توصف قناة الجديد بأنها وسيلة اعلامية موجهة وبشكل مباشر ضدّ الاستقرار لأنها تُسهم في زيادة الشق الخلافي بين اللبنانيين وتُمعن النظر في المواضيع الحسّاسة ذات البعد المذهبي والطائفي فهي تستفيد كونها محسوبة على فريق 8 آذار من الجمهور الشيعي خاصة والذي يشرب نشرة الأخبار" المريمية " كدواء شافي له من أمراض 14 آذار فتلبي بموقفها السياسي برامج ونشرات غريزة طائفة باتت تستشعر مخاوف وان كان أكثرها من صنع الوهم لفرط في القوّة واسراف في الغرور .

في مفترقات أساسية ومفصلية تخرج النشرة المرضية للجديد عن وصفتها الجاهزة ضدّ سعد السعودي والمستقبل السُني وحزبيّ الكتائب والقوّات ومن دار في دوامة 14 آذار من شخصيّات واتجاهات لتندّد أو لتُشيرسلباً و باصبع خجول الى رموز في 8 آذار وتحديداً حزب الله وحركة أمل وهذا ما يجعلها عرضة لجمهور عرف القناة موالية له لذا تدفعه خديعة المحطة له الى النيل من تلفزيون الجديد ومن شخص مالكها ومن معدة مادة النشرة التحريضية وبقسوة تتجوز حدية الموقف من محطات تلفزيونية تابعة لفريق 14 آذار .

هل هذا السبب كاف كيّ يقال في الجديد دُكانة قطرية بعد تعد قديم على التلفزيون وبمناسبة أخرى ؟ طبعاً أنا لا أميل الى منطق التصنيف للشاشات على ضوء الحسابات السياسية اللبنانية لأن هذا يدفع آخرين الى القول بوجود دكاكين أخرى سعودية وايرانية وأمريكية وبالتالي من يعطي من ؟ الهوية الوطنية في الاعلام المرئي والمسموع .

ان ما جرى من مُشادة قهرية تعدّت حدود اللفظ المُدين لغلط مبرر للجهة المُعدة للنشرة وغير مُبرر بالنسبة للجهة الداعمة لمن يكتب النشرة من المالك الى المُديرة لأن التبعية تفرض التزاماً دقيقاً وعدم تجاوز الخط الأحمر خاصة وأن كاتبة النشرة نفسها تعلم علم اليقين أن لا مساس بشخص السيّد وهي من العاملين على تنزيه الخطاب الاخباري من أيّ اشارة سلبية للسيّد ولكن للقلم كم للسان زلاّت كثيرة وفي أوقات ينسى فيها المُساءُ اليه كميّات هائلة من نشرات المدح الباذخ لأنه يعي تماماً أن ما مُنح للجديد من خدمات وتسهيلات استثنائية يفرض على المتنعمين بنعمة المقاومة أن يلزموا حدودهم و أن لا يتجاوزوا أولياء نعمتهم وأدوارهم التي رفعتهم الى مواقع ما كانت رؤوسهم لتطالها لولا تقديمهم فروض الطاعة .

يعتقد الكثيرون من حزب المقاومة أن الجديد قد قام بما قام به في نشرته أمس تلبية لطاعة عمياء للمموّل القطري خاصة بعد التقارب الملحوظ ما بين المملكة العربية السعودية والدولة القطرية والذي تجلّى بالحرب جنباً الى جنب الى جانب الشرعية في اليمن وأن النشرة المريمية كانت أول تسديدة قطرية مباشرة في المرمى الايراني وقدّ هزّت شباك حزب الله الا أني أرى أن تمادي كاتبة النشرة ناتج عن اطمئنانها القوي وثقتها الكبيرة بموقعها داخل اعلام المقاومة وهي ظنت بأنها تستطيع أن تقول ما تشاء دون حسيب أو رقيب ودون أن يلتفت لها أحد من حزب الله وان تصرفت وقالت ما يُزعج البعض وان كان هذا البعض من نخبة النخبة في الحزب والمقاومة .