاهب