ما يؤلم بقاء المقاومة مناسبة لا أكثر عندما يغيب عنها شركاء مناسبين لحزب الله في السلطة من قوى 14 آذار, وأن تبقى محتفلة بنفسها دون أن يساهم أحد في مناسباتها وكأن قدر المقاومة أن تبقى مقاومة حزب مع هامش مفتوح لتتسع لطائفة اذا ما بادر الرئيس بري الى تطيف مقاومة لطالما اعتبرها وليدة حركة أمل .

كل سنة من سنوات الاحتفال بعمل بطولي تصغر المناسبة لجهة دورها المباشر ولجهة التفاعل معها وطنيّاً وبطريقة أمست مشابهة لمناسبات قسرية مثل الاستقلال والشهداء حيث تطغى العملية الفلكلورية على حيثيات مضامين الأعياد الوطنية المختزنة لتجارب ونماذج لا تتكرر .

يبدو أن الخطاب وحده المعني بالمناسبة ولا شيء آخر.

أيّ استهلاك كمية المواقف بنبرة عالية لدفع المجهود الذاتي واستثماره ضغطاً على الآخرين من المتفرجين على الأحداث لتحسين شروط دورهم في بلد لا دور لهم فيه. لقد باعد حزب الله بينه وبين الآخرين المناوئين له في الدور القومي والاقليمي بحيث ألغى مشروعية الاعتراض على مسؤولية تتجاوز أصلاً أصوات المتباكين على دور المقاومة في سورية .

وحاول استرداد الدور السوري لحظة الوصاية والرضوخ لادارة البلاد والعباد من قبل مندوب الأمن السوري .

بترويض البعض ممن يهابهم رغم فقدانهم لأي امكانية مواجهة بتهديد مُسرّب لتخويف أفراد فاقدة لوزن الخصومة مع حزب أوزن من اللبنانيين جميعاً .

حتى اللحظة مازال الموضوع السوري يتصدر قائمة احتفالات المقاومة وبعدها التعبوي والهدف الأساس وكأن ثمّة تنازل طوعي عن سُلم الأولويات المحصورة بعدو بات أكثر اطمئناناً على ضوء قرقعة السلاح الطائفي والمذهبي من مقاومة لبنان الى مقاومة اليمن فالعراق وسورية .