الشهادة الجريئة لجنبلاط  لفتت الانظار في تصويبه على التاريخ الاجرامي لآل الاسد , مع إصرار على الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل المهدد بحرب القلمون المتوقعة كانت عناوين الصحف اللبنانية اليوم :

السفير :

جولة جديدة من الحوار المفتوح بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» في عين التينة على وقع خطة أمنية حطّت رحالها في الضاحية الجنوبية قبل أسبوع، ومردودها الإيجابي أكبر بكثير من تقديرات المتحاورين، بدليل أرقام الموقوفين وقمع المخالفات، وكذلك على وقع التحضير لعملية عسـكرية موضعية في منطقة القلمون، بعنوان «التحصين.. والتحسين».
جولة حادية عشرة من الحوار، واكبها سجال حول التعيينات الأمنية وتشريع الضرورة، ولم يشعر أحد من الحاضرين في عين التينة، أن الرئاسة بمتناوله، ولذلك تم الاكتفاء ببيان ختامي كلاسيكي: «استكمال النقاش في الملفات المفتوحة، وإجراء تقييم للوضع الأمني في البلاد والتأكيد على ضرورة الحفاظ على انتظام واستمرار عمل المؤسسات الدستورية».
العلامة الفارقة للحوار، أنه في خضم الاشتباك الإقليمي الكبير المحتدم بين السعودية وإيران في العديد من ساحات المنطقة، وخصوصا في سوريا واليمن، وبرغم انخراط هذا الطرف اللبناني أو ذاك، سياسياً وإعلامياً، في هذا الصراع المباشر وغير المسبوق، يشكّل جلوس «حزب الله» و «تيار المستقبل» على طاولة واحدة، استثناء لبنانياً وعربياً وإسلامياً، وذلك انطلاقا من قناعة الداعي، ومن لبوا دعوته، بأن تجربة الافتراق والقطيعة في المرحلة السابقة (2010 ـ 2015)، وما رافقها من توترات وبروز ظواهر وحالات متطرفة، «لم تكن مفيدة للطرفين وللبلد عموما» على حد تعبير الرئيس نبيه بري.
بهذا المعنى، يصبح للحوار مردود معنوي يفوق ما يطرح على جدول الأعمال أو من خارجه من بنود أو مقاربات سياسية تتجاوز الساحة المحلية، إلى ما يجري في ساحات المنطقة وربما أبعد منها، كما أن ميزته أن ما ينتج عنه من خطط وخطوات وإنجازات يتجاوز مضمون تفاهماته أو سقوفه.
هذا الانطباع عبّر عنه رئيسا مجلس النواب والحكومة، وسيعيد التأكيد عليه، اليوم، الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي سيطلّ، عند الثامنة والنصف مساء، عبر شاشة «المنار»، ويتناول في كلمته التطورات المحلية والإقليمية، لا سيما ما يجري في اليمن وسوريا، بالإضافة إلى ما يتصل بالداخل اللبناني، رئاسة وتشريعاً وحكومة وتعيينات وخطة أمنية وحواراً.
وقالت مصادر معنية لـ «السفير» إنه إذا لم يعقد في الساعات المقبلة لقاء بين وزير الخارجية جبران باسيل ونادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، فإن ملف التعيينات الأمنية سيبقى معلقاً في انتظار استحقاق انتهاء ولاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص مطلع حزيران المقبل.
وأكدت المصادر أن كل خطوة من نوع تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي أو التمديد لبصبوص، أو انتقال الصلاحية إلى الأعلى رتبة في مجلس القيادة، «سيترتب عليها مقتضاها، وقد توافق العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله على مجموعة خيارات سياسية ودستورية مفتوحة يتم تثبيتها بعد التفاهم عليها في حينها، وبينها بطبيعة الحال المشاركة في الحكومة».

