يشكل جنبلاط الورقة المفصلية في المحكمة الدولية ، حيث أنه على الرغم من مواقفه (المتقلبة) مع النظام الأسدي غير أنه الأدرى باللعبة التي ينتهجها هذا النظام .

جنبلاط بدأ شهادته بتعريف لبدايته متهماً النظام بأنه من اغتال (كمال جنبلاط) ، إذ رفض التدخل السوري في لبنان ، وموضحاً أنه رغم ذلك التقى حافظ الأسد (قاتل أبيه) لأجل مصلحة لبنان.

وتابع قائلا أن كمال جنبلاط كان يعرف أنه سيغتال ، وكأن جنبلاط أراد بهذه المعلومة أن يؤكد بشكل مباشر على أن كل من كان يعترض على التواجد السوري في لبنان هو مشروع شهيد وهذا ما حدث مع الشهيد رفيق الحريري.

جنبلاط أعلن معارضته لايميل لحود كونه أقوى ممثل لسوريا بلبنان وقال أن القرارات السورية لم تكن في موضع نقاش ، بل كانت فقط لتنفذ.

وقال أن بداية المعارضة ضد النظام السوري بدأت 1998 لتبدأ التصعيد عام 2000 ، منوهاً أن الموالين لسوريا في لبنان كان يتهمونه بالعمالة لاسرائيل لأنه كان معارضاً ، وأن الشهيد رفيق الحريري كان يخيف النظام كشخصية سنية ذات وزن عربي ودولي وتريد لبنان مستقلاً.

كما وأشار جنبلاط ، لتهديد غازي كنعان له حينما قال له ، "أريدك أن تعلم من هم آل الأسد" ، مشيراً أنه علم ذلك لما اغتالوه ، وأكد جنبلاط أن نظام الأسد كان مبنياً على التقارير ، وأن بشار الأسد كان يكن العداء للشهيد ، مصرحاً أن كل من شاركوا بعملية الاغتيال قد تم تصفيتهم من آصف شوكت الى جامع جامع ورستم غزالة.

جنبلاط اعتبر أن النظام السوري مبني على الخوف والارهاب ، وأنه لو كان رستم غزالة ما زال حياً وتمكنت المحكمة من الاستماع شهادته ، لأخبرها بمعلومات هامة عن اغتيال الحريري.

وقيّم جنبلاط علاقته مع كنعان ومع رستم فعلاقته مع الأول كانت صادقة على الرغم من مسؤوليته عن بعض الأحداث في حين علاقته بغزالة كانت سيئة نتيجة لموقف العداء الذي اتخذه من النظام.

كما أشار جنبلاط إلى أن علاقة الشهيد رفيق الحريري كانت وطيدة بحافظ الأسد في حين تبدلت جذريا مع بشار الأسد ، وقد بدأ التوتر بين الحريري والنظام مع تعيين لحود رئيسا.

وشهادة جنبلاط لن تغفل لحود الذي كان مدعوماً بالنظام ذاكراً ممارسته ، كما أشار إلى طبيعة العلاقة التي جمعت بينه وبين الحريري واصفاَ اياه بالوطيدة على الرغم من انتقاداته في  الشأن المالي ولا سيما الخصخصة لافتاَ أن الحريري كان يتقبل تصاريحه بودية واحترام .

كما لفت وليد بك إلى بعض الخفايا منها ان النظام طلب من الشهيد وقف الدعم لصحيفة النهار ، كما أشار إلى الانذار الذي تلقاه من الأسد عام 2003 والذي كان بداية الشك في نوايا الأسد تجاه الحريري .

أما عن التمديد للحود فقال جنبلاط أنه والحريري كانا ضده لأنه كان امتداداً للقبضة السورية في لبنان .

وفي السياق أشار جنبلاط لاجتماع له مع الأسد في 25 اب 2004 تم الغاءه بسبب رفضه التمديد ، كما واستمع خلال الجلسة لصوتين فتعرف عليهما على أنهما للحريري وغزالة .

وأخبر جنبلاط عن أن الشهيد حاول إقناع الأسد بصعوبة التمديد دون جدوى وأن الأخير قال له : "إذا أراد شيراك إخراجي من لبنان فسأدمره " .

كما صرّح جنبلاط أنه نصح الحريري بالتمديد لأنه التمس من مواقف العداء السورية تهديداً لهما ، حيث أن الأسد قال للحريري : ""انا لحود ولحود انا ولن ارضى بغيره رئيسا للبنان.

وأشار جنبلاط للقرار 1559 والذي من خلاله اعتبر الأسد أن شيراك تهديداً  لوجوده في لبنان .

 

هذه أهم النقاط التي تناولتها شهادة زعيم الحزب الديمقراطي وليد جنبلاط ، فبعد الأوراق التي كشفها اليوم ، هناك أوراق أخرى ستكشف غداً .

ولانه جنبلاط ، تظل شهاداته خارجة عن المألوف وعن المنطق الإعلامي وعن التحليل ، فزعيم الجبل (المخضرم بالسياسة) لديه من الحنكة والذكاء ما يجعله يحاكم محكمة دولية إن أراد .