كشف قيادي بارز في اتحاد القوى العراقية، أكبر تكتل سياسي سني في البرلمان، عن وجود مؤامرة إيرانية لتسهيل سقوط مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار غرب العراق بيد تنظيم “داعش”. وأوضح أن الخطة الإيرانية ترتكز بشكل أساسي على تعطيل عملية تسليح المقاتلين السنة في الأنبار ما يمهد الطريق أمام مسلحي “داعش” للسيطرة على الرمادي، الأمر الذي سيؤدي إلى نتيجتين خطيرتين:

 

الأولى تتعلق بنشوب حرب أهلية واسعة بين السنة أنفسهم في الأنبار لها مضاعفات اقليمية لأن “داعش” سيكون على حدود الأردن والسعودية وسيشكل خطراً على أمن الدولتين.

 

والنتيجة الثانية تتمثل بأن سيطرة التنظيم على الرمادي وسقوط محافظة الأنبار بالكامل معناه أن العسكريين الاميركيين سيخرجون من قاعدتي الأسد والحبانية مهزومين، وهذا ما تسعى إليه إيران بقوة.

 

ووفقاً للخطة، تتمثل الخطوة التالية بعد سيطرة “داعش” على الرمادي بتحرك الميليشيات العراقية و”الحرس الثوري” الإيراني لسد الفراغ العسكري ومهاجمة الأنبار وتحريرها، بذريعة أن المقاتلين السنة فشلوا وأن الاستراتيجية الأميركية في المحافظة أجهضت تماماً، وهذا هو الهدف الذي يسعى إليه النظام الإيراني عبر عرقلة تسليح المقاتلين السنة في هذه المحافظة.

 

ومن الأهداف التي ترمي إليها طهران، إعطاء زخم جديد لتحرك التحالف الدولي ضد “داعش”، في حين يمكن لنظام ولاية الفقيه ونظام بشار الأسد وكل حلفائهما أن يلتقطوا أنفاسهم في بعض الملفات الحيوية ويستفيدوا من هذه المعطيات بطريقة جديدة.

 

وأكد القيادي أن عملية تسليح العشائر السنية في الأنبار التي تشكل ركيزة مهمة لمواجهة التنظيم، ما زالت تواجه المزيد من المشكلات والعقبات والتجاذبات السياسية بين حكومة بغداد برئاسة حيدر العبادي وحكومة الأنبار، في حين يواصل “داعش” تقدمه العسكري السريع في قلب الرمادي باتجاه مقر الحكومة المحلية التي تضم مراكز القيادة السياسية والأمنية في المحافظة.

 

وأضاف أن آخر المعلومات تفيد بأن العبادي وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي التقاه في واشنطن الثلاثاء الماضي، بأن يتخذ قرارات نوعية باتجاه تسليح المقاتلين السنة في الأنبار، مشيراً إلى أن القيادات السياسية السنية تنتظر ترجمة هذا الوعد إلى واقع في الأيام المقبلة.

 

وإذ جزم بأن إيران وحلفاءها في التحالف الشيعي العراقي الذي يقود حكومة العبادي من أبرز المعارضين لتسليح السنة في الأنبار، أشار القيادي إلى أن كل المؤشرات تظهر أن هذه المحافظة السنية الكبيرة تدفع ثمن صراع نفوذ ايراني– أميركي، لأن الولايات المتحدة ضغطت على العبادي منذ أشهر لتسليح السنة، كما ان العسكريين الاميركيين المتمركزين في قاعدتي الحبانية وعين الأسد الجوية يواصلون تدريب المزيد من المقاتلين السنة، غير أن تسليحهم ما زال يقتصر على الأسلحة الخفيفة والشخصية.

 

وفي السياق، أبلغت واشنطن زعماء عشائر سنية بأن التسليح سيتم مباشرة من وزارة الدفاع الاميركية، وبأن العبادي وافق على هذه الخطوة شرط أن تتم عبر فريق متخصص من وزارة الدفاع العراقية، ومع ذلك ما زالت عملية التسليح متعثرة.

 

وبحسب معلومات القيادي، فإن قيادات في “التيار الصدري” أبلغت اتحاد القوى السنية بأن ايران هي من تقف بوجه تسليح السنة في الأنبار، لأنها تعتبر تسليحهم أميركياً يوازي عملية التسليح الإيرانية لقوات “الحشد” التي تقودها الميليشيات الشيعية الموالية لـ”الحرس الثوري”، وبالتالي لا تريد طهران أن يكون المقاتلون السنة أفضل تسليحاً من المقاتلين الشيعة الموالين لها، لأنها تعتبر ذلك خطراً على نفوذها في العراق والمنطقة.

 

وشدد القيادي على أن الحجج الواهية التي تستند إليها جهات سياسية داخل حكومة العبادي بشأن مخاطر تسليح السنة في الأنبار لا تراعي متطلبات المعركة ضد “داعش”، مندداً بوجود ازدواجية في المواقف حيث ان قوات “الحشد” يجب أن تنتصر على “داعش” ويجري تسليحها من أجل هذا الهدف، فيما المقاتلون السنة محظور عليهم التسليح وتحقيق انتصارات عسكرية.

 

وانتقد مواقف بعض السياسيين في التحالف الشيعي بأن قوات “الحشد” الشيعية جاهزة وهي تنتظر ساعة الصفر للانقضاض على مسلحي “داعش” في الأنبار، في حين أن المقاتلين السنة ينتظرون التسليح منذ نحو تسعة أشهر من دون جدوى، وهم قادرون على هزيمة الإرهابيين أكثر من قوات “الحشد” لأنهم من أبناء المنطقة ويعرفون كل صغيرة وكبيرة فيها.