النهار :

مع أن الشهود السياسيين الذين تعاقبوا على الادلاء بافاداتهم أمام المحكمة الخاصة بلبنان في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري أجمعوا على سرد الوقائع المعروفة والمثبتة في الظروف والملابسات التي سبقت اغتياله، فان ذلك لم يقلل اطلاقاً وهج مثول "الشاهد الاستثنائي" رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بدءاً من امس أمام المحكمة لمجموعة اعتبارات. ذلك ان جنبلاط شكل اولا ومن الناحية القضائية الصرفة المواكبة لحيثيته السياسية المركزية كلاعب اساسي داخلي نقطة تقاطع في كل الشهادات والافادات السابقة للشهود المعلنين وربما غير المعلنين بعد في ايراد وقائع حساسة لجهة تثبيت القرائن والادلة الظرفية والمباشرة عن المناخ السياسي الذي كان وراء الجريمة. وتبعاً لذلك لم يكن غريباً ان يشكل مثول الزعيم الجنبلاطي أمام المحكمة شاهداً طلباً مباشراً للمحكمة.
ثم ان العامل الآخر الاساسي ايضا يتصل بالدور المحوري الذي يتفرد به جنبلاط نفسه كأحد اللاعبين الاساسيين الذي مرت علاقته بالنظام السوري منذ توليه زمام الزعامة الاشتراكية والجنبلاطية في عام 1977 بمد وجزر هائلين. وليس ادل على الاهمية الكبيرة التي تكتسبها شهادته من ان يبدأ اليوم الاول منها بوقائع اغتيال والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط على يد النظام السوري، وينتهي بتهديد هذا النظام للرئيس الحريري عشية التمديد للرئيس اميل لحود "بتدمير لبنان على رؤوسكم"، قبل اشهر قليلة ايضا من محاولة اغتيال "رفيق الدرب" النائب مروان حماده ومن ثم اغتيال الحريري أقرب الاصدقاء الى جنبلاط.

المستقبل :

تحت وطأة ما تتناقله الألسن والأقلام الممانعة تهويلاً وتأويلاً عن عدّ عكسيّ حتميّ لمعركة طاحنة يجري الإعداد والاستعداد لاندلاعها على جبهة القلمون، طغى موضوع التطورات المرتقبة على هذه الجبهة الحدودية بين لبنان وسوريا على محادثات جولة الحوار الحادية عشرة بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» في عين التينة وفق ما أوضحت مصادر رفيعة في التيار لـ»المستقبل»، مشيرةً إلى أنّ وفد التيار بادر في مستهل الجلسة أمس إلى إثارة هذا الموضوع من منطلق التشديد على دور الجيش اللبناني في حماية الحدود درءاً لأي خطر محدق بالساحة الداخلية وردعاً لأي اعتداءات إرهابية محتملة على الأراضي اللبنانية، في حين بدت علامات الترقب والتحسّب على مقاربة وفد الحزب لمعركة القلمون التي لم تنطلق بعد، واعداً حيال ذلك بأن يتواصل مع المؤسسة العسكرية لبحث التحديات المتصلة بهذه المسألة.
وإذ نفت تطرّق جولة الحوار أمس إلى الاستحقاق الرئاسي وملف التعيينات العسكرية والأمنية، لفتت المصادر الرفيعة في «المستقبل» إلى أنّ المتحاورين تناولوا ضرورة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، فكان اتفاق على وجوب انعقاد الجلسات التشريعية في مجلس النواب من منطلق أهمية عدم تعطيل العمل التشريعي، كما استعرض الجانبان الأوضاع الأمنية الداخلية بحيث تمت مواكبة نتائج ما تحقق حتى الساعة على صعيد خطة الضاحية الجنوبية لبيروت والأجواء الإيجابية المحيطة بهذا الموضوع سيما لناحية ما تمّ إحرازه على صعيد مكافحة شبكات الجرائم المنظّمة والمخدرات والمطلوبين المتوارين في المنطقة.

الجمهورية :

إنشدَّت الأنظار أمس إلى لاهاي لمتابعة اليوم الأوّل من شهادة جنبلاط والتي اتّهمَ فيها النظام السوري باغتيال والدِه كمال جنبلاط، مشيراً إلى أنّ والده «اعترضَ على دخول النظام إلى لبنان وقال للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لن أَدْخُلَ سجنَك».
وذكرَ جنبلاط أنّ علاقته بالنظام السوري «بدأت في العام 1977، وحينها كان لا بدّ مِن عَقد الصفقة معه». وقال: «كنتُ مضطرّاً إلى عَقد تسوية مع النظام الذي اغتالَ لاحقاً خيرة مثقّفي وساسة لبنان».
وقال إنّ «الجيش اللبناني كان تحت أمرة الجيش السوري والرئاسة السورية، بإشراف الرئيس السابق إميل لحّود»، وأضاف: «أخَّرنا مجيءَ لحود إلى الرئاسة لسبَب بسيط، وهو أنّنا لم نكن نريد أن يأتي شخص ولاؤه مطلق للنظام السوري». واعتبَر أنّ «الوصاية السورية» كلمة مغلوط لأنّها في تلك الفترة تسمّى بـ»الإحتلال السوري».
وقال جنبلاط: «بعد زيارة الشهيد رفيق الحريري لدمشق اتّصلَ بي عندما وصلَ إلى طريق بيروت وزارَني برفقةِ النائب باسم السبع، وكان شكله مكفهرّاً وغاضباً وحزيناً وغريباً. وقال له الأسد أنا أريدك أن تمدّد للحّود.
وتابَع الأسد: إذا أراد شيراك إخراجي من لبنان سأكسّر لبنان فوق رؤوسكم وإذا كان لجنبلاط جماعة من الدروز فأنا أيضاً لي جماعة من الدروز. قلت للحريري إذهبْ ومدّد لأنني كنتُ أخاف على سلامته الشخصية وأعرف ماذا تستطيع أن تفعل هذه الجماعة».
وعدّد جنبلاط أسماءَ قياداتٍ سوريّةٍ تمّت تصفيتُها لارتباطِها بجريمة الاغتيال، معتبرا أنّه لو قدّر لرستم غزالة أن يمثلَ أمام المحكمة لقدّمَ أدلّةً بهذا الخصوص. وقال: «كلّ الذين عملوا أو شارَكوا بشكل أو بآخر في عملية اغتيال الرئيس الحريري تمَّت تصفيتهم، غازي كنعان أجبِر على الانتحار، لا أعتقد أنّه شاركَ، لكن لستُ أكيداً.
الشخص الثاني الذي قتِل آصف شوكت الصهر الذي، وهنا للتاريخ، عندما قتِل رفيق الحريري في 14 شباط 2005، في اليوم نفسه وتقريباً في الساعة نفسها تمَّت ترقية آصف شوكت إلى رتبة عماد واستلمَ المخابرات العسكرية، لكن كان لا بدّ مِن تصفيته، لأنّ الحلقة بين المتّهمين والآمر لا بدّ أن تزول، ثمّ أتى دور جامع جامع الذي كان في بيروت في الحمرا، وبالأمس القريب صُفّي رستم. غزالي هؤلاء بتحليلي كان يمكن أن يكونوا شهوداً أساسيين في عملية الكشف عن حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري».
الحوار
وفي هذه الأجواء، انعقدت جلسة الحوار الحادية عشرة بين «حزب الله» و»تيار المستقبل» مساء أمس في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن «المستقبل». كما حضَر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صدر البيان التالي: «إستُكمل النقاش في الملفات المفتوحة وجرى تقييم للوضع الأمني في البلاد، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على انتظام واستمرار عمل المؤسسات الدستورية».

البلد :

لم تحمل شهادة جنبلاط امام المحكمة الدولية في يومها الاول مفاجآت من العيار الثقيل، وبقيت مضبوطة على ايقاع مقتضيات المرحلة. وابرز ما قاله انه تمت تصفية كل من عمل أو شارك من الجانب السوري في عملية إغتيال الرئيس رفيق الحريري. الا ان القاضي ديفيد راي قرر عدم اعتبار ما قاله جنبلاط عن المتورطين في اغتيال الحريري بمثابة دليل ما لم يقدم إثباتات. كما قال جنبلاط ان رستم غزالة لو استدعي إلى المحكمة لكان قدم أدلة حول الاغتيال، كاشفا ان حكمت الشهابي حذره مرات عدة من خطر النظام السوري، واعتبر ان علاقته مع غزالة لم تكن ودية وان غازي كنعان كان قاسيا لكنه صادق.
في الموازاة ،الهجوم الاستباقي الذي شنته مجموعات مسلحة على مراكز ومقار لحزب الله مستخدمة صواريخ يعتقد بانها من نوع أرض – أرض، عشية المعركة التي يحشد لها الحزب سياسيا واعلاميا وامنيا في جرود القلمون، لانطلاقها خلال الأيام القليلة المقبلة على ما يتردد، ترك علامات استفهام واسعة تتصل بأهداف "الاستباق" وما اذا كان حقيقة لجس نبض الحزب واستعداداته اللوجستية لمعركة نشرت كامل تفاصيلها واسرارها ومحاورها وجبهاتها وحتى توقيتها في اطار يحمل الكثير من الاستغراب.
ووصفت مصادر سياسية المعركة بعملية " الفصل والوصل"، معتبرة ان المعارضة تهدف عبرها الى طرد عناصر حزب الله والجيش السوري والسيطرة على المنطقة لمنع النظام من ربط القلمون بالساحل السوري عبر اللاذقية في حين يبتغي حزب الله من خلالها تعويم النظام السوري بعد الخسائر الميدانية التي مني بها في اكثر من منطقة وابعاد المسلحين عن الحدود والقرى اللبنانية وفضل التواصل بين عرسال والداخل السوري. وحذرت المصادر من انعكاسات المعركة على الداخل اللبناني.

الاخبار :

لا تخرج مناوشات يوم أمس الصباحية بين مقاتلي حزب الله ومسلحي المعارضة السورية على مختلف تشكيلاتهم في جرود الجبة وعسال الورد في منطقة القلمون، عن سياق المعركة «المنتظرة» بين الفريقين في أي لحظة. وليس خافياً السعي الدؤوب لكلا الفريقين لتحضير العدة والعديد للمواجهة الحتمية، مع ذوبان الثلوج وتحسّن الظروف المناخية في جرود القلمون، التي يتخذها المسلحون مقراً وممراً نحو الداخل اللبناني غرباً، والسوري شرقاً وشمالاً، في مقابل إصرار حزب الله والجيش السوري على إزالة تهديد المسلحين، وإجراءات الجيش اللبناني لعزل الحدود اللبنانية من عرسال شمالاً إلى مشاريع القاع، عن تداعيات المعركة.

بيد أن الهجوم المحدود الذي شنه الإرهابيون في «جبهة النصرة» و«لواء الغرباء» و«تجمع القلمون الغربي» وفصائل أخرى اجتمعت تحت لواء و«اعتصموا»، على نقاط لحزب الله والجيش السوري فجر أمس في جرود الجبة وعسال الورد، «بدا كاستطلاع بالنيران ومحاولة لتحقيق خرق من جهة الشرق إلى الداخل السوري، في ظلّ الحديث عن معركة سيبدأ بها حزب الله انطلاقاً من جرود بريتال»، على ما تقول مصادر متابعة. وبحسب المعلومات، فإن «الهجوم باء بالفشل الكلّي، وتمّ قتل 13 عنصراً مهاجماً، وإيقاع عشرات الجرحى في صفوفهم، كما تمّ تدمير آليتين محملتين برشاشات ثقيلة وعربة (ب. أم. ب)»، في مقابل سقوط شهيد لحزب الله. ودفع الفشل مسؤولي المجموعات المسلحة إلى تبادل اتهامات التخوين، وتبادلوا تحميل بعضهم مسؤولية الخسائر.