أطلّ رئيس المركز العربي للحوار والمدير العام لموقع لبنان الجديد الشيخ عباس الجوهري ضيفاً في برنامج بيروت اليوم ليسلط الضوء على الأحداث التي تعاني منها المنطقة العربية والانقسامات .

الشيخ عباس اعتبر أن الصراعات في المنطقة هي صراع على السلطة والنفوذ فالاسلاميون والليبراليون يريدون الوصول إلى السلطة بإختلاف الأدوات أما المذهب والطائفة فهي (عدة شغل) . وأكدّ أنه ليس هناك من صراع مسيحي ومسلم ولا صراع سني شيعي هناك صراع على السلطة .

وفي سياق الثورات ، قال أن غياب الفكر العربي والاسلامي المتنور هو سبب الأزمة ، فبعد سقوط السلطنة ونشوء الدول استبد الحكام الطغاة . ونتيجة للحظة الفراغ وثورة الاتصالات الهائلة انفجرت الثورة ، لكن هل كان المثقف العربي جاهزاً ؟ كلا ، وأصبح كل طرف يستشهد بالتراث الديني (المعت) . وسيصبح هناك يوماً ما ارتداد عن الدين بقدر ما شوه هذا الدين من الجهلاء الذين قدموا تراثه وهم لا يفقهون شيئا عنه . وشدد على وجود فكر متنور ومثقف غير أنه مهمش فحتى في ايران هناك متنورين غير أنهم مقصيين .

وعن تنظيم الدولة الإسلامية ، قال الشيخ عباس الجوهري : لمقاتلة الظلاميين السنة ليس الشيعي من يبعدهم بل السني المتنور . لذلك يجب ان استعين بشريكي السني . وأضاف أن هذا التنظيم قد استثمر السنة ففي العراق مثلا ، وفي العام 2003 شكر الشيعة بوش الذي أسقط صدام حسين ، فالعقل الشيعي كانوا مع التغيير ومع أميركا لأنهم استفادوا من ذلك ،غير أنهم لم يتعلموا من التجربة .

ونوّه الشيخ الجوهري في هذا السياق عن التناقض فصدام مستبد وبشار كذلك لماذا رحب الشيعة بالتدخل الأميركي في العراق ولماذا يرفضونه في سوريا مع أن لا شيء يحصل إلا بتدخل أجنبي .

وبالعودة لفشل التجربة في العراق ، فإن السبب كما قال الشيخ هو الفساد والإغراءات ، كما وصف حزب البعث بالاستبدادي وبانه ظاهرياً علمانيا بينما في الباطن هو مدني ومذهبي .

وعن نوري المالكي فإنه أسوأ من صدام ولكن توازنه نوعاً ما والتقاطع الايراني الاميركي هما من يخدمان تواجده ، كما هناك أيضاً الحاجز الذي وضعه العقل العربي على العراق ، فالواقع العربي الذي لم يتقبل وصول أغلبية شيعية إلى الحكم هو الذي دفع أهل العراق للاتجاه ايرانياً .

أما عن تنظيم داعش فحمّل الشيخ المسؤولية للمالكي أنه هو السبب في صناعته وهو المسؤول الأول والأناس الذين تحولوا لداعش ، تحولوا نتيجة الاقصاء ـ وعدم تحقيق طموحهم فخرجوا عن دولتهم وهناك ايضاً من استثمر ذلك . واليوم تحاول حكومته بكل الوسائل استعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم ولاسيما الموصل .

وعن كيفية القضاء على هذا التنظيم ؟ أجاب الشيخ عباس ، أن داعش صاحب التفكير الظلامي يشكل خطر على الجميع حتى المملكةو يجب أن يكون هناك استراتيجية من كل دول المنطقة ومنظومة جدية لمحاربته. لا بد من تضامن وتشارك مع النظام العربي والسني ، على حكومة المالكي أن تتعاون مع الاردن مع المملكة وحتى مع الايرانيين على قاعدة هناك جوار يجب ترتيبه كما فعلت السعودية بعاصفة الحزم .

وعن الانغماس في رمال اليمن والحملة ضد المملكة ؟ أجاب مع الأسف ، دائماً السيد حسن نصرالله يتقدم خطوات بدون أي اعتبارات لمصالح الشيعة في لبنان وغير لبنان ، فقد امتهن لغة القتال ، إضافة إلى أنه وبخطابه الأول كان متسرعاً لم يتشاور لا مع بري ولا مع المجلس الشيعي . وتساءل : لماذا أدخلت المقاومة لعبة الأنظمة ولعبة الحكام ؟ السيد حسن كان ايقونة العرب بعد ال2000 (كان عليه اعتزال السياسة) ، قدم أجمل خطاب في ال2000 وتواضع وقدم انجازه للوطنية .

وعن اعتبار الحزب أنه حربا عالمية ضد محور المقاومة في سوريا ؟ قال، هذا ادعاء من قال ذلك ، خرج السوريون من لبنان ولم يؤثروا على المقاومة .. لا تؤثر المعارضة السورية على المقاومة ، غلو نأت بنفسها لكان الشعب مع المقاومة .

وأضاف الحزب من اليوم الأول اعتبرها مؤامرة ؟ ( مؤامرة على مين على النبي ـ وممنوع تناقش) هناك تعبئة في الشارع الشيعي . واعتبر الشيخ عباس أن تقديرات الحزب خطأ منذ 2003 . وعن قول حزب الله أنه لولا وجوده في الجرود لكان داعش في جونية ؟ قال ،الحزب هو الذي استفز مشاعر الشعب السوري وهو الذي دفعه ليكن ضده ، حزب الله لا يقاتل الشعب السوري ولكن حليفه يرميهم ببراميل متفجرة. لست معجباً بداعش ولا بالنصرة ولكن هناك ثورة سورية ، أليس من المشروع اسقاط نظام بهذه الوحشية ؟ هم لا يقاتلون في سوريا لأجل النظام ولكن خوفاً من الآخر . وعن الفصل بين الداخل والخارج والحوار ، قال الشيخ عباس هذا فصل وهمي من المستقبل والحزب ، هم ينافقون .

أما الحوار فأنا أؤيد كل حوار ، لا اخاف من أي تفاهم بالعكس أؤيده ولكن تحاوروا وانتجوا وهم قد انتجوا لأن هناك طلب خارجي بالتعاون ضد الارهاب .

وتساءل هل هذا الحوار هل يغير الواقع ؟ ليجيب ، لماذا هذا النفاق دعونا من اليمن واهتموا بالشعب اللبناني . وفي موضوع الاتفاق النووي ، قال الشيخ عباس الجوهري ، الحوار الغربي الاميركي مع الايرانيين ، سينعكس على المنطقة شاء من شاء وأبى من أبى . ايران في تطور سوف يأتي، ولكن المشكلة وقبل أن تتنفس ايران الصعداء ابتليت بمشاكل مع محيطها العربي ، غير أنه بتقديري سوف تتحول الحياة السياسية في ايران وهناك تغييرات .