استعراض للتاريخ ، للمواقف ، للبدايات ، للأحداث ، هذا ما قدمته شهادة النائب وليد جنبلاط في المحكمة الدولية اليوم ، جنبلاط صاحب الرقم القياسي في "الدوران" ، ها هو تحت قبة لاهاي يسرد أحداثاً وأحداث ويضيء على مواقف بدلته وتبدل معها .

شهادة جنبلاط وما بها يعرفها أكثر اللبنانيين .

فكلنا نعلم أن الشهيد كمال بك جنبلاط ضحية النظام السوري ، وكلنا نعلم بسطوة النظام على لبنان وكيف كان يتحكم (بكل شاردة و واردة ) .

التفاصيل التي رواها ابن الجبل ، يحفظها اللبنانيون ظهراً عن قلب ، ويعلمها الصغير والكبير في أرض لبنان .

ولكن ما الفرق ، وماذا ستغير الشهادة الجنبلاطية !

 

الفرق يمكن شطره إلى شقين ، الشق الأول : وهو المواجهة وتوجيه إصبع الاتهام من أرض دولية ، وهذا كان أحد من الزعماء اللبنانيين يجرؤ عليه سابقاً خوفاً من الاغتيال.

هذا إضافة إلى المطالبة بدم الحاضر ودم الماضي ، فإشارة جنبلاط للنظام السوري كقاتل لأبيه هي نوع من الثأر (المتأخر) ليصبح بالنسبة لوليد بك دم الرفيق ودم الكمال في ميزان عدالة لاهاي ؟

 

الشق الثاني ، هو تباين مواقفه التي يسردها (وكأنه يواجه ذاته) ، فصارح الجميع أن مد يده للنظام مع يقينه بأنهم قتلة أبيه ، موضح تسلسل حياته السياسية المتقلبة .

 

اليوم جنبلاط عالمكشوف ، وهو الزعيم اللبناني الأذكى والخبير بخفايا الوطن والنظام والمخابرات وبكل العلاقات ، فهو الذي لم يترك طرفاً إلا وحالفه ثم انقلب عليه ، ها هو من لاهاي يكشف أوراق خبرته السياسية واضحاً المعطيات في الحقيبة الدولية ، قالباً المعايير عبر الاتهامات التي وإن كانت معروفة لبنانياً غير كونها أتت على لسان زعيم كما وليد جنبلاط فهذه "عاصفة" لها ارتداداتها ؟

 

جنبلاط لم ينتهِ من الشهادة ، بل وصل للنقطة الأهم وهي (2005) فكم من طاولة سيقلب الآن في معترك السياسة اللبنانية .

هذا ما سيظهره  لنا القسم المتبقي من الشهادة